آلية عمل القرص الغضروفي
2008 آلام أسفل الظهر
سعاد محمد الثامر
إدارة الثقافة العلمية
القرص الغضروفي آلية عمل القرص الغضروفي الطب
على الرغم من أن حالات الانفتاق اللبي للقرص الغضروفي لا تمثل سوى 3% تقريباً من حالات ألم أسفل الظهر، فإن كلمة الانفتاق اللبي هي الشائعة بين الناس.
وكثيراً ما يتوهم الشخص المصاب بألم أسفل الظهر بأنه مصاب بالانفتاق اللبي للقرص الغضروفي، وبهذا السبب فإننا سنعرض هنا ميكانيكية عمل القرص الغضروفي.
لقد عرفنا فيما سبق تركيب القرص الغضروفي، وأنه يحتوي على نواة من مادة هلامية تقع في مركزه تقريباً.
وهو بحكم موضعه بين كل فقرتين من فقرات العمود الفقري وبحكم تكوينه، يقوم بتحمل وامتصاص كل الضغوط الخارجية التي تقع على كاهل العمود الفقري (الشكل 17)؛ إذ تعمل النواة كمخفف هيدروليكي، وتعمل الحلقات الليفية كمخفف مطاطي للصدمات.
بالإضافة إلى أن القرص الغضروفي يعتبر الوسيلة الأساسية لترابط الفقرات، فهو يلعب دوراً مهماً في ديناميكية العمود الفقري عن طريق وظيفتين مهمتين، هما:
1- تخفيف الضغط والوزن العموديين المركزين على العمود الفقري (الشكل 18)، وهذا الضغط المركز على القرص الغضروفي هو مجموع قوتين، هما:
أ- وزن أجزاء الجسم الموجودة فوق مستوى القرص الغضروفي، وهذا يزداد في حال حمل الأشياء.
ب- ردة فعل العضلات الباسطة للعمود الفقري، التي تسهم بتقلصها في حفظ التوازن.
ويكون الضغط كبيراً جداً على القرص الغضروفي، فهو يتحمل قوى ضاغطة خارقة تتعدى الـ 300 كغ في بعض الحالات، لذا، عندما ينحني المرء إلى الأمام ليحمل شيئاً ثقيلاً.
فإنه إذا كان القرص الغضروفي سليماً فلا مشكلة في ذلك، إذ سيتحمل الضغط بلا ألم أو متاعب، لأن الضغط العمودي يتركز أولاً على القرص الغضروفي الذي يوزعه في جميع الجهات (الشكل 19). وأحياناً يكون الضغط أفقياً فتوزّعه الحلقة الليفية وتخفّف قوّته تدريجاً.
2- سماح النواة بحركة الفقرات، التي تحدث فيما بينها وفي الاتجاهات المختلفة، والتي تحدث تشريحياً ضمن المنظومات البيولوجية للفقرات والأربطة، إضافةً للقوانين الميكانيكية إلى حدٍ ما.
وتتمثل هذه الحركات في: حركة الانثناء إلى الأمام Forward Bending.الانثناء إلى الجانبين Side Bending. التمدد إلى الخلف Extension. اللف المحوري Rotation (لف أو دوران الجسم حول نفسه).
إن نواة القرص الغضروفي تلعب دور المحور وسط القرص، وهذا المحور تتحرك حوله أجسام الفقرات.
وتكون حركة النواة – من خلال حركات الفقرات – في الاتجاهات الأربعة: إلى الأمام والخلف وإلى الجانبين. وإن شكل النواة يتبدل عند القيام بهذه الحركات والأوضاع المشابهة.
والنواة اللبية هي في الحالة السوية تحت ضغط وتقع في المركز تقريباً إلا أنها بالتحديد أقرب إلى الهامش الخلفي للقرص منها إلى الهامش الأمامي.
وسنوضح هنا تحركات النواة اللبية أو الأوضاع التي تتخذها بالنسبة إلى أنواع حركات المنطقة القطنية، التي ذكرناها آنفاً والتي يعرضها الشكل (20)، حيث يرمز السهم الأسود إلى النواة وحركتها في الأحوال التالية:
1- في حال الوقوف الطبيعي – حيث يكون القرص تحت ضغط وزن الجسم – تقع النواة أقرب إلى الجزء الخلفي من القرص أو في وسط القرص الغضروفي تقريباً.
2- في حال مدّ الجذع للخلف – حيث تتقارب الأطراف الخلفية للفقرات وتتباعد الأطراف الأمامية – تتحرك النواة إلى الأمام.
3- في حال ثني الجذع إلى اليسار – حيث تتقارب أطراف الفقرات من جهة اليسار وتتباعد من جهة اليمين – تتحرك النواة إلى اليمين. ويحدث العكس في حال ثني الجذع غلى اليمين، إذ تتحرك النواة إلى اليسار.
4- في حال ثني الجذع إلى الأمام (من دون ثني الركبتين) – وهي أكثر الحركات تأثيراً في المنطقة القطنية – حيث تتقارب الأطراف الأمامية للفقرات وتتباعد الأطراف الخلفية – تتحرك النواة إلى الخلف.
وجميع الحركات السابقة نقوم بها في حياتنا اليومية. وبناء عليه، يكون القرص الغضروفي في حركة مستمرة وشديدة، وفي وضع ضغط دائم تتحرك فيه النواة لجميع الجهات.
وتلعب الحلقة الليفية دور الحاجز (الإطار)، الذي يضبط هذه الحركة ويمنع تجاوزها المدى الطبيعي.
والزيادة المفاجئة للحمل الضاغط على العمود الفقري تسبب تفلطح النواة اللبية ودفعها إلى الخارج.
وفي بعض الأحيان يكون هذا الدفع أكثر من احتمال الحلقة الليفة. فمثلاً عندما يكون القرص الغضروفي تالفاً لسبب من الأسباب، فإن الألياف المكونة للحلقة الليفية والتي تمسك بنواة القرص وتثبتها في مكانها قد تجف وتتمزق.
وهذا يسبب اندفاع قسم من القرص (النواة) عبر هذه الألياف الممزقة مشكلاً انفتاقاً، فإذا كان هذا الانفتاق بالقرب من جذر العصب، فإنه يضغط عليه مسبباً ألم أسفل الظهر، وأكثر المناطق المعرضة للانفتاق هي المنطقة ما بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة أو ما بين الفقرتين القطنية الخامسة والعجزية الأولى.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]