أحداث تاريخية

أراء متعددة حول طريقة انتشار وباء الطاعون بين الناس

1995 أمراض لها تاريخ

حسن فريد أبو غزالة

KFAS

وباء الطاعون أحداث تاريخية المخطوطات والكتب النادرة

فالناس كلهم كانوا سواء أمام الموت الداهم ولكن ما هو السر في هذا البلاء الأعظم؟

كان هذا هو السؤال الذي لم يعرف له أهل ذلك الزمان جواباً.

– كان بعضهم يقول بالميازما وهذه هي نظرية الهواء الفاسد لهذا كانوا يضعون الاربطة على أنوفهم.

– قال بها "وليام بورجست" وهو صاحب الفكرة الذي أعلن "الطاعون سببه براز الأرض يتشبع به الهواء بسبب حرارة الشمس، ثم تنقله الرياح من مكان لآخر فمرة يأتي عاصفاً ومرة أخرى يأتي على مهل".

– بعض آخر يؤكد أنها أرواح شريرة بل ذهب بعضهم إلى أنه وحش سموه "بازيليك" له جسم ثعبان ورأس تنين فأنفاسه سموم، وفحيحه شلل، ونظراته موت زؤام.

 

كما ذهبت القناعة بأن نظرات المريض نفسه تنقل المرض؛ لهذا كانوا يتحاشونها ويضعون على عينيه عصابة حتى لا يرى الآخرين، بل إن رائحته النتنة هي السبب، فكان محور علاج الأطباء هو إغراقه بالعطور من بخور وماء الورد وكافور، حتى إنه قيل أن ماء الكولونيا المعروف ظهر كاختراع لتلبية حاجة الناس في ذلك الزمان إلى العطر، ولكنهم قصروا العنبر والمسك على مقام صاحب الجلالة الملك وزوجته جلالة الملكة لا يجوز لأحد غيرهما أن يتعطر بهما!!

لقد تبنت الكنيسة في حينها نظرية تؤكد أن المرض هو عقاب الله لإثم قد اقترفه الإنسان، ولكن الغريب أن رجال الدين كانوا يصابون بالوباء، فيموتون به بمثل ما يصاب ويموت الداعرون والمجرمون والآثمون!! على أية حال فقد أعلن البابا كليمنت السادس مبدأ العلاج بالإيمان!

ثم قرر تحديد عام 1350م لكي يكون موسماً للحج لهذا الغرض، وبهذا الهدف، وعلى المؤمنين أن يلتزموا به، ومن يموت منهم فإن له الجنة ثواباً مؤكداً بعد أن يغفر الله له ذنوبه كلها دون استثناء ما تقدم منها وما تأخر.

لقد قدروا من ذهب إلى الفاتيكان لأداء فريضة الحج ذلك العام تلبية لنداء البابا بما يفوق مليوناً ومائتي ألف 000, 200, 1 حاج، ولكن من عادوا من أداء الفريضة كان مائة وعشرين الفاً فقطّ لأن تسعة أعشار الحجاج قد مات ولم ينجح منهم من الموت إلا العشر فقط.

والغريب المضحك في الأمر أن البابا نفسه لم يحضر مراسيم الحج، بل اعتزل واعتكف في قصره، ورفض أن يقابل أحداً أو أن يتصل بأحد خوفاً من الوباء!!

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى