علوم الأرض والجيولوجيا

أدوات السياسة البيئية

2014 الاقتصاد وتحدي ظاهرة الاحتباس الحراري

تشارلزس . بيرسون

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

أدوات السياسة البيئية السياسة البيئية علوم الأرض والجيولوجيا

لم تنتج تحديات التغير المناخي أي اختراق جذري في السياسة البيئية والتحليل السياسي(6).

ومع ذلك، فإن تحدي التغير المناخي قد زاد بصورة كبيرة من أهمية رؤيتين سابقتين: مزايا الأدوات المستندة على السوق التي تُدعى بالقيادة والمراقبة، أو ما يسمى بالسياسات التوجيهية (الإرشادية)، المرتبط موضوعها بالتنظيم من خلال السعر أو الكمية.

وتقريباً بعد الانتهاء من حالة "التردد" (Hums) غير المحسوم و "المراوغة" (Haws) في الأدبيات الاقتصادية فيما يتعلق بظاهرة الاحتباس الحراري، من دواعي التفاؤل أن نجد في وقت قريب حصول اتفاق كوني بين الاقتصاديين، حول قضية سياسية واحدة.

 

ينبغي أن تكون الأدوات التي تضع سعر لانبعاثات غازات الدفيئة، محوراً أساسياً. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك خلافٌ حول التدابير السعرية مقابل الكمية، إلا أن هناك اتفاقاً واسع النطاق على المسألة الثانية.

فإذا تم اختيار مسار الحد من التجارة القصوى، إلى أقصى حدٍ ممكن، فينبغي أن تُطرح الانبعاثات للمزاد ولا تُعطى مجاناً. فالحديث بشكل عام، مجموعة أدوات السياسة البيئية لها ثلاثة "مقصورات/ أجزاء" (Compartments).

 

تضع السياسات في المقصورة الأولى المعايير الخاصة على شكل مدخلات، وتكنولوجيا، وأداء أو انبعاثات. ويُطلق عليها في بعض الأحيان اسم القيادة والسيطرة أو التدابير الناظمة.

إن "التفويض الممنوح" (Mandates) لطاقة أقل من مصادر الطاقة المتجددة في انتاج الكهرباء (والتي تُدعى بمحفظة المعايير)، التي من أمثلتها معايير المسافات بالأميال للمركبات، ومعايير النفايات السائلة.

وهناك مواقفُ تكون فيها السياسات متسمة بالكفاءة، أو من السهل رصدها وتطبيقها. فالحظر أو القيود الشديدة على المبيدات الخطرة، ومتطلبات الهيكل المزدوج لناقلات النفط ما هي إلا مثالٌ على ذلك. ومع ذلك فهي نادراً ما تكون فعالة، أو مؤثرة في ظاهرة الاحتباس الحراري.

 

المقصورة الثانية لمجموعة أدوات السياسة البيئية، الأكثر تطرفاً، تحتوي على أداة واحدة. الحكومة توضح حقوق الملكية الخاصة للبيئة، وعندها تسمح بإنشاء الأسواق، وإتاحة السلع البيئية، وتحديد نوعية تلك السلع في السوق من خلال التعاملات بين الملوثين والضحايا.

وهذا يتبع ما هو في "نظرية كوز" (Coase Theorem)، التي دللت على أنه في ظل بعض الافتراضات التقيدية المعينة، فإن تخصيص ناتج الموارد سيكون كفوءاً بغض النظر عن كيفية تخصيص حق الملكية. ولسوء الحظ، أخفقت ظاهرة الاحتباس الحراري في تلبية الشروط الأساسية لسوق كوزيان (Coasian Market).

والجو العالمي المحيط بها قد قاوم "الخصخصة" (Privatization)، وبسبب الفجوات الزمنية فإنه ليس هناك إمكانية لإنشاء سوق بين هذا الجيل والأجيال القادمة. علاوة على ذلك، إن العدد الكبير من المشاركين قد يتسببون بمشاكل متسابقة غير قابلة للحل(7).

 

المقصورة الثالثة وتحتوي على الوسائل الاقتصادية، التي تستخدم حوافز السوق، التي تُعتبر ذات أهمية كبيرة.

هذه الأدوات تشتمل على ضرائب الانبعاثات، ومخططات الحد من التجارة القصوى (التصاريح التداولية)، وإعانات تخفيض التلوث تحت مستوى معين، والإعانات التشجيعية للتكنولوجيا الخضراء(8)

وسنلاحظ في هذا الفصل لاحقاً، أن هذه الوسائل تناسب مشكلة ظاهرة الاحتباس الحراري بشكلٍ خاص.

 

يمكن تقييم سياسة الحكومة وأداوتها من خلال عدة وجهات نظر. وتشمل وجهات النظر هذه على الكفاءة (تخفيض الانبعاثات بأقل الكلفة)، المساواة (تأثيرات التوزيع)، الاستجابة لعدم اليقين والمخاطر، المرونة في استيعاب المعلومات الجديدة، الآثار المالية، المتطلبات الإدارية والرقابية، القبول السياسي، وغيرها.

وغالباً ما تكون هناك مفاضلةٌ بين هذه المعايير، وربما يتم استخدام بعض الأدوات في الوقت  ذاته (تماثلياً). فالاقتصاديات عندها الكثير من الأراء لقوله حول كفاءة السياسة، ولكنها لا تهمل بصورة كلية الأبعاد الأخرى(9).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى