“أغلاط البصر” الواردة نتيجة لخروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال
2009 البصائر في علم المناظر
كمال الدين الفارسي
KFAS
أغلاط البصر الواردة نتيجة لخروج شفيف الهواء عن عرض الاعتدال الفيزياء
– وأما في البُعْد: فكما إذا كان المُبصر في الضباب أو القتام – وخصوصاً إذا كان البصر خارج الضباب – فقد لا يتبين بُعد المبصر.
وإن كان مسامتاً لاجسام مترتِّبة متَّصلة، ولا وضعه إذا كان مائلاً ميلاً يسيراً، وإذ لا يدرك البُعد، فربما ظنَّه قريباً كالجبال والروابي من أجل عظمها.
فيحسب ان العظم إنما يدركه للقرْب أو بعيداً كالاجسام الصغار من أجل صغرها فيحسب أن الصغرى من أجل البُعد. وينضاف إليه شدة اشتباه صورتها، فيؤكد ظن البُعْد.
– وكذا يغلط في التَّجسّم والشَّكل: وإذا كان المُبصر في ضباب متصل كما في التراب لا كالغبار المنفصل والبصر في هواء لطيفٍ، فيدرك المُبصر أعظم مما هو عليه كما نُبصْر في الماء غالباً.
وكذا في السّكون: كالماء الجاري جرياناً غير شديد فيحسبه ساكناً لأنَّ جرْيه الماء إنما يدركها البصر من إدراكه لتكاسير سطحه في حال جِرْيته، وتلك التكاسير معانٍ لطيفة لا تدرك في الضباب، وكذا في سائر المعاني.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]