آراء عديدة حول سبب تسمية “الشام”
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الشام الاماكن والمدن والدول المخطوطات والكتب النادرة
الشَّامُ (أو: الشَّأْمُ) هو الاسمُ القديمُ لسورِيّا. وقد جاءَ ذكرُهُ في كتبٍ كثيرةٍ منذُ أكثرَ مِنْ ألْفِ سنةٍ.
واختلَفَ المُؤرِّخونَ في أصلِ تَسْمِيَةِ الشَّامِ. فبعضُهُمْ قالَ إنَّ الشَّامَ جمْعُ كَلِمَةِ شَامَة، والمعروفُ أنّ الشَّامَةَ هيَ عَلامَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ تَختلِفُ عمَّا حَوْلَها.
وسُمِّيْتِ الشَّامُ بذَلِكَ لوجودِ أراضٍ ذاتِ ألوانٍ تختلفُ عمَّا حَوْلَها مثلَ الشَّامَةِ، أو لكثرةِ قُرَاها ومُدُنِها واقْتِرابِ بعضِها من بعضٍ حتَّى إنَّها تبدُو مثلَ الشَّامَاتِ (أيْ العَلاماتِ) على سَطْحِ الأَرْضِ.
وهناكَ منْ قالَ إنَّ أَوَّلَ مَنْ دَخَلَ الشَّامَ مِنْ بَني الإنسانِ هو سَامُ بنُ نُوحٍ، ولمَّا كانَ اسمُه باللُّغَةِ السُّرْيانِيَّةِ «شَام» سُمِّيَتْ المِنْطَقَةُ على اسْمِهِ.
ويَرَى فريقٌ آخَرُ أنَّ سببَ التَّسْمِيَةِ يَرْجَعُ إلى أن قَوْمًا من بَني كَنْعَانَ بنِ حامٍ خَرَجوا إليها، ولأنها تقعُ على يسارِ الكَعْبَةِ فقد قيل إنَّهم تَشَأَّموا (أي تَيَاسَرُوا) إليها، فَسُمِّيَتْ بالشَّامِ (أو الشَّأمِ).
ولمْ يَخْتَلِفْ المُؤرِّخونَ في أصلِ التسميةِ فقطْ وإنَّما اخْتَلَفوا أيضًا في وَضْعِ حدودِ الشَّامِ بوضوحٍ. وبصفةٍ عامَّةٍ، شَمَلَ الشَّامُ معظمَ سورِيّا الحالِيَّةِ وكلَّ لُبْنانَ وأجزاءً من فِلَسْطِينَ والأرْدُنِ.
وقد اشْتَهَرَ الشَّامُ بجوِّهِ المُعْتَدِلِ وبخَيْراتِهِ الوَفيرَةِ حتَّى قالَتْ العربُ قديمًا: «مَنْ خَرَجَ إلى الشَّام نَقَصَ عُمْرُهُ وقَتَلَهُ نَعيمُ الشَّام».
ومعَ مرورِ الزَّمَنِ تَعَدَّدَتْ المَعَاني المَقْصُودَةُ بكَلِمَةِ الشَّامِ. فهذه التَّسْمِيَةُ تُطْلَقُ حاليًّا علَى الجُمهورِيَّةِ العَرَبِيَّةِ السُّورِيَّةِ كما تُطْلَقُ على الصَّحْراءِ السُّورِيَّةِ وكثيرٌ منْ عامَّةِ النَّاسِ يطلقونَها على عاصِمَةِ سورِيّا
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]