التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

أمثلة على المباني القديمة أو المُعابة، بجميع أنواعها،هدفاً لحالات من الفشل التصميمي

2014 لنسامح التصميم

هنري بيتروكسكي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية الهندسة

عادة ما تكون المباني القديمة أو المُعابة، بجميع أنواعها، هدفاً لحالات من الفشل التصميمي. المجمّع السكني أوشن تاور (Ocean Tower) برج ارتفاعه 376 قدماً في جزيرة بادري الجنوبية (South Padre Island) في ولاية تكساس، لم يتم إشغاله إطلاقاً لأن هيكله بدأ بالانحراف، حتى قبل إكماله. وُضع اللوم على الهبوطات المتباينة للأرض، وهي مشكلة تحدث في الهياكل المرتفعة بشكل غير اعتيادي والتي تشيّد على سواحل رملية. قرّر مالك المجمّع أن يهدمه وتعاقد مع شركة كونترولد ديموليشن (Controlled Demolition) لتفجيره نحو الداخل بحيث ينهار على نفسه من دون التأثير في البيوت القريبة والكثبان الرملية وموقف للسيارات. وصفت شركة الهدم المهمة، التي حققت قياساً في الارتفاع بالنسبة للمباني المشيدة من الكونكريت المسلح المفجرة نحو الداخل، بأنها كانت "أكثر عملية هدم تحدياً، باستخدام المتفجّرات". في الواقع، اعتبرت الشركة أن المهمة هي "ثاني أصعب مهمة تفجير داخلي، بعد ملعب كنغدوم سياتل"، وهو الملعب الذي تمّ هدمه عام 2000 باستخدام أكثر من طنين من الديناميت.

مهمة هدم المجمع السكني في جزيرة تكساس كانت معقدة لأسباب متعددة. أولاً: الارتفاع غير الاعتيادي، ونحافة الهيكل لم يوفّرا فرصة كافية لإجبار الجوانب الاتجاه نحو الداخل قبل سقوط البرج بحكم الجاذبية الأرضية. تعقيدات إضافية تمحورت حول حقيقة أن برج المجمع السكني ذي الجوانب الثلاثة قد شيّد فوق موقف للسيارات مستطيل الشكل متعدّد الطوابق، احتوت منظومة دعامات هيكله على جزء ضعيف لتسمح بمرور قاعدة رافعة البرج التي استخدمت خلال الإنشاء. إضافة إلى ذلك، فإن المجمع قد أنشئ على الرمل، الذي يعتبر مُوصلاً جيداً للذبذبات التي قد تشكّل ضرراً على الهياكل المجاورة، ولغرض التعامل مع جميع هذه التعقيدات، وفي نفس الوقت، احتواء الهيكل المهدّم والمخلفات ضمن المساحة المحددة، وحتى لا تسقط على الهياكل المجاورة والمتفرجين، احتاجت شركة كونترولد ديموليشن أن تصمّم وتخطّط المشروع بعناية، ولحسن الحظ أثبت هدم برج أوشن عام 2009 أنه نموذج للتصميم المتأنّي والتخطيط والتنفيذ السليم المسيطر عليه. فوضعت عبوات في مواضع استراتيجية، مسندة بسواتر مصنوعة من مادة نسيجية تشبه الحصير – لاحتواء الحطام واستخدمت لاحتواء التراب والصخور – وأُطلقت بتسلسل زمني دقيق حيث تمّ خلال 12.5 ثانية تعديل البرج ثم إمالته بحوالي 15 درجة باتجاه خليج المكسيك، ثم تركه يسقط عمودياً على شكل كومة محتواة بشكل جيد من الكونكريت المكسّر والفولاذ الملوي، وكان ذلك من دون شك فشلاً ناجحاً.

كما أثبت تفجير موقف السيارات العمومي للبرج الشمالي لمركز التجارة العالمية في نيويورك عام 1993 إن استخدام حمولة شاحنة من المتفجرات قد لا تكون كافية لإسقاط بناية. فقد أدّت الحمولة إلى إحداث أضرار كبيرة بهدم عدد من الطوابق السردابية مخلفة فجوة كبيرة، لكن البناية نفسها لم تسقط بالشكل الذي كان يأمل الإرهابيون، من دون شك، حدوثها. إسقاط بناية بواسطة حالة الفشل المسيطر يحتاج إلى أكثر من حمولة شاحنة من الديناميت والمتفجّرات الأخرى. يحتاج الأمر إلى عمل تحضيري كبير ثم وضع العبوات في مواقع استراتيجية لتنفجر بالتسلل الصحيح. بعبارة أخرى، إن عملية إسقاط هيكل بطريقة ما هي مشكلة تصميمية بقدر ما هي عملية تصميم البناية لضمان استقامتها بشكل سليم في المقام الأول.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى