أعراض الإصابة بـ”مرض السُعال الدِّيكي” وكيفية الوقاية منه
2000 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الحادي عشر
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
مرض السعال الديكي أعراض الإصابة بمرض السعال الديكي كيفية الوقاية من السعال الديكي الطب
السُّعالُ الدِّيكيُّ مرضٌ يصيبُ الأطفالَ في السَّنواتِ الأولَى من العُمْرِ. ويُعْرَفُ هذا المرض أيضاً باسم «الشَّاهوق».
وترتبطُ هاتان التسميتان بأهمَّ أعراضِ المرضِ، حيثُ يعاني الطفل المريضُ نوباتٍ من السُّعال المتواصِلِ الشَّديدِ، يعقُبها صوتٌ حادّ مميِّزٌ.
وفي الماضِي، كان السّعالُ الديكي من الأسبابِ المُهِمّةِ لموتِ الأطفالِ في أثناءِ السنةِ الأولَى من العُمْرِ، خصوصاً في الأطفالِ الذين يعانون سوءَ التَّغْذِيَةِ.
وفي أثناءِ النَّوبَةِ يُخْرجُ الطفلُ لسانَه من الفّم، ويَحْتَقِنُ الوجهُ، وتسيلُ الدموعُ من العينين، وتَرْشَحُ الأنْفُ، ويخرجُ الُّلعابُ من الفَم. وفي أثناءِ السّعالِ لا يستطيعُ الطفلُ أن يتنفَّسَ، فيتغيَّرَ لونُ الوَجْهِ إلى الزُّرْقَةِ.
وتستمرُّ نوبةُ السّعالِ إلى أن يتخلَّصَ الطفلُ من الإفرازاتِ الموجودِةِ في القصبةِ الهوائيَّةِ.
وبعد ذلك يتمكَّنُ الطفلُ من التَنَفُّسِ، فيدخلُ الهواءُ من خِلال الحنجرةِ التي تكون في حالة انقباض، وينتُجُ عن ذلك صوتٌ حادٌ أو شَهْقَةٌ حادَّةٌ تستمرُّ فترةً طويلةً، ومِنْ هنا كانَت تسميةُ المرض بالشَّاهوق.
ويشبِّه البعضُ هذا الصوتَ بصياح الدِّيكِ وهذا هو سَبَبُ تَسْمِيَةِ المرضِ أيضاً بالسُّعالِ الدِّيكي. ويستمرُّ المرضُ شهريْن أو أكثرَ، وتتكرَّرُ النوباتُ مَرَّةً كلَّ يوم. وتكونُ نوبةُ السّعالِ في هذا المرضِ مُمَيَّزَةً جدّاً إلى حَدّ أن الطبيبَ لا يخطيءُ في تَشْخيصِ المَرَضِ.
ولكنْ بعضُ حالاتٍ من السّعالِ الدِّيكِيِّ لا تكون مصحوبةٌ بهذا السُّعَال المميِّزِ، خصوصاً في الأطفالِ الأكبرِ سِنّاً.
وفي هذه الحالةِ، لا يستطيعُ الطبيبُ أن يُشَخِّصَ المَرَضَ، ولكنه يعتمدُ على المختبرِ في تَعرُّفِ البكتيريا التي تسبِّبُ السعالَ الديكيِّ.
والبكتيريا الي تسبِّبُ هذا المرضّ تسمَّى «بورديتيلا» وهي إحدَى العَصَويَّاتِ التي تصيبُ الإنسانَ فَقَطْ.
وعندما يتعرَّفُ المختبرُ البكتيريا المسِّبَة للمرضِ، يتأكَّد الطبيبُ من التشخيصِ، ويتمكَّنُ من معالَجَةِ المَرَضِ عِلاجاً صحيحاً.
ويوجدُ لقاحٌ لحمايةِ الأطفالِ من السّعالِ الدِّيكيِّ، ويقومُ الطبيبُ بـتحصينِ الطفلِ بِحَقْنِهِ باللَّقَاحِ الواقي في سِنِّ شهريْن، وأربعةِ أَشْهُرٍ، وسِتَّةِ أَشْهُرٍ.
والتلقيحُ إجباريٌّ لجميعِ الأطفال لحمايَتِهِمْ من الإصابَةِ بهذا المرضِ. ونتيجةً للتحصين، أصبحتْ الإصابةُ بالسعالِ الديكيِّ نادرةً بين الأطفالِ في الوَقْتِ الحالِيِّ.
وعادةً ما يكون التحصينُ بلقاح يَضُمُّ الدفتيريا (الخُنَاقَ) والتِّيتانُوسَ (الكُزَازَ) والسُّعالَ الديكيَّ، ويُعْرَفُ باللَّقَاحِ الثُّلاَثِّي. وتستمرُّ المَنَاعَةُ النَّاشِئَةُ عن التلقيحِ أو بَعْدَ الشِّفَاءِ من المَرَضِ طِوالَ عُمْرِ الإنسانِ.
أما إذا لم يَحْصُلِ الطفلُ على الجُرْعَات الثَّلاثَةِ من اللَّقَاحِ، فإنه يكونُ مُعَرَّضاً للإصابةِ بالسّعالِ الديكيِّ، ولكنْ عادةً ما تكونُ الإصابةُ أقلَّ شِدَّةً من إصابةِ الطفلِ الذي لم يَحْصُلْ على أي تحصينٍ ضِدَّ المَرَض.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]