أسلوب العالم ” أفوجادرو” في تدريس تلاميذه
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم أفوجادرو التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
لا بد للحق من مدافع
كان صاحب الرسالة أستاذاً هامل الذكر، وكان قد وضع فيها تعريفا لا عهد للعلماء به، أطلقه على نوع جديد من دقائق المادة, فخشوا أن يقبلوا عليه وأن يأخذوا به.
لقد نادى دالتون بالذرات أصغر أجزاء المادة، فكيف يصغون إلى رجلٍ مغمورٍ يقول أن هناك دقائق أخرى من المادة أسماها (جزيئات).
كانت الكيمياء في ذلك العهد، وخاصة بعد ذرات دالتون، علماً مضطرباً متنافر الأجزاء. فالأوزان الذرية مثلا تختلف باختلاف من يقيسها وكيفية قياسها، والمصطلحات الكيميائية فيها غموض، كما أن بعضها لا يتفق والتفسير الذري الذي أتى به دالتون.
ولكن أفوجادرو استطاع أن ينسِّق بين ما رآه متنافراً وأن يجعل ما كان مضطرباً مستقراً.
وكانت نظريته في ذلك بسيطة وواضحة، إلا أنه كان وديع النفس، فمضى يعلم أفكاره لطلابه في دعة وهدوء. لأنه، على حُبِّه للحقيقة، لم يكن من أصحاب السيف لتوضيحها وإقناع الآخرين من علماء عصره بها.
فكان يكفيه أن تلاميذه يفهمون ولا بد أن يكون أحدهم في المستقبل بمثابة همزة الوصل بينه وبين من يليه من العلماء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]