أسباب سفر ابن البيطار وعائلته إلى المغرب
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
ابن البيطار المغرب التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
الأخبار تتواتر، غير مريحة ولا سارة، فقد أغار الفرنجة من البحر على ملقا وأدرك عبدالله- بعد عودته إليها- أن الأرض بالأندلس تهتز من تحت أقدام دولة الموحدين، فقد تزايدت ضدهم ضربات الفرنجة وتفجَّرت في وجوههم خلافات القبائل والعصبيات.
وفتح عبدالله قلبه لأبويه، وراح يحاول إقناعهما بالهجرة والرحيل معه إلى المغرب ليعرف معارف لا يعلمها أستاذه ابن الرومية في علم النبات، وهي عند عالم النبات المغربي ابن الحجاج الذي كثيراً ما حدَّث عنه وأثني شيخه ابن الرومية.
ووافق الأب على مضض، فهو لا يطيق البقاء وابنه عنه ببعيد كما أنه لا يستطيع حرمانه من طلب العلم. أما الأم فكانت موافقتها على الرحيل مشروطة. بماذا؟
بالزواج من خضراء ابنة اختها واصطحابها هي وأمها إلى بلاد المغرب، تزوَّج عبدالله من خضراء، وفي سفرةٍ قصيرةٍ إلى إشبيلية هُرع لوداع أستاذه ابن الرومية.
ومع الضحى عاد إلى ملقا وأقام مع أهله وعروسه أياماً، بعدها صحبوه إلى ميناء ملقا مودِّعين على أمل اللحاق به ولو بعد حين.
نصيحة أبو الحجاج
رحَّب أبو الحجاج بالقادم من ملقا وظل يحادثه، ومن قوله: يا بني، لن تجد عندي سوى القليل عن النبات.
وإن أردت مزيداً فعليك بالتجوال سنين عددا في بلاد اليونان والرومان، لتخبر بنفسك النباتات والأعشاب، وتلقي أحفاد عالمي النبات ديسقوريدس وجالينوس، وتأخذ عنهم معارفهم عن النباتات كتابةً ومشافهة.
فقال عبدالله متلهفاً: كم وددت، لكني لا أعرف – يا شيخي – لغة اللاتين.
فابتسم أبو الحجاج قائلاً: أعرفها يا ولدى معرفة أهلها لها وسأعلمها لك مع ما أعرف من النبات، ولسوف تلبث معنا هنا في سبتة سنين عددا إلى أن تُجيد لغة اللاتين.
واستأجر أبو الحجاج لآل عبدالله داراً ولأبيه دكاناً. وبعث عبدالله، مع بريد البحر رسالة إلى أبيه في ملقا يستقدمه فيها إلى سبتة.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]