الفنون والآداب

آلية التمثيل بواسطة “الدمى” على مسرح العرائس

2003 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس عشر

عبد الرحمن أحمد الأحمد

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مسرح العرائس الدمى الفنون والآداب المخطوطات والكتب النادرة

«مسرح العرائس» أو «مسرح الدمى المتحركة» سمي مسرحا لأنه يقوم على التمثيل أمام جمهور من المشاهدين.

ولكن الممثلين هنا مجموعة من العرائس أو الدمى على شكل مجسمات اصطناعية.

ويحرك هذه العرائس، على المسرح ويتحكم في حركاتها وأقوالها عادة شخص يسمى محرك الدمى أو العرائس. وهو يحركها إما بيده، وإما بخيوط أو أسلاك رفيعة، وإما بعصي  من الخيزران أو المعدن.

 

وهذا الشخص لا يظهر أمام الجمهور ، وإنما يحركها من وراء غطاء أو حاجز أو ستار، فلا يرى المشاهدون غير العرائس ، وهي تتحرك وتتحاور وتمثل فيما بينها.

وقد تمثل الدمية إنسانا، رجلا أو امرأة، طفلا أو عجوزا. وقد تمثل حيوانا أو طيرا، وقد تمثل نباتا أو جمادا، بحسب دورها في التمثيلية المسرحية، حيث تتقمص أدوارا في مسرحيات تعرف باسم عروض العرائس.

وقد اعتاد الناس منذ أقدم العصور على الاستمتاع بهذه العروض، فقد عثر على مجسمات تشبه هذه الدمى والعرائس في قبور الفراعنة والإغريق والرومان، وفي الصين ومعظم الحضارات الآسيوية.

 

وكان أول استخدام لها في إقامة الشعائر الدينية، ولكن بعد أن فقدت دورها في المعابد انتقلت إلى الشارع قبل أن تقام لها مسارح خاصة، لتصبح فنا من فنون التسلية والترفيه التي يعشقها الأطفال حتى اليوم.

ويعد مسرح العرائس نوعا رائعا من أنواع العروض المسرحية التي تلعب بطولتها الدمى المتحركة، ويتميز بأنه من النوع الذي يتم التحكم في تحريك عرائسه بالخيوط (خيوط النايلون الآن) أو بالأسلاك المعدنية الرفيعة.

وتكون الدمية كاملة الأعضاء، فتشمل الرأس والصدر والذراعين والساقين، وتربط مع بعضها البعض بأربطة مرنة حتى يستطيع محرك الدمية التحكم في كل عضو على حدة في يسر وسهولة. ثم توصل هذه الدمى مجتمعة بإطار خشبي.

 

ويختبئ فرد واحد أو اثنان من محركي الدمى في أعلى منصة العرض، ثم يقومان بتحريكها عن طريق شد خيوط الدمية من الأعلى، أي من مكانها على الإطار الخشبي، لتتحرك وتقوم بالحركة التمثيلية المرغوبة، بحسب طبيعة دورها ومبرر حركتها، وفي الوقت نفسه يقوم محرك الدمى مع رفاقه بتقليد الأصوات وأداء الحوار.

وقد عرف العرب هذا النوع من العروض المسرحية الموجهة للأطفال عن طريق الغرب في النصف الثاني من القرن العشرين. 

فقد تأسس أول مسرح دائم للعرائس في جمهورية مصر العربية في الستينيات من ذلك القرن، برعاية الدولة. كذلك شرعت الإمارات العربية المتحدة في السنوات القليلة الماضية بالعناية بمسرح للعرائس في مدينة مدهش، إلى جانب بعض الأقطار العربية الأخرى.

 

ويستمد مسرح العرائس العربي معظم موضوعاته ومسرحياته وتمثيلياته من القصص الشعبية (الحزاوي والحواديت) وحكايات ألف ليلة وليلة. 

وقصص الحيوان الشعبية المعروفة في التراث الشعبي العربي والمحلي، بعد تطويرها وإعدادها لتناسب الطفل، وتحقق الأهداف التربوية والتعليمية التي يهدف إليها المربون والمبدعون المعنيون بثقافة الطفل في الوطن العربي.

 

ومن الجدير بالذكر أن التراث الشعبي العربي قد عرف أنواعا من المسرح الشعبي الذي يتوسل بالدمى، أو العرائس.

حيث يرى بعض الباحثين أنه نوع من مسرح العرائس، وأنه يحكي مرحلة من مراحل تطور فن المسرح الخاص بمسرح العرائس الذي يقوم الآن على أسس علمية وفنية وحرفية متعلمة.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى