أمراض الجهاز الهيكلي العضلي المسببة لألم أسفل الظهر
2008 آلام أسفل الظهر
سعاد محمد الثامر
إدارة الثقافة العلمية
أمراض الجهاز الهيكلي العضلي الجهاز الهيكلي العضلي ألم أسفل الظهر الطب
هناك مجموعة كبيرة من أمراض الجهاز الهيكلي العضلي ذات خصائص متباينة تسبب ألم أسفل الظهر Miscellaneous causes، أهمها:
1) التهاب الفقري القَسَطيّ Ankylosing Spondylitis
يُعدّ هذا الالتهاب أحد أنواع الالتهابات الروماتيزمية (الرثيانية) التي تصيب العمود الفقري، ويسمى أيضاً التهاب الفقرات اللاصق أو المتصلب، وكلمة Ankylosingتعني باللغة الإغريقية: القسط أو الالتصاقات وما تسببه من الإصابة بالتيبس وانعدام الحركة، أما كلمة Spondylitisفهي تعني التهاباً في جسم فقرة أو أكثر.
ونسبة الإصابة به أقل شيوعاً مقارنةً بالالتهاب العظمي المفصلي التقوضي (Degenerative osteoarthritis)، ولكن عواقبه والمشكلات الناتجة منه تكون أشد خطورة وأكثر عجزاً.
وترجع الإصابة به إلى عوامل وراثية تجعل بعض الناس مهيأ للإصابة به أكثر من غيره، إلا أنه يصيب الرجال أكثر من النساء.
كما يتميز هذا الالتهاب بوجود تيبيس في مفاصل الجسم عند استيقاظ المريض من نومه صباحاً، ثم يبدأ هذا التيبس بالاختفاء تدريجاً خلال نصف ساعة أو أكثر، ويطرأ تحسن خلال ساعات النهار، كما يحدث هذا المرض نتيجة التهابات في الأربطة والأوتار التي تعمل على ترابط الفقرات مع بعضها.
وتشمل السيرورة الالتهابية بوجه خاص الأقراص الغضروفية فتتآكل الحلقة الليفة للأقراص، وهذا ينتج عنه نسيج فيه ندبة تتصلب تدريجياً وتتحول إلى عظم، إضافة إلى حدوث تلف في أجسام الفقرات نفسها وظهور بروزات عظمية.
وهذه العوامل جميعها تُحدث في النهاية تيبساً والتصاقات بين الفقرات، وهذا يؤدي إلى التحامها لتكون قطعة واحدة، وما يصاحب ذلك من عجز وانعدام الحركة بسبب الآلام الشديدة.
وفي بعض الحالات تتطور هذه الالتصاقات على نحو يجعل العمود الفقري ينحني إلى الأمام. لذا فإن المصاب بهذا المرض يعاني حالة دائمة من تصلب الظهر، ترغمه على الانحناء الدائم وتجعل رأسه نحو الأسفل، عاجزاً عن تحريكه من جانب إلى آخر أكثر من سنتيمترات قليلة.
والسيرورة الالتهابية لهذا المرض تبدأ عادةً في الحوض وقاعدة العمود الفقري والمفاصل العجزية، وبمرور السنين ومع تكرار الالتهابات والتهيجات ينتقل التصلب أو الالتصاق بصورة تدريجية إلى أعلى العمود الفقري.
فيصب المنطقة القطنية والصدرية والرقبية أيضاً في الحالات الشديدة، والنتيجة النهائية لهذا المرض تختلف من حالة إلى أخرى؛ كما يصعب تحديد مدى تطور الالتصاقات الحادثة.
فقد يصيب التصلب كل فقرات الظهر، فتلتحم من أعلاها إلى أسفلها. وأحياناً لا يصيب الالتحام سوى قليل من الفقرات القطنية، فلا يشعر المصاب إلا بقليل من التصلب والألم في أسفل ظهره.
وفي أحيان أخرى يؤدي المرض إلى تحدب ظهر المصاب إلى حد أنه يصبح عاجزاً عن النظر أمامه، وكذلك قد يصب الالتحام فقرات الوركين والكتفين. ويمكن أن يسبب التحام نهايات ضلوع القفص الصدري،كما يصيب هذا الاضطراب الروماتيزمي مفاصل أخرى من الجسم، مثل الركبة والكاحل.
2) التهاب المفاصل الرثياني (الروماتويد) Rheumatoid Arthritis
يُعرف التهاب المفاصل الرثياني (وهو ما يطلق عليه عامة الناس مرض الروماتويد) بمرض المناعة الذاتية؛ فهو التهاب نتيجة خلل وظيفي موروث في الجهاز المناعي.
إذ اكتشف ما يدل على وجود عامل جيني في خلايا المصابين بهذا الالتهاب، لذا فإن الجهاز المناعي المفرط النشاط في جسم هؤلاء المرضى يتفاعل بشكل أقوى من الحد المطلوب؛ فيعطي استجابة تلقائية ضد أنسجته.
إذ يقوم بمهاجمة النسيج الضام في المفاصل أو في أعضاء أخرى مسبباً الالتهاب والألم، وربما يمتد أثره إلى إحداث تشوه دائم على المدى البعيد، كما يشتبه العلماء بأن هذا المرض يسببه فيروس لم يتم تعرّفه بعد.
ويمتاز هذا الالتهاب بأنه يصيب الأغشية الزليلية التي تشكل أجزاء في كثير من مفاصل الجسم، مثل مفاصل اليدين والرسغين والمرفقين والقدمين والوركين،كما يصيب هذا الالتهاب السُطَيْحات المفصلية للفقرات القطنية والفقرات الرقبية.
والتهاب الأغشية الزليلية يؤدي إلى تورم المفصل وتصلبه. ويشعر المصاب به بتعب عام، يصاحبه ارتفاع في درجة حرارة الجسم، وطفح جلدي في الذراعين والساقين، وفقدان الشهية، وتزداد حدة الأعراض عند الاستيقاظ صباحاً.
إذ يشعر المريض بتيبس شامل في جميع أنحاء جسمه وصعوبة في الحركة، يستمر هذا التيبس من ثلاثين دقيقة إلى ساعة، إلا أنه يبدأ بالاختفاء تدريجاً وبعدها يطرأ تحسن خلال ساعات النهار، وتكرار حدوث هذه النوبات الالتهابية لا يؤدي إلى تآكل المفصل وتلفه فحسب.
بل وتلف النسيج المجاور له،وبالرغم من أن التهاب المفصل الرثياني يمكن أن يؤثر في أي شخص في أي مرحلة عمرية حتى في مرحلة الطفولة، فإنه عادةً ما يظهر في منتصف العمر، وبخاصة بين النساء بنسبة تبلغ ثلاثة أضعاف ما يصيب الرجال.
ويأتي هذا المرض عادةً على مراحل أو فترات من الالتهاب المؤلم، تعقبها فترات ركود تختفي فيها الأعراض ويشعر المريض بالراحة التامة، إلا أنها تبدأ بعد فترة من الزمن بالمعاودة، وهكذا تتكرر هذه النوبات الالتهابية وتشتد.
وينتمي ألم اللمباجو إلى عائلة أمراض الروماتويد، وهو من من الألم في أسفل الظهر نتيجة التهاب عضلات الظهر، حيث يصيب عادةً ثلاثة مواضع محددة من الظهر، هي: جانبا الظهر من الأعلى، منتصف أسفل الظهر، وحول قمة عظم الحرقفة.
وعادةًما يمثل أحد هذه المواضع مصدراً ثابتاً للألم عند المريض، وقد ينتشر الألم منها لمناطق أخرى مجاورة،كما يتميز هذا النوع من ألم أسفل الظهر (اللمباجو) بأنه يشتد في الصباح عند الاستيقاظ من النوم، ويصاحبه تيبس وصعوبة في حركة الظهر.
3) هشاشة العظام Osteoporosis
يُعد هذا المرض من أمراض الشيخوخة، ويطلق عليه أيضاً عدة تسميات، منها ترقق أو ضعف أو تخلخل العظام، ولقد جاء في القرآن الكريم وصف هذه الحالة بـــ "وهن العظام".
وأوضح القرآن الكريم – كأول إثبات وتأكيد – أن وهن العظام هو عملية فسيولوجية طبيعية تحدث مع تقدم عمر الإنسان.
من المعروف أن العظام تبلغ كتلتها المثالية مع اكتمال البلوغ، وتستقر كذلك حتى سن الأربعين تقريباً في حالة الحياة المتوازنة.
وبعدها تبدأ العظام بفقد تدريجي طبيعي لصلابتها نتيجة لنقص الكثافة المعدنية، ومن ثم الكتلة الداخلية الرئيسة.
ولكن إذا زادت نسبة الفقد عن المعدل الطبيعي أو كان هناك تسارع في نسبة الفقد، فعندها يصبح هذا الفقد في كتلة العظام حالة مرضية، نظراً لما يتسبب به من مضاعفات ومشكلات صحية.
ويصيب هذا المرض الرجال والنساء على حدٍ سواء، ولكن بمعدلات متفاوتة، فالنساء يصبن أكثر من الرجال بستة أضعاف، وهذا يجعلهن أكثر عرضة وتأثراً بمضاعفات هذا المرض، ومنها ألم أسفل الظهر ومتاعبه.
وعادةً ما تتأثر عظام الفقرات والحوض والضلوع لدى المصابين بهذا المرض تأثراً أكبر من سائر عظام الجسم.
ويلاحظ أن قوة عظام الفقرات تصاب بالضعف تدريجياً، حيث يضعف بناؤها وترق أنسجتها وتتآكل أجسام بعض الفقرات، ومن ثم يقل تماسك الفقرات ببعضها.
وهو ما يسمى هشاشة الفقرات Osteoporosis، وقد يتسبب ذلك في الضغط على الأنسجة الحساسة حولها فتسبب آلاماً في العمود الفقري، وعادةً ما تكون شديدة في منطقة أسفل الظهر.
إن عملية فقدان العظام في حد ذاتها ليست مؤلمة والمصابون به لا يعانون أي مشكلات صحية في بداية الأمر.
ولكن خطورة هشاشة العظام تكمن في كونها سريعة الكسر عند التعرض للسقوط أو أي إصابات بسيطة، ولدى حدوث هشاشة في العمود الفقري فإن الفقرات تتعرض للتهشم (التقصف) التلقائي تحت تأثير وزن القسم العلوي من الجسم.
وأكثر المناطق تعرضاً لهذا التهشم هي الصدرية السفلى أو القطنية العليا من العمود الفقري، وعند حدوث مثل هذه الظاهرة فإن الظهر ينحني إلى الأمام انحناءً كبيراً عند نقطة التهشم، وهذا يسبب تشوهاً يسمى طبياً "الحدب" (Kyphosis)، وهذه الكسور الانضغاطية هي من الأسباب التي تؤدي إلى قصر طول الجسم وإلى ألم أسفل الظهر.
4) متلازمة الألم العضلي الليفي Fibromyalgia Syndrome
متلازمة الألم العضلي الليفي تُعرف بالفيبروميالجيا، وهي كلمة تعني الالتهاب الليفي والروماتيزم الغير مفصلي (Non-articular rheumatism)، أي إصابة الأنسجة الليفية كالأربطة والعضلات بالروماتيزم بدون حدوث أي تلف في المفاصل، بما فيها المفاصل الفقرية.
وهذه المتلازمة هي حالة شائعة في جميع أنحاء العالم، والنساء يشكلن الغالبية العظمى من المصابين بهذا المرض بنسبة أكبر من 75%، إذ ترتفع إصابتهن في الأعمار بين 25 و 45 سنة، في حين يصاب الرجال بنسبة أقل من 10%.
وأسباب متلازمة الألم العضلي الليفي غير معروفة، فربما يظهر هذا المرض بسبب إصابة أو التهاب فيروسي أو إجهاد أو بسبب اضطراب النوم، الذي هو عرض مشترك بين جميع مرضى متلازمة الألم العضلي الليفي.
ولقد أثبتت إحدى النظريات التي تربط بين اضطراب النوم والالم العضلي أن تقطع النوم العميق يعني أن العضلات لم تتمكن من الاسترخاء الكامل أثناء الليل. لذا فإنها تبدأ بالاحتقان والتيبس والتعب بسهولة مسببةً بذلك مناطق إيلام محسوس.
وتتميز هذه المتلازمة بعدة أعراض، منها:
– انتشار واسع من الآلام العضلية في جميع أنحاء الجسم، وتتميز بأنها آلام متواصلة حادة متوقدة، تتمركز في المواضع المحورية، مثل منطقتي الرقبة والظهر؛ كما يصاحب هذه الآلالم الشعور بالتورم.
– الشعور بألم في عدة مواضع أو نقاط محددة موزعة على مختلف أجزاء الجسم، في 11 إلى 18 موقعاً محدداً تسمى مواضع النقاط الموجعة عند اللمس أو نقاط إيلام موضعية (Tender trigger points).
وهي غالباً ما تكون حول: الركبة، المرفق، الكتف، الرقبة، منطقة أسفل الظهر، على الناحيتين من الجسم أسفل وأعلى خط الخصر. ويمكن التحقق منها بواسطة الضغط على هذه النقاط أو المواضع المؤلمة ضغطاً ثابتاً قوياً بالإبهام.
– الشعور بالتعب المزمن والإجهاد الجسدي العام. وما يميز متلازمة الألم العضلي الليفي هو شعور المريض بتيبس جسمه ككل وبخاصة عند الاستيقاظ من النوم صباحاً ويصاحب ذلك زيادة حدة الألم والإرهاق العنيف.
– اضطرابات مستمرة في النوم، مثل قلة النوم أو تقطعه وعدم الشعور بالراحة التامة، عدم التمكن من النوم بعمق مع سهولة الاستيقاظ لأي تنبيه خفيف، وما يصاحب ذلك من انزعاج وكثرة التقلب والحركة.
كما يلاحظ مرافق المريض وجود بعض الحركات اللاإرادية في عضلات قدم المريض أثناء نومه. كما أن المريض يصحو دائماً متعباً وأكثر سوءاً بدلاً من الانتعاش وتجديد الحيوية.
– تزداد الأعراض في كل من حالتي زيادة النشاط الحركي والتمرينات الرياضية العنيفة، وكذلك في حال الكسل والخمول وعدم اللياقة الصحية والبدنية. كما تزداد الأعراض والآلام في حال الضغوط والانفعالات والتوتر النفسي.
– شدة تحسس المرضى للمؤثرات الحسية الخارجية، إذ تزداد الأعراض بزيادة الضوضاء، وتغير الطقس، والبرودة، والرطوبة، الأضواء، وغيرها.
فإذا استمرت الأعراض السابقة ثلاثة شهور متواصلة على الأقل، فإن ذلك يؤكد الإصابة بهذا المرض قبل اكتشافه لأول مرة.
ومتلازمة الألم العضلي الليفي يتميز بأنه يستمر معظم الوقت خلال اليوم؛ كما أن الألم يراوح في حدته بين الارتفاع والانخفاض من يوم لآخر؛ كما يتفاوت في مواضعه.
وقد تتأثر أماكن أخرى في الجسم؛ أي إنه إذا اختفى الألم في موضع فإن المريض يبدأ يعاني نفس الالم في موضع آخر من جسمه. لذا فإن من يعاني ألم أسفل الظهر بسبب هذه المتلازمة يشعر بفترات من الراحة واختفاء الألم في أسفل ظهره.
وهناك أعراض أخرى شائعة مصاحبة للمتلازمة تساعد على تشخيص هذا المرض، منها: التوتر، والصداع النصفي (الشقيقة) وألم الصدر والكحة (السعال) الملحه الجافة والخدر والتورم والتقلص العضلي.
وتغير لون اليد عندما تتعرض للبرودة (متلازمة رينو) وجفاف العيون والزغللة (تشوش الرؤية) والقلق والكآبة وتهيج المعدة والأمعاء والإمساك ومتلازمة المثانة وعسر الطمث وما يصاحب هذه الفترة من احتقان الرقبة والحساسية من بعض الأدوية ودخان السجائر.
ومتلازمة الألم العضلي الليفي هو مرض مزمن يمتد عدة سنوات، وليس له علاج. ولكن الكثير من المرضى يستطيع السيطرة على الألم إلى حدٍ ما.
وقد يتأثر معدل الشفاء بعوامل أخرى، مثل الإجهاد واللياقة البدنية والاضطرابات العاطفية والضغوط والانفعالات النفسية وعدد ساعات النوم.
لذا فإن مقومات العلاج الطبيعي لحالات ألم أسفل الظهر بسبب هذه المتلازمة تتركز على تعليم تقنيات الاسترخاء مع تدريبات التنفس العميق، وتمرينات تمديد العضلات وتدريبات اللياقة البدنية، وتقنيات المحافظة على الطاولة، والعمل على توازن أنشطة الحياة اليومية بدون إرهاق. هذا إضافة إلى علاج اضطرابات النوم دوائياً
5) الجنف (الميلان الجانبي للعمود الفقري) Scoliosis
في الأحوال الطبيعية يكون تقوس العمود الفقري من المرونة بمكان، حيث يستطيع الإنسان أن يشد قامته على حسب إرادته لتقويم ظهره؛ أما إذا كان الشخص مصاباً بجنف حقيقي
فإنه يكون عاجزاً عن تقويم التقوس؛ لأن التقوس يكون في هذه الحالة ناتجاً عن اتجاه العمود الفقري لوضع شاذ يخالف وضعه الطبيعي أو نظام تسلسل الفقرات المكونة له.
ففي الجنف تكون الفقرات نفسها مشوهة ومائلة إلى أحد جانبي الظهر وملتفة حول نفسها، كما أن أضلاع القفص الصدري تكون متقاربة في جانب ومتباعدة في الجانب الآخر ومدفوعة نحو الخلف مكونة تشوهاً آخر هو الحدب.
وقد يحدث الجنف لعيب في النمو لسبب غير واضح تماماً، والعامل الوراثي له تأثير قوي في الإصابة بهذا التشوه
إلا أن هناك عوامل كثيرة يمكن أن تسبب الجنف، مثل: إصابات رضية، التهاب في الفقرات وأمراض أخرى كالشلل المخي والضمور العقلي، أو بسبب عدم تساوي طول الساقين، وهذا يؤدي إلى ميل الحوض إلى أحد الجانبين
وللتغلب على ذلك يميل العمود الفقري باتجاه الجانب الأعلى حتى يكون الرأس والكتفان في مستوى رأسي.
والجنف له درجات متفاوتة فمنه البسيط الذي لا يعلم به ولا يلاحظه المريض نفسه، ومنه الشديد الذي يصاحبه في بعض الأحيان تحدب في الجهة المقابلة من العمود الفقري،
وهذه الدرجة من الجنف قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب مفصلي تقوضي (Degenerative Osteorthritis) شديد بسبب عدم توازن الفقرات،
وتبعاً لذلك تختلف درجة الألم الناتج من هذه الحالة، ويختلف بالطبع تأثيرها في منطقة أسفل الظهر، لذلك فإنه من المهم تشخيص الإصابة منذ الطفولة، أي عندما يكون الجنف خفيفاً وبسيطاً والفقرات أكثر مرونة، لعمل اللازم، مثل ارتداء المشد الطبي الخاص بالظهر (Brace) الذي يعمل على منع الفقرات من الميل للجانب
ومن ثم يحد من ظهور هذا التشوه بدرجة كبيرة؛ إذ إن ارتداء المشد الطبي طوال فترة نمو الطفل أو المراهق مع اتباع برنامج من التمرينات التدريبية سيحول دون تفاقم الجنف في معظم الحالات.
6) العيوب الخلقية (الشذوذات الولادية) Congenital anomalies
يختلف الظهر من حيث مظهره التشريحي في بعض الأفراد عن التشريح الطبيعي المعروف، كما يتفاوت تفصيل هذه الاختلافات بين إنسان وآخر، وترجع هذه الاختلافات إلى عيوب خلقية منذ الولادة و 50% من الأفراد مصابون بعيوب خلقية في الفقرات ومعظمها عيوب بسيطة ولا ضرر منها.
وحوالي 20% من الناس مصابون بعيوب أكثر تأثراً وابتعاداً عن الشكل العام الطبيعي، من حيث عدد الفقرات في كل منطقة من مناطق العمود الفقري والشكل التشريحي.
فمن هذه العيوب: وجود ثلاث أو خمس فقرات للعصعص بدلاً من أربع، وجود ضلع زائدة بأسفل العنق أو أعلى الفقرات القطنية، اختلاف تشريحي يعرف باسم ثقب في الصلب نتيجة عدم اكتمال تشكل إحدى الفقرات، وآخر يعرف باسم الشوك المشقوق الخفي (Spina bifida occulta)، ويقدر عدد المصابين به بــ "5 إلى 10% من الناس.
ولكن من أهم الاختلافات التشريحية المسببة لألم أسفل الظهر :
– قصر الساق، بمعنى أن هناك تفاوتاً في طول الساقين. ويعتقد كثير من الأطباء المختصين بأنه إذا كان الاختلاف بين طولي الساقين لا يزيد على 1,25سم فلا ضرر منه ولكن الاختلاف الكبير بين طولي الساقين يمكن أن يتسبب في ألم أسفل الظهر بسبب التباين في مقدار الضغط الذي يحدثه ذلك على العضلات والأنسجة الأخرى.
– هناك عيب تشريحي آخر يتسبب في ألم أسفل الظهر، وهو ما يسمى الفقرات المتحولة.
ويقصد به اتحاد الفقرة القطنية الخامسة بالفقرة العجزية الأولى، وهذه الظاهرة تسمى تعجّز الفقرة القطنية الخامسة (Sacralization)؛ أو اتحاد الفقرة العجزية الأولى مع النتوء المستعرض Transverse Processللفقرة القطنية الخامسة على كلا الجانبين، وهذه الظاهرة تسمى تقطّن الفقرة العجزية الأولى (Lumbarization).
فعندما تقطن العجزية الأولى يزداد العمود القطني طولاً ويزداد الثقل أكثر على المفصل القطني العجزي؛ أما تعجز القطنية الخامسة فهو لا يسبب أية مشكلة وبخاصة عندما يكون اتحاد الفقرة القطنية الخامسة كاملاً على الجانبين مع العجزية الأولى وأحياناً تتحد الفقرات من جانب واحد، حيث يسبب هذا خللاً في العمود الفقري.
7) الكسور في فقرات المنطقة القطنية Lumbar Fractures
يمكن أن يصاب الإنسان بكسر في أي فقرة من الفقرات، من أعلاها (فقرة الأطلس) إلى أدناها (فقرة العصعص)، ولكن أكثر ما يكون حدوثه في منطقتين معينتين: في الفقرات الثلاث فوق الخصر (أدنى فقرتين صدريتين وأعلى الفقرات القطنية)، وفي الفقرات الدنيا الثلاث بالرقبة.
إن كسور الفقرات قد تكون نتيجة لحوادث السيارات أو السقوط من علو وغيرها من الحوادث،وتعد كسور الفقرات من أخطر إصابات العمود الفقري.
ولكن يجب التنويه هنا إلى أن كسور الظهر ليست واحدة في جميع الأحوال، بل هي متفاوتة في خطورتها، فبعضها كسور بسيطة لا تحدث تلفاً عصبياً، وبعضها كسور خطرة لما قد تسببه القطعُ المتشظية من العظام والأنسجة المصابة من ضغط على النخاع الشوكي وجذور الأعصاب، وما يصاحب ذلك من خطر الإصابة بالشلل.
8) أورام العمود الفقري Tumors:
وهذه أقل شيوعاً بين أسباب آلام العمود الفقري، ولكنها أكثر خطورة، سواء كانت أوراماً حميدة أو خبيثة.
وألم أسفل الظهر الناشئ عن الأورام غالباً ما تكون له صفة مختلفة تميزه من ألم أسفل الظهر الناتج عن أسباب أخرى.
فهي عادةً أكثر استمراراً وأشد قسوة أثناء الليل. وهي عادة لا تخف ولو روعيت معها أساليب الراحة أو تغيير وضع النوم.
إن سائر أنواع الأورام الخبيثة الثانوية، ويطلق عليها أيضاً الأورام النقيلية (Metastatic)، يمكن أن تنتقل من منشئها الأساسي – مثل أورام الثدي، الرئة البروستاتة، الكلية، الغدة الدرقية – إلى العمود الفقري
إلا أن الأورام الأصلية (الأولية) في العمود الفقري شيوعاً هو النقيوم المتعدد ويطلق عليه أيضاً الورم النقوي (Multiple myeloma)،
ولا سيما بين الأشخاص في ما بين الخمسين والسبعين من العمر. كما أن هناك أنواعاً من الأورام الحميدة تصيب الفقرات، يمكن أن تسبب ألماً وتلفاً كبيراً إذا لم تُشخص وتعالج في الحال.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]