التاريخ

أسباب ارتباط اسم “داروين” بنظرية التطور بصفة خاصة

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

داروين نظرية التطور التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

ولكن…لماذا داروين؟!

إذا كان معظم العناصر الرئيسة للرأي الدارويني عن التطور معروفاً قبل داروين فلماذا يحتل هو بالذات ذلك المركز المهم في تاريخ علم الحياة عامة ويقترن اسمه هو بالذات بنظرية التطور بصفة خاصة؟!

قد يكون الجواب ميسوراً على مثل هذا التساؤل إذ ما تذكَّرنا أن كل الأعمال العلمية الكبرى إنما هي في الواقع بمثابة عملية تركيب خلَّاقة ومبدعة.

ففي وقتٍ ما تتراكم الكشوف الكثيرة والملاحظات الصغيرة، ويصبح من الممكن تجميعها في رأيٍ شاملٍ عظيم، ينظم عقدها، ويلم شاردها، ويضفي عليها معنىً ومغزى.

عندئذ لا تحتاج النظرية إلى مزيدٍ من الحقائق بقدر ما تحتاج إلى عقلٍ كبيرٍ وبصرٍ نافذ يقوم بهذا الدور العظيم. والدَّور الذي يقوم به صاحب هذا العقل والبصر يحقق أرقى الانتصارات.

 

ولا يقلل من أهمية ذلك أن الشخص الخاتم لم يضع سوى (اللَّبنة) الأخيرة في حل اللغز الذي اشترك في حله كثيرون سبقوه، فلولا تلك اللّبنة لما قام للنظرية بناء ولظل اللغز لغزاً.

وعلينا أن ندرك كذلك أن داروين قد جاء في وقته تماماً. إذ كانت فكرة الانتخاب الطبيعي مثلاً تحوم في الجو باحثةً عمَّن يُمسك بها ويخرجها للنور.

ولا أدل على ذلك من أن رجلاً آخر، غير داروين، وهو والاس قد توصل بالفعل إلى ما يماثل النظرية الداروينية قبل أن ينشرها داروين ودون وجود ثمة علاقة بينهما.

وقد أشار داروين نفسه في حديثه عن تاريخ حياته إلى ما يؤيد ذلك قال : (إن عدداً لا يحصى من الحقائق المشاهدة كان مخزوناً في أذهان علماء الحياة وعلى استعداد لأن يحتل مكانه الحق بمجرد ظهور نظرية تستطيع أن تربط بين تلك الحقائق وتفسرها).

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى