علوم الأرض والجيولوجيا

أنواع السهول المرتبطة بالتعرية الجليدية القارية

1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الثالث

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

التعرية الجليدية القارية السهول أنواع السهول المرتبطة بالتعرية الجليدية القارية علوم الأرض والجيولوجيا

في مرات عديدة خلال مليون إلى مليوني سنة مضت، انتشرت غطاءات جليدية هائلة شبيهة بغطاء انتركتيكا على الأراضي الكندية وشبه جزيرة اسكنديناوه. 

وانتشرت أيضاً على معظم شمال أمريكا الشمالية وشمال غرب أوراسيا، وقد بلغ الغطاء الجليدي المسمى في أمريكا الشمالية بجليد وسكونسن أقصى امتداد له قبل حوالي 18 ألف سنة ولم يختف إلا منذ 5000 – 6000 سنة مضت.

وقد عملت هذه الغطاءات الجليدية على تغيير السطح الذي تحركت فوقه، وباستثناء منطقة الهوامش فإن هذه الغطاءات كانت قادرة على تحريك ونقل التربة، وكذلك بعض البروزات الصخرية التي تعرضت للتجوية أو الشروخ. وقد أرسبت هذه المواد تحت الجليد أو عند هوامشه.

 

وقد تركت التعرية الجليدية آثاراً غير منتظمة من المرتفعات الطفيفة، والمنخفضات، وبحيرات عديدة، ومستنقعات ومجاري مائية شديدة التعرج، وغطاء فتاتي بعض مكوناته ليست مشتقة من الصخر المحلي الذي يرتكز عليه هذا الغطاء.

إن معظم المساحة التي كانت يغطيها الجليد في البلايستوسين يغطيها في الوقت الحاضر غطاء فتاتي، وأكبر الغطاءات سمكاً هو ما يوجد في المناطق ذات الصخور الضعيفة.

وتقتصر الأشكال المميزة للتعرية الجليدية بصفة رئيسية على تلك المناطق التي امتد فيها الجليد خلال حقبة الوسكونسن الأوسط والأعلى.

 

وقد تعرضت الأشكال الناتجة عن التعرية الجليدية قبل ذلك للتعديل بفعل التعرية النهرية وزحف التربة.

وهكذا فإن مساحات عديدة كبيرة تشمل أجزاء من وسط غرب الولايات المتحدة وجنوب الاتحاد السوفيتي، رغم أنها مغطاة بمفتتات جليدية فإنها تعكس أشكال سطح من فعل التعرية النهرية.

وتشكل سهول الفتات الجليدي إمكانات كبيرة للاستغلال البشري، ومن المميزات الرئيسية لهذه الأراضي وفرة التصريف النهري وقوام التربة. ونادراً ما يمثل التضرس عقبة لاستغلالها، ومن أهم أنواع السهول المرتبطة بالتعرية الجليدية الآتي:

 

1- الطفل الجليدي: Till

يظهر كثير من المفتتات الجليدية على هيئة صخور مختلطة مع تربة أرسبت مباشرة تحت الغطاء الجليدي أو عند هوامشه.

وهذا الطفل الجليدي كقاعدة عامة قد أرسب في الأودية بسمك كبير، وبسمك أقل على قمم الحواف بين الأودية، ومن ثم فهو قد خفف من حدة التضرس.

ويتصف سطح الطفل الجليدي ذاته بأنه سطح مموج مع تصريف رديء يصعب تبين نمطه. وهناك حواف عادة ما تكون حصوية تسمى الركامات الهامشية، تمتد في خطوط بقي الجليد عندها ثابتاً لوقت ملحوظ.

 

وفي مواضع كثيرة كما هو في شرق وسكونسن وغرب نيويورك توجد تجمعات من التلال المقوسة القمم تسمى كثباناً جليدية (Drumlins) تتخذ شكلاً مستطيلاً مع اتجاه حركة الجليد.

وتتميز أسطح الطفل الجليدي الحاوي للحجارة، بأنها أكثر تضرساً بالنسبة للصلصال الجليدي.

ويوجد في شمال شرقي الينوى سطح واضح الاستواء تطور في أراضي الصلصال الجليدي، وقد نقل معظمه من حوض بحيرة ميتشجن.

 

ومن ناحية أخرى فإن شرقي وسكونسن وشمالي ميتشجن وغربي نيويورك وجنوبي نيوإنجلد بها أسطح أقل استواء، تتكون من طفل جليدي يحتوي على نسبة عالية من الحجارة والرمال.

وفي بعض المناطق وخاصة في جنوبي نيوإنجلد وفي الركامات الهامشية في مناطق أخرى بتصف الطفل الجليدي بكثرة الأحجار لدرجة تعوق الزراعة.

 

2- سهول الغسل:  

تقوم المجاري المائية بنقل بعض المفتتات التي سبق للجليد نقلها وذلك فيما وراء حدود التعرية الجليدية. وهذه المفتتات قد ترسب كسهل فيضي في قاع واد موجود من قبل، أو تنشر مبعثرة في سهل فيضي أقدم.

وفي الحالتين فإن السطح يصبح ممهداً ويتضمن ملامح مميزة للسهل الفيضي.

وعلى العكس من الطفل الجليدي الذي يتصف بعدم التجانس وعدم التصنيف وعدم الطباقية، فإن مفتتات الغسل تتميز عادة بوجودها في طبقات وتتصف بتصنيف الحجوم.

 

فالمواد الدقيقة من الطمي والصلصال تنقل مع المياه الجارية تاركة الرمال الأخشن والحصى لتشكل إرسابات سهول الغسل، كما أن معظم حفر الحصى والرمال التي تكثر في المناطق التي تأثرت بالتعرية الجليدية تطورت في سهول الغسل.

وحيثما أرسبت مفتتات الغسل على سطح من الطفل الجليدي بعد ان انصهر الجليد وتراجع، فإن سطح سهل الغسل يتضمن أحياناً بعض الحفر والبحيرات، ومرجع وجود هذه المنخفضات هو ذوبان كتل جليدية متخلفة كانت مدفونة تحت إرسابات الغسل.

 

وتكثر إرسابات الغسل على هيئة مساحات غير منتظمة، ونطاقات ضيقة في المناطق التي تعرضت للتعرية الجليدية.

وفي بعض المناطق حيث انسابت كميات كبيرة من مياه الجليد المذاب تمتد سهول رملية فسيحة. ومن أوضح أمثلة هذه الحالة جنوب ميتشجن وشمال انديانا، وإلى الجنوب من البحر البلطي في أوربا.

 

3-السهول البحيرية المرتبطة بالتعرية الجليدية

توجد كذلك في المناطق التي تأثرت بالتعرية الجليدية وحولها سهول عديدة ترتبط بطبقات بحيرية قديمة،

وقد نتجت هذه البحيرات عن انسداد الأنهار بالجليد ذاته. فأثناء ذوبان الغطاء الجليدي الأخير وعندما كان نهر سنت لورنس وغيره من المجاري المتجهة شمالاً مسدودة بفعل الجليد، كانت البحيرات العظمى أكثر امتلاء بالمياه مما هي عليه الآن وفاضت مياهها في اتجاه الجنوب.

 

وعندما قل منسوب المياه في البحيرات كشفت سهول بحيرية، وبخاصة حول شيكاغو قرب النهاية الغربية لبحيرة ايري، وحول خليج ساجينو في ميتشجن.

ويمتد أحد أكثر السهول استواء في امريكا الشمالية مكان قاع بحيرة هائلة المساحة، تعرف ببحيرة أجاسيز كانت موجودة في الحقبة الجليدية الأخيرة وكانت تمتد في جنوب مانيتوبا، وشمال غرب منيسوتا، وشرق داكوتا الشمالية.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى