أسباب رفض توصيات لجنة التعاون البيئي

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

العلوم الإنسانية والإجتماعية البيولوجيا وعلوم الحياة

على الرغم من توصيات الفريق الاستشاري للجنة التعاون البيئي، فالحكومة المكسيكية لم تتخذ أي إجراءٍ بوقف استيراد الذرة المهندسة وراثياً من الولايات المتحدة الأميركية. لا بل على العكس من ذلك، سرعان ما تحركت الوكالة التنظيمية المكسيكية نحو إقرار زراعة الذرة المهندسة وراثياً تجارياً.

وعلى الرغم من أنه من الصعب إيجاد أي سبب مهم، يجعل من الحكومة المكسيكية عاجزة عن الانتباه لتقرير لجنة التعاون البيئي، لكن بالتأكيد [كان السبب] أن تلك التوصيات الحاسمة غير ملزمة طبيعياً. بيد أن التقرير بحسب زعم المعارضين، كان أيضاً يفتقر للسلطة العلمية، ومنحرف عن [أهدافه الأساسية] ويميل لصالح النشطاء المحليين، مما يجعل عملية رفضه سهلة.

فالوكالات البيئية الأميركية والكندية اشتكت من توصيات لجنة التعاون البيئي، معلّلة شكواها بأن توصيات اللجنة لم تستند إلى المعلومات العلمية الواردة في التقرير. فعلى سبيل المثال، كان تعليق الولايات المتحدة الأميركية [على التوصيات]، أن النتائج العلمية لم تقدّم أي مبرر لمعاملة أصناف الذرة المهندسة وراثياً بشكل مختلف عن أصناف المحاصيل الحديثة الأخرى.

فالولايات المتحدة الأميركية اعتبرت أن هذه القضية بتصوّرها مائلةً إلى جانب المحتجين [على الذرة المهندسة وراثياً]، ومدعيةً "أن العديد من التوصيات ما هي إلا محاولة للرد على المفاهيم الاجتماعية والثقافية لتصورات جماعة واحدة محدودة المصالح، بينما تجاهلت [التوصيات] احتياجات الآخرين" (Secretariat of the CEC 2004, 48).

أما الردّ الكندي فقد كان أيضاً حاسماً وموضحاً أن التوصيات كانت متأثرة بالناشطين. فوكالة البيئة الكندية (Environment Canada 2004, 40) على سبيل المثال، قد لاحظت أن تلك التوصيات تحيُطنا علماً بـ "أن التعليقات الواردة خلال مراحل عملية [لجنة التعاون البيئي] كلها، تستند إلى الأحكام الشخصية لأعضاء الفريق الاستشاري"، وهو ما يعني اتهام [الفريق الاستشاري] بالتحيّز إلى المحتجين.

معارضةً ، أيضاً إدراج الاعتبارات الاجتماعية في التقرير، قالت الوكالة(Environment Canada 2004, 45) "يجب أن يستند تقييم المخاطر إلى العلم فحسب، ففي حالة تحديد المخاطر، يمكن إذن النظر في العوامل الاجتماعية – الاقتصادية، حين يتم تنفيذ استراتيجية مناسبة لإدارة المخاطر".

وفي نهاية المطاف، ففي الوقت الذي لم تهاجم السلطات المكسيكية الأساس العلمي للتقرير، إلا أنها استغرقت [في معارضتها] لأجزاء من التقرير الذي بدا منه وضع "أحكام تقيمية" (Value Judgments)، وخصوصاً مع الخطّ الذي ذكرناه مسبقاً المتعلّق بـ "عدم المساواة والظلم [الذي يطالهم] على يد المكسيكيين ذوي الأصول الإسبانية والأميركية، والنُّخَب المتنفّذة"(CIBIOGEM [Comisión Intersecretarial de Bioseguridad de los Organismos Genéticamente Modificados] 2004,46).

بعدما نشرت لجنة التعاون البيئي تقريرها، تجاهلت الحكومة المكسيكية إلى حدٍّ كبير التوصيات المتعلقة باستيراد الذرة، ومضت تنتقل تدريجياً نحو إقرار الموافقة على زراعة الذرة المهندسة وراثياً في المكسيك تجارياً.