التكنولوجيا والعلوم التطبيقية

أمثلة لحالات الفشل المسبق التصميم . لنسامح التصميم تفهم الفشل

2014 لنسامح التصميم

هنري بيتروكسكي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التكنولوجيا والعلوم التطبيقية الهندسة

لقد أصبحت طرقنا السريعة موقعاً آخر لحالات الفشل المسبق التصميم، مقصود منها تحسين تقبّل حالات فشل أكثر خطورة. تصمم أجزاء السيارات الحديثة، كغطاء المحرّك ورفراف المصدات وجسم السيارة، لتتعرض [هذه الأجزاء] في الاصطدام إلى حالة من الانهيار [أو الانسحاق] غير المؤذي، والذي ليس بالضرورة الأقل كلفة، بشكل يُمتصّ به طاقة الاصطدام. تم استخدام مواقع الانهيار ومواقع أخرى للفشل المفضّل في جسم السيارة لأوّل مرة من قِبل مصنّعي السيارات مثل شركة فولفو. جدارة تحمّل الصدمة في سيارات كهذه أنها توجّه الطاقة غير المرغوبة لإحداث حالات من الفشل بعيدة عن موقع الركاب، وكذلك قضبان الحماية المعدنية (Guardrail) على جانبي الطريق المصممة تصميماً جيداً لتفشل كتضحية عند اصطدام سيارة مسرعة بها وتمتص سرعة السيارة المرتطمة التي قد تؤدي لإصابة ركاب السيارة، وتشكل قضبان الحماية المعدنية حالة صعبة في التصميم، والتحدّي هو جعلها تفشل في حالة من امتصاص للطاقة بدلاً من حالة ولوج واختراق [القضيب داخل السيارة] ما يؤدّي إلى نتائج مؤذية للسيارة المصطدمة بها. فلحين أن تم تصميم مثبتات نهائية ودودة لقضبان الحماية المعدنية، استخدمت مجموعات من البراميل البلاستيكية الصفراء المملوءة بالرمل والماء وضعت بين نهاية قضيب الحماية وحركة السير المقتربة، والتضحية بفشل البراميل، التي ما زالت مستخدمة في كثير من الأماكن، التي صممت لغرض إبطاء سيارة مغامرة كي تتوقّف بشكل مقبول بسلام.

في بعض الحالات، تصمّم أشياء كي لا تفشل عن قصد، وتشكّل هذه الأشياء تحديات عند تجاوزها المُدد الزمنية المعتمدة لفائدتها، وتبنى المحطات النووية، بمتانة قصوى بسبب خطورتها في إحداث دمار في حالة وقوع حادث تُطلق الإشعاعات جرّائه – في بعض الحالات كي تتحمل [هذه المحطات] اصطدام طائرة. مقاومة حالة الفشل هذه، إضافة إلى مخلفات الإشعاع في المواقع المنوي إيقاف عملها، شكّلت تحدياً جديداً للمهندسين والمجتمع: كيف نقوم بتفكيك الموقع عندما تنتفي الحاجة له أو الرغبة فيه، وبالرغم من الجدران الكونكريتية السميكة فإن هياكل الاحتواء النووية مصمم فيها نقاط للفشل تستجيب لأدوات التفكيك المصمّمة خصيصا لهاً، حتى إن كانت من طريق الروبوتات.

هياكل كبيرة أخرى، كالمباني العالية والجسور الطويلة المجازات والملاعب الرياضية الكبيرة، قد تصل إلى أو تتعدّى حياتها المفيدة، تحتاج إلى أن تُزال إما قبل أو بعد توفر البديل. فليس من غير المألوف أن نرى في مدن ناطحات السحاب مثل نيويورك، حيث شحّة الأراضي فيها أكثر من شحّة الهواء النظيف، هيكلاً صالحاً بارتفاع متواضع يُهدم ليحلّ محلّه هيكل أكبر بعدد طوابق أكثر، وبالنسبة للملاعب الرياضية في عصر التلفزيون، لا تكون الحاجة بالضرورة إلى سِعات كبيرة قدر الحاجة إلى ميزات، كالمقصورات العالية المترفة التي قد تحفّز مالكي الملعب على هدم ما قد كان موقعاً مبجّلاً. في بعض الأحيان تكون السلامة أيضاً سبباً في إعادة البناء.

كان ذلك الحال بالنسبة لملعب يانكي (Yankee Stadium) الموقّر، "البيت الذي بنته روث"، وقد تمّ ترميم الهيكل الأصلي الذي أُنشئ عام 1923 في عام 1976، وفي الثمانينات كانت هناك أصوات تدعو لإنشاء ملعب للبيسبول بسبب ادعاءات أطلقها مالك فريق اليانكي المفوّه جورج شتاينبرينر (George Steinbrenner) بأن الملعب القائم غير آمن. وبالفعل، قبل أيام من احتفالات الملعب بعامه الخامس والسبعين، عام 1998، سقطت كتلة من الهيكل وزنها 500 باوند، من دون إنذار، من تحت مدرّج الطابق الثالث على مقاعد الطابق الثاني، ولحسن الحظِّ لم يكن الملعب مشغولاً بمباراة وقتها، لذا لم تحصل إصابات بسبب الحادث، لكن الحادث أكّد الحالة المتردية للهيكل القديم، وبعد الكثير من التروّي والتحركات السياسية لإبقاء الفريق للعب في مدينة نيويورك، بدأ العمل على إنشاء الملعب الجديد عام 2006، واختير موقع الإنشاء ليكون في المتنزه عبر الشارع الذي فيه ملعب البيسبول القديم، والذي استمرّ فريق اليانكي باستخدامه، وفي 2009 وبعد استكمال بناء الملعب الجديد، الذي صُمِّم عن قصد ليشبه الملعب القديم، بدأت عملية هدم الملعب القديم.

بعد استكمال الملعب الجديد والبُنية التحتية لنقل المشجعين لمدخل الملعب القديم المجاور، بدأت عملية الهدم بشكل دؤوب، وبأقل خطورة ممكنة، خشية وقوع أضرار غير مباشرة، واستُخدمت معدّات ثقيلة وضعت في ملعب البيسبول القديم الشهير لهدم أجزاء كبيرة من الهيكل بسحبها إلى الداخل بعيداً عن الملعب الجديد ومحطة القطار المرتفعة قربه، وكان سكان المنطقة بانتظار إزالة المخلفات لكي يستطيعوا استعادة المنتزه، وقد نفذ صبرهم للتقدم البطيء الذي لم يُستكمل حتى عام2010. وكان بالإمكان تسريع العملية لو تم استخدام المتفجّرات لتفجير الملعب القديم داخلياً – كما حصل عام 2000 بالنسبة لهدم كنغدوم سياتل (Seattle Kingdome) – مما كان سيسرع العملية، لكن ذلك كان يشكّل خطورة كبيرة للمناطق المحيطة، ولحسن الحظّ ففي حالات كثيرة كهذه تعتبر درجة الخطورة متدنية بما فيه الكفاية للسماح باستخدام أسلوب التفجير الداخلي – والسريع عادةً – كوسيلة للقيام بالهدم.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى