أسباب إصابة الإنسان بحالة الاسْتِسقاء وكيفية علاجها
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
حالة الاستسقاء أسباب إصابة الإنسان بحالة الاسْتِسقاء طرق علاج حالة الاستقساء الطب
الماءُ مُكَوِّنٌ أسَاسِيُّ لكلِّ كائِن حيِّ، فثلاثةُ أخماسِ أجسامِنا ماءٌ، ومعظمُ هذا الماءِ موجودٌ في داخلِ الخلايا، بينما بعضُه ينتشـرُ حَوْلَها، وجزءٌ منه هو ماءُ الدمِ السائِل الذي يدفعهُ القلبُ ليدورَ في الجسمِ.
وينبغي أن تَظَلَّ نسبةُ الماءِ وتوزيعُه في الجسم ثابتَيْن تقريباً. فإذا فقدْنا كثيراً من الماءِ نتيجةَ العرقِ الغزيرِ أو القَيْءِ أو الإسهالِ، كان علينا أن نُعَوِّضَه بشُـرْبِ السوائلِ وأَكْلِ الخُضَرِ والفاكهةِ الطازجَةِ.
أما إذا زادَتْ كميةُ الماءِ في أجسامِنا نتيجةَ شُرْب سوائلَ كثيرةٍ مثلا، نَشَطَتْ الكُلْيَتَان في طَرْدِ الزائدِ منه في البولِ.
وفي الجسمِ بعضُ التجاويفِ التي تَخْلُو في الإنسانِ الصحيحِ من الماءِ ولكنْ فيها سائلٌ لَزِجٌ يساعدُ على تَحَرُّكِ الأعضاءِ وتقليلِ أثرِ احتكاكِ بعضِها ببعضٍ.
ومن أَهَمِّ الأعضاء هذه التجاويفِ تجويفُ البطنِ الذي يحتوي على أعضاءِ الجهازِ الهضميِّ والبوليِّ والتناسليِّ.
وتُغذِي الشـرايينُ هذه الأعضاءَ بالدمِ الذي يعودُ إلى القلبِ عن طريقِ أوردةِ البطنِ، ويغطِّي تجويفَ البطن من الخارج جدارٌ يتكوَّن من عضلاتِ البطنِ يُبَطِّنُه من الداخلِ غشاءٌ أَمْلَسُ يسمَّى "الغشاءَ البِرِيتُونيَّ".
ولكنَّ إصابةَ الغشاءِ البريتونيِّ بالأمراضِ المُعْدِيَةِ كداءِ السُّلِّ، أو إصابة أيٍّ من أعضاءِ البطنِ بالأورامِ أو الالتهاباتِ سوف تؤدِّي إلى تَجَمُّعِ السوائلِ في تجويفِ البطنِ، ويُسَمَّى تجمعُ السوائلِ داخلَ تجويفِ البطنِ "الاستسقاء".
وقد يحدثُ الاستسقاء أيضاً نتيجةَ تَلَيُّفِ الكَبِدِ (أي تحولِها إلى أليافٍ عديمةِ الفائدةِ) بسببِ الإِدمان على الخمرِ، او الإصابةِ بقصورِ القلبِ، فَيَعْجَزُ عن تدويرِ الدمِ في الجسمِ بكفاءةٍ، أو مرضِ الكُلْيَتينِ "الكُلَاء" فتفشلان في تخليصِ الجسمِ من الماءِ الزائدِ عن حاجتهِ.
وعندمَا تَتَجَمَّعُ السوائلُ بكمياتٍ كبيرةٍ ينتفخُ البطن، فيشعرُ المريضُ بالضِّيقِ كما أنَّه يجدُ صعوبةً في التَنَفُّسِ أو الحَرَكةِ إذْ رُبَّما تصابُ أنسجةُ ساقيْهِ بالتَوَرُّمِ.
وينصحُ الأطباءُ المصابَ بالاستسقاءِ بضـرورةِ التزامِ الراحة وتَجَنُّبِ الإجهادِ لبعضِ الوقتِ مع وُجوبِ تقليلِ تناولِ ملحِ الطعامِ، نظراَ لأنَّ الكميَّاتِ الزائدةَ من مِلْحِ الطعامِ، تؤدِّي إلى احتفاظِ الجسمِ بكَمِّياتٍ زائدةٍ من الماءِ فيه.
كذلك يصفُ الأطباءُ للمصاب بالاستسقاءِ أدويةً مُدِرَّةً للبَوْلِ تساعدُه على تَخَلُّصِ الجسمِ، من السوائِل والأملاحِ الزائدةِ عن طريقِ البولِ.
كما يصفون له الأدويةَ المُقَوِّيَةَ للقلب إنْ كان قلبُه مصاباً بالقُصور.
وإذا كانَ سببُ الإصابةِ بالاستسقاءِ هبوطَ نسبةِ الموادِّ الزلاليةِ في الجسمِ نتيجةَ سُوءِ التغذيةِ أو تَلَيُّفِ الكبدِ لإِدمان الخَمْرِ أو الإصابةِ بمرضِ الكُلْيَتَيْن فإنهم يصفون للمريضِ طعاماً َغنِيَّا باللُّحومِ والموادِّ الزُّلاليةِ، بالإضافةِ إلى العلاجاتِ المُناسبةِ لأمراض الكُليتين أو الكَبِد أو الأَمْعَاءِ.
وهكذا نرى أن الإدمانَ على الخمرِ يؤدِّي إلى سوءِ التغذيةِ وَتَليُّفِ الكبدِ الذي يسبِّبُ الاستسقاءَ وتورُّمَ الساقينِ ويُعَرِّضُ حياةَ المريضِ للخطرِ. ولذلك فإن في الابتعادِ عن تناول الخمرِ امتثالاً لأوامرِ الخالقِ التي فيها الصلاحُ لدينِنا والصحةُ لأبدانِنا وعقولِنا.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]