علم الفلك

أقمار أورانوس

2013 أطلس الكون

مور ، السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الفلك

أقمار أورانوس

يحظى أورانوس، مثل جميع الكواكب العملاقة، بعائلة واسعة من الأقمار التابعة. فالعضوان الخارجيان، تيتانيا )Titania( وأوبيرون )Oberon(، اكتشفا من قبل ويليام هيرشل في عام 1787. أعلن هيرشل بالإضافة إلى هذا عن اكتشافه لأربعة أقمار أخرى، لكن ثلاثة منها غير موجودة ولا بد أنها كانت نجومًا خافتة، ولعل الرابع هو أمبرييل )Umbriel(، لكن يكتنف ذلك كثير من الشكوك. أمبرييل و أرييل (Ariel) تم اكتشافهما عام 1851 من قبل هاوٍ إنجليزي اسمه ويليام لاسيل. تتراوح أقطار أول أربعة أقمار تم اكتشافها من 1100 إلى 1600 كيلومتر (680 إلى 1000 ميل)، لذلك فهي تشابه الأقمار الجليدية المتوسطة الحجم في نظام كوكب زحل، لكن شدة بُعدها تجعلها أجسامًا متملصة نوعًا ما بالنسبة للمقرابات.

أثناء عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر، ظل و. هـ. بيكرينغ (وهو مكتشف فويبي، أبعد أقمار زحل) يبحث عن المزيد من أعضاء هذا النظام، لكن دون أن يتكلل ذلك بالنجاح. أما القمر الخامس، ميراندا، فتم اكتشافه من قبل ج. ب. كويبر (G. P. Kuiper) عام 1948، وهو أخفت وأكثر قربًا بالمقارنة بالأربعة الأصلية. اكتشفت فويجير 2 عشرة أقمار أخرى، جميعها داخل مدار ميراندا.

القمر الجديد والوحيد الذي تجاوز قطره 100 كيلومتر (60 ميل) هو باك (Puck)، وقد تم تصويره من على بُعد 500,000 كيلومتر (310,000 ميل) وتبين أنه مظلم ودائري الشكل نسبيًا. تمت مشاهدة ثلاث فوهات، وأطلق عليها أسماء غريبة هي بوغل (Bogle)، لوب (Lob)، وباتز (Butz).

بالمناسبة، قد يطرح سؤال عن سبب استقاء أسماء أقمار أورانوس من الأدب، وليس من الأساطير. أقترح اسما تيتانيا وأوبيرون من قبل السير جون هيرشل، وكذلك الأقمار اللاحقة تم منحها أسماء إما من شكسبير أو من قصيدة بوب “اغتصاب خصلة الشعر” The Rape of the Lock, by Pope). وهذا بلا شك خروج عن المألوف، وهو في رأي خروج غير مرغوب، لكن هذه الأسماء قد ترسخت جيدًا، كما أن جميعها أعتمد من قبل الاتحاد الفلكي العالمي.

يُفترض أن الأقمار الداخلية التسعة جليدية، لكن لا يُعلم شيء عن تركيبتها الطبيعية. تعمل كورديليا و أوفيليا كرعاة لحلقة الإبسيلون. ولقد تم إجراء بحث دقيق عن رعاة مشابهين داخل الجزء الرئيسي من نظام الحلقات، لكن دون أي نجاح. فإن وجدت رعاة مثل هذه، فلا بد أنها ستكون صغيرة جدًا بالتأكيد.

الأعضاء الأربعة الأكبر حجمًا في هذه العائلة غير متشابهة. فبشكل عام، تعتبر أشد كثافة من الأقمار الجليدية لزحل، ولذلك لا بد أنها تحتوي على المزيد من الصخور والقليل من الجليد، ونسبة المواد الصخرية على الأرجح تتراوح بين 50 و 55 بالمئة. جميعها لها أسطح جليدية، مع وجود فروق جلية بين هذه الأربعة.

يُعد أمبرييل أشد الأربعة إظلامًا، وله سطح خافت بعض الشيء ومَعلم براق واحد، يدعى ووندا، وهو يقع على خط الاستواء تقريبًا، لذلك في الصورة التي يكون فيها القطب في المواجهة والتي حصلت عليها فويجير 2، يشاهد فيها على مقربة من حافة القرص، وربما تكون فوهة، لكن طبيعته غير مؤكدة. أمبرييل أخفت من الأقمار الرئيسية الأخرى، وكان يُفترض في فترة ما قبل بعثات فويجير أنه أصغرها، مع أنه في الحقيقة أكبر بقليل من أرييل. أما أوبيرون فتكثر فيه الفوهات، وبعض هذه الفوهات مثل هامليت، وعطيل، و فالستاف لها قيعان مظلمة، ولعلها مزيج من الجليد والمواد الكربونية التي ثارت من الباطن؛ وعلى الحافة، بالقرب من فوهة ماكبث، يوجد هناك جبل مرتفع. وتتميز تيتانيا بسفوح جليدية مرتفعة، وبأودية واسعة ومتصلة فيما بينها، ولهذا يظهر أنه كان ثمة نشاط داخلي سابق في غير أوبيرون. كما يتمتع أرييل بأودية واسعة جدًا، وشديدة التشعب، والتي تبدو وكأنها حُزت بسوائل – مع أنه من نافلة القول أن جميع الأقمار خفيفة الوزن جدًا لتحمل أي أثر لغلاف جوي.

لميراندا سطح متباين بشكل مذهل. هناك مناطق من أنواع مختلفة تمامًا – فبعضها ذات فوهات، وبعضها منبسطة نوعًا ما، وهناك سفوح جليدية يصل ارتفاعها إلى 20 كيلومتر (12.5 ميل)ومناطق واسعة شبه منحرفة الشكل أو إكليلية أطلق عليها في البداية ’مسارات السباق‘. تغطي الأكاليل الثلاثة الرئيسية، وهي (أردين، إيلسينور، وإينـفيرنيس)، معظم نصف الكرة التي صورتها فويجير 2. وقد أُقترح أن ميراندا أثناء تطورها تحطمت نتيجة اصطدام، ربما عدة مرات، وأن الشظايا فيما بعد أصبحت منبسطة. ربما يكون هذا صحيحًا أو لا، لكنه لا شك في أنه يفسر إلى درجة ما هذا الخليط من التضاريس التي نراها الآن.

تم اكتشاف خمسة أقمار خارجية صغيرة، كلها ذات حركة تراجعية: وهي كاليبان، ستيفانو، سيكوراكس، بروسبيرو، سيتيبوس. جميعها حمراء اللون، ويُفترض أن أصلها كويكبات.

وقد اكتشفت أقمار خارجية صغيرة أخرى والتي تم تسميتها حتى الآن (2007) فرانسيسكو، ترينكولو، مارغريت، فيرديناند، كوبيد، ماب. جميعها حمراء اللون، ويقل قطرها عن 150 كيلومتر (93 ميل)، ويفترض أن أصلها من الكويكبات. مارغريت، و كوبيد، و ماب، لها حركة مباشرة، أما الأخريات فحركتها تراجعية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى