أسباب الإصابة بـ”العقم” والطرق المتبعة لعلاج حالاته
1996 تقنيات الطب البيولوجية وحقوق الإنسان
الدكتور يوسف يعقوب السلطان
KFAS
يعتبر العقم على المدى الواسع مشكلة شخصية يلتمس فيها الإنسان العون الطبي ومشكلة على المستوى الاجتماعي ايضا.
وتختلف اهميته كمشكلة من حيث وضعها في البناء الاجتماعي من دولة لأخرى، فقد صار أقل وضوحا في الديمقراطيات الصناعية حيث ارتفع سن الزواج وزاد عدد النساء والازواج الذين يختارون عدم إنجاب الأطفال.
ويعرف العقم في الولايات المتحدة بانه عدم القدرة على الحمل بعد اثنى عشر شهرا من الزواج والمعاشرة والجماع بدون واقيات الحمل.
وبلغ من ينطبق عليهم هذا التعريف في عام 1982 نحو 2,4 مليون زيجة. وتبلغ نسبة حالات العقم الناتجة عن عدوى الأمراض التناسلية نحو 20% من جملة الحالات في الولايات المتحدة كلها (الكونجرس Congress 1988/ب)، وتعتبر هذه الأسباب بوجه عام الأكثر قابلية للمنع والوقاية.
كما يعتبر انسداد قناة فالوب (Tubal Occlusion) لاي سبب من الاسباب مسئولا عن 25 إلى 30% من حالات عقم النساء.
وتتم معالجة ذلك بعملية فتح أو تفاغر قناة فالوب (Microsurgical Tubal occlusion Anastomasis جراحيا بالميكروسكوب الجراحي بنسبة نجاح متفائلة تصل إلى 44% من الحالات، فتحمل المرأة خلال سنة بعد العملية (باتون وآخرون Patton et al. 1987).
كما أثبتت عملية توسيع قناة فالوب بالبالون من عنق الرحم، وهي تقنية غير جراحية لعلاج الانسداد القناتي القريب، نجاحا كبيرا، وهي بالنسبة لبعض المريضات بديل الإخصاب في الأنابيب أو جراحة تفاغر قناة فالوب بالميكروسكوب الجراحي (كونفينو وآخرين Confino et al، 1990).
وكما سبق أن ذكرنا لا يعتبر الإنسال الصناعي مقبولا لدى الغالبية العظمى من سكان العالم. فحتى في الدول الصناعية التي تقدم الرعاية الصحية المدعومة تكنولوجيا بالأجر أو كجزء من الخدمات المدعومة حكوميا.
بدأ استخدام تقنيات الإخصاب غير الجماعي والإخصاب في الأنابيب (IVF)، ونقل الأمشاج أو الخلايا التناسلية إلى داخل قناة فالوب (GIFT) بدأ استخدامها يزداد كثيرا لعلاج حالات العقم، وذلك على الرغم من أن متلقي هذه الخدمة من وجهة نظر الصحة العامة قلة متناهية الضآلة من السكان.
ومع ذلك فما زال من الصعب تقدير قيمة المهارات والفعاليات التي تتميز بها مختلف الفئات التي تقدم هذا النوع من العلاج، وما زال تنظيم الولايات المتحدة لهذا الإجراء في يد الولايات نفسها، بينما تركز الجهود الفيدرالية على لجان الدراسة والتقييم.
أما التلقيح الصناعي باستخدام المنى المأخوذ من الزوج او غيره ِ(AID) فيزداد ويتكرر حدوثه مع الاعتراض القانوني والثقافي عليه بنسبة اقل.
فإذا كانت امرأة متزوجة هي المتلقية فعادة ما يتطلب الأمر موافقة الزوج. ويعتبر الزوج تحت هذه الظروف هو الاب الشرعي للطفل.
وفي معظم الدول ما زالت رغبة المرأة غير المتزوجة في أن تصبح حاملا بواسطة التلقيح الصنعي موضع خلاف وجدل.
وبالنسبة للوضع الخاص بالأمومة المستعارة (أو الظئر) Surrogate Mother فإن الأمور المتعلقة بمنح البويضة والبحوث المتعلقة بالأجنة الآدمية مازالت متناقضة وموضع خلاف كبير.
ولقد نتجت عن الجهود المبذولة على المستويات القومية مطبوعات وكتب إرشادية عن الإخصاب غير الجماعي صدرت في كل من أستراليا وكندا وألمانيا وفرنسا وإسرائيل وجنوب أفريقيا والسويد والمملكة المتحدة.
وهناك على الأقل 35 دولة أخرى في العالم وجهت اهتماما وطنيا لهذا الموضوع كما فعلت ذلك الجماعة الأوروبية والبرلمان الأوروبي. ومنظمة الصحة العالمية.
وقد تم عمل ملخص شامل لهذه الاتجاهات بمعرفة مكتب الكونجرس الأمركي لتقويم التكنولوجيا (الكونجرس Congress / ب).
ولئن كانت هذه الأدبيات جميعا توجه اهتماما للموضوعات المتعلقة بحقوق الإنسان (مثل الموافقة الواعية من جانب جميع الأطراف) إلا أن التركيز الأكبر فيها كان على المسائل التشريعية التي تهدف إلى حماية جميع الأطراف من الاستغلال، وعلى المسائل المتعلقة بالوضع الشرعي والأخلاقي للجنين، (انظر الفصل الرابع).
وتعكس بعض هذه المطبوعات الآراء الدينية والسياسية للمشاركين، وتكشف عن أن الكثير من المقترحات لم يؤخذ بها من جانب الهيئات الشرعية التي قدمت لها والتي من أجلها قد أعدت.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]