علم الفلك

آلية حساب التقويم الميلادي قديماً

1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التقويم الميلادي آلية حساب التقويم الميلادي علم الفلك

التقويم الميلادي الذي يتبعه الغربيون الآن، وكثيراً جداً من أمم العالم، قام على أساس التقويم الروماني القديم.

وقد كان التقويم الروماني في أوله مبنياً على الشهر القمري الذي يتردد طوله بين 30 يوماً و29 يوماً بالتبادل.

وكانت السنة الرومانية القديمة عشرة أشهر.

 

وفي نحو سنة 700 ق.م. أضيف إليها شهران، طول أحدهما 28 يوماً فقط. ولم تَعُدْ تلك السنة تُحسب على النظام القمري بعد ذلك.

ثم أجري عليها تعديل توفيقي، يجعل أربعة أشهر منها طولُ الواحد ثلاثون يوماً، والأشهرُ الباقية طول كلٍّ منها 31 يوماً، فيما عدا واحد حُدِّد طوله بثمانية وعشرين يوماً (وصار شهر فبراير فيما بعد).

وتعدَّدَتْ التعديلات بعد ذلك على هوى القياصرة الحكام، حتى وصل التقويم الروماني إلى حالة سيئة من الفوضى والارتباك.

 

وفي عهد القيصر يوليوس تم ما يسمَّى بالإصلاح اليوليالي للتقويم، بالاستعانة بعالم فلكي إغريقي شهير، وكان ذلك في عام 46 ق.م.

وقد سُمِّي ذلك العام باسم «آخر أعوام الارتباك». وفي ذلك العام حُدِّد موعد الاعتدال الربيعي بيوم 25 مارس. واستلزم هذا إضافة 85 يوماً.

وحُدِّدَ طول السنة المدنية على أنه 365 يوماً. ثم لاحظ المصلحون بعد ذلك أن السنة الفلكية طولها 365,25 يوماً، ولكي تظلَّ السنة منطبقة دائماً مع نفس الدورة الفصلية رُئِيَ إضافة يوم واحد إلى السنة كل فترة من أربع سنوات.

 

وتسمَّى هذه السنة الرابعة، التي يضاف إليها يوم في شهر فبراير، سنة كبيسة. وفي السنة الكبيسة يكون عدد أيام شهر فبراير 29 (بدلاً من 28 في السنوات الأخرى العادية).

ويمكننا أن نعرف السنين الكبيسة، وذلك لأنها تقبل القسمة على 4، مثلاً، 4، 24، 404، 1980،  1992، وقد حدد الإصلاح اليولياني أول السنة أيضاً بأنه أول يوم من شهر يناير، وهو اليوم الذي بدأ فيه مجلس الإصلاح عمله (1 يناير عام 45 ق.م.). وبهذا قام التقويم اليولياني.     

 

ومع مرور الزمن خرج التقويم اليولياني مرة أخرى عن المسار المحدَّد له. وكان ذلك في زمن البابا جريجوري الثالث عشر (في القرن السادس عشر الميلادي) عندما حلَّ يوم عيد الفصح متقدماً عشرة أيام عن موعده الدوري. ووافق الاعتدالُ الربيعي يوم 11 مارس في عام 1582.

وقام جريجوري بالإصلاح الثاني للتقويم الروماني، فاقتطع عشرة أيام من عام 1582، وحدد يوم 21 مارس للاعتدال الربيعي.

وكان في ذلك الوقت قد تم قياس الطول الحقيقي للسنة الشمسية (الفلكية) وهو 365,2422 يوماً، فأصدر جريجوري مرسوماً يقضي باقتطاع ثلاثة أيام من التقويم كل 400 سنة.

 

وبذلك عولج التفاوت بين التقويم اليولياني والسنة الشمسية. وسُمِّي هذا الإصلاح بالإصلاح الجريجوري. ولما تحدد موقع ميلاد السيد المسيح من هذا التقويم الروماني المُصَحَّح سمي بالتقويم الميلادي.

وقد حدَّدَه البعض على أنه 25 ديسمبر من العام الروماني 753، وحدَّدَه آخرون على أنه اليوم الأول من ديسمبر من العام نفسه.

وعلى أي حال، فيبدو أن الإصلاح الجريجوري والتقويم الميلادي لن يكونا آخر الإصلاحات.

 

فقد أثبتت الأبحاث الحديثة أن طول السنة الشمسية (الفلكية) ليس 365,2422 يوماً تماماً، ولكنه يتغير قليلاً بمرور القرون (ولو أن التغير بطيء جداً).

أي إننا سنكون في حاجة إلى إصلاح تقويمي بعد 3000 أو 4000 سنة من الآن. لكنه لا ضير من أن نريح بالنا من هذا القلق، ونعد التقويم الجريجوري (أي الميلادي) أفضل ما أمكن التوصل إليه من حيث الدقة حتى الآن.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى