أسباب إصابة الأطفال بـ”حالة التَلَعْثُم”عند الكلام وطرق علاجها
1995 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء السادس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حالة التلعثم طرق علاج حالة التلعثم أسباب التلعثم الطب
يجد بعض الأطفال صعوبة في الكلام، فنجد أنهم لا يستطيعون نطق الكلمات متتالية للتعبير عما يريدون قوله، بل نجد الواحد منهم يتوقَّف عند نُطق اسم شخص أو شيء، ويكرِّر الحرف الواحد عدة مرات، قبل أن يتمكن من الاستمرار في الكلام.
مثال ذلك، حين ينادي الطفل اسم زميل له يقول: «أ – أ – أ – أ.. أحمد، أو حين يتكلم عن شيء فيقول مثلاً: «أنا أكلت ك – ك ك.. كعكة».
ويحدث ذلك بالرغم من أن الطفل يحاول أن يتغلب على هذه الصعوبة، ليقول ما يريد ويعبر عنه بالكلام. وقد يشعر بعدم الارتياح والتوتر لأنه يفعل ذلك، وهذا الشعور يزيد من صعوبة الكلام.
هذه الحالة هي التَّلَعْثُم، وهو أحد عيوب الكلام المعروفة. ونحن نعلم أن الإنسان يختلف عن غيره من المخلوقات في أنه يستخدم اللغة والكلام وسيلة للتعبير والتفاهم مع الآخرين من حوله.
والكلام مع الناس من الأشياء الأساسية، ليتعلمَ الطفل وهو صغير كيف يتعرفُ العالمَ من حوله، وينمو، ويكتسب المهارات المختلفة.
ويتعلم الطفل الكلام في سنوات عمره الأولى، حين ينطق بعض الكلمات من تِلقاء نفسه، ويردِّد بعضَها الآخر حين يستمع إلى أمِّه والمحيطين به في المنزل.
فيتعرف الأسماءَ والكلماتِ التي تدل على المكان والزمان والأشياء، ثم تَتكوّن لديه القدرة على تكوين الجمل للتعبير عن أي شيء يريده.
وفي الوقت نفسه ينمو جسمُه وعقله، وكذلك جهازه العصبي الذي يتحكم في الأعضاء التي تتحرك، لتقوم بوظيفة الكلام، مثل، الحنجرة، واللسان، والشفتين.
ويجب أن نعلم أن هذه الحالة التي نصفها، وهي التلعثم، ليس في كل الأحوال مرضاً أو حالة غير طبيعية.
فكثيرٌ من الأطفال يبدأون في نطق بعض الكلمات في السنة الثانية أو الثالثة من العمر، ثم يَزيد عدد ما يقولون من كلمات مع الوقت، لكنهم حين يحاولون تكوين الجمل من هذه الكلمات لا يكون نُموُّ الكلام لديهم كافياً، فلا يساعدهم ذلك على سرعة التعبير بالقول عما يشعرون به، فيظهر التلعثم حين يتكلمون.
وهذا العيب في النطق يظهر أيضاً عند الأطفال الصغار عند بداية ذهابهم إلى الرَّوْضَة أو في بداية دخول المدرسة، لكنه يختفي بعد ذلك.
ويمكن علاج التلعثم بعد تحديد أسبابه بواسطة الطبيب أو المعالج النفسـي.
فقد يكون سبب التلعثم هو وجود هذه الحالة في بقية أفراد الأسرة أو بعضهم، أو نتيجة المشكلات في علاقة الطفل مع أفراد أسرته، وفي الأطفال الذين يتأخرون في تعلُّم الكلام أو يترددون في اختيار الكلمات المناسبة حين يتكلمون.
وأساليبُ العلاج بسيطة، وتقوم على تدريب الطفل على نطق الكلمات والجمل، وتشجيعه على ذلك، بعد أن يتخلَّص من القلق والتوتُّرِ الذي يزيد من صعوبة الكلام. ويتمّ التمرين على النطق أحياناً بمساعدة اختصاصيين في التخاطب.
ونذكر من طرق التدريب هذه استخدامَ المرآة، وشرائطِ التسجيل، وترديد الأناشيد، حتى يتعوَّدَ الطفل على الكلام بطريقةَ طبيعية. وتنجح هذه الأساليب البسيطة عادة في علاج التلعثم، والمساعدةِ على التخلص من هذه المشكلة نهائياً.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]