أسباب وصول ابن سينا لمكانة متميزة عبر التاريخ

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

مكانة ابن سينا عبر التاريخ التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

لعله يتبيَّن لنا من كل ما تقدَّم أن ابن سينا قد احتل مكانةً ساميةً ومنزلةً متميِّزة في التاريخ بزَّ بها الكثيرين من أقرانه العلماء في شرقيِّ الدنيا وغربها.

وبالقطع هناك أسباب أهّلته لتلك المكانة، نُجملها فيما يلي:

1-كونه المفكر الموسوعي الذي عالج المعرفة الإنسانية في شتى مناحيها، بحتها وتطبيقيُّها، علمها وأدبها. فهو الطبيب الصيدلي، الفيلسوف الفيزيقي، الكيميائي النباتي، عالم الحيوان الجيولوجي، اللَّغوي الشاعر، الموسيقي الـ…!!

2-الإنتاج الضخم الذي خلَّفه والذي تُقدِّره بعض المصادر بنحو مائتين وستةٍ وسبعين مُصنَّفاً ما بين كتاب ومقالة ورسالة. وهو تراثٌ لا شك هائل، ومن أسفٍ لا يزال أكثره مخطوطاً.

3-التأثير الكبير الذي تركه تراثه على البشرية جمعاء، فقد تُرجمت كتبه إلى اللاتينية، وكان لها دورها الذي لا يُنكر في العصر الوسيط، وظل (قانونه) في الطب المرجع والسند لطالبي الطب في جامعات أوروبا إلى بداية القرن السابع عشر.

4-كونه من العباقرة القلائل في تراثنا الذين خلَّفوا لنا سيرهم الذاتية، تلك السيرة التي أملى قسماً منها بنفسه، وأكملها من بعده تلميذه ومريده أبو عبيدة الجُورجاني.