أنواع معدن “الياقوت” ومواضع ذكره في القرآن الكريم والسُّنة النبويّة
1998 الموسوعة الجيولوجية الجزء الخامس
ترجمة أ.د عبد الله الغنيم واخرون
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
معدن الياقوت أنواع الياقوت القرآن الكريم السُّنة النبويّة علوم الأرض والجيولوجيا
ورد ذكر الياقوت في القرآن الكريم في قول الحق – عز وجل (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ) (الرحمن 56 – 58).
وتعد الشفافية (Transparency) عاملاً هاماً في تقدير قيمة الجواهر. فكلما ازدادت قيمتها ارتفع سعر الجوهر.
ويتميز الياقوت بأن له شفافية عالية. وربما كان ذلك السبب في تشبيه الحور العين بالياقوت في الآية الكريمة السابقة.
يقول القرطبي في تفسيره الشهير المسمى: (الجامع لأحكام القرآن) في تفسير الآية 58 من سورة الرحمن: قوله تعالى(كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).
روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود عن النبي ﷺ قال: «إن المرآة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقيها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها». وذلك بأن الله تعالى يقول: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).
فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لأريته (من ورائه). وقال عمرو بن ميمون: إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من وراء ذلك.
وقال الحسن: هن في صفاء الياقوت، وبياض المرجان". والصفاء هو الشفافية التي يعدها الجيولوجيون من خواص المعادن والأحجار الكريمة. وقد ورد ذكر الياقوت في حديث للرسول ﷺ أخرجه الترمذي في سنته، وذلك في معرض إجابة الرسول ﷺ على تساؤلات أحد الصحابة: ﴿قال: قلت يا رسول الله: مم خلق الخلق؟ قال: من الماء. قلنا الجنة ما بناؤها؟ قال: لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك الاذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران﴾.
يوجد الياقوت على شكل بلورات. ومن أشهر أنواعه الياقوت الأحمر المعروف في اللغة الانجليزية باسم (Ruby) والياقوت الأزرق المعروف باسم (Sapphire) والياقوت الأصفر المعروف باسم (Topaz).
وقد صنف التيفاشي الضروب المختلفة من الياقوت الاسمانجوني (Sapphire) والياقوت الأصفر (Topaz) والجمشت (Amethyst) ويعد الياقوت الأحمر أنفس الجواهر وأغلاها.
وقد يفوق الياقوت الأحمر الكبير الحجم الماس في ثمنه إذا ماثله في الحجم. ويعود سبب حمرته إلى وجود قليل من عنصر الكروم في تركيبه.
وهو أكثر الأحجار الكريمة شفافية. وقد استخدم في توليد أشعة الليزر الخارقة، فضلاً عن استخدامه في مجال صناعة الحلي والمجوهرات.
ويوجد الياقوت الأحمر في بورما وتايلند وسيريلانكا. وهو ضروب مختلفة، فمنه الوردي، والخمري، والرماني، والأحمر النقي الذي لا تشوبه شائبه. وتتفاوت هذه الألوان في الصفات والجودة والنقاء والشعاعية، وتتفاصل أثمانها تبعاً لذلك.
ويفضل معظم الناس الياقوت السيلاني الأحمر اللون أو الوردي القاني، بينما يفضل البعض الآخر الياقوت التايلاندي الذي يعكس تموجات حمراء أكثر عمقاً، وأحياناً تكون هذه التموجات ذات مسحة ارجوانية.
والياقوت الأزرق من الجواهر النفيسة أيضا. وسبب زرقته وجود قليل من عنصر التيتانيوم فيه. وهو يوجد في تايلند وكشمير وبورما ويتصف بأنه شفاف وذو لون خلاب.
وقد أطلق علماء المسلمين على الياقوت الأزرق اسم (الأكهب). وقسموه إلى ضروب متعددة، فمنه الطاووسي، والاسمانجوني، والنيلي، والأحور، والكحلي، والنفطي، وذكر البيروني أن الياقوت الأكهب يكون محمراً في الظلام، فإذا عاد إلى نور الشمس عادت كهبته (زرقته) الأصلية.
وقد وضع الجوهريون العرب الياقوت الأحمر. وهناك أنواع أخرى متعددة الألوان من الياقوت، أما شفافة أو نصف شفافة تستخدم في الزينة مثل الياقوت الأصفر، والياقوت المشمشي، والياقوت الأخضر، والياقوت الأبيض.
ويوجد الياقوت الأصفر عادة في الصخور الجرانيتية، ويستعمل كحجر كريم. ويميز العرب نوعاً منه يسمى (الحلقوقي) شديد الصفرة، و (الجلناري) وهو أشد صفرة وأكثر إشعاعاً.
وتركيبه الكيميائي سليكات الفلور والألومنيوم. والبرازيل هي أهم موطن لهذا النوع من الأحجار الكريمة.
كما أنه يوجد في الرواسب النهرية في روسيا وسيبيريا. وهو صلب البنية، ويماثل الماس في وزنه النوعي، وحين يكون شفافاً يظنه البعض – من غير ذوي الخبرة – ماساً.
وتصنع من هذا النوع الجواهر الفاخرة. كما تصنع منه المواد المقاومة للحرارة والصهر التي تستخدم في الصناعات التحويلية والكيميائية.
أما بالنسبة للياقوت الاخضر فإن خير أنواعه الزيتي ثم الفستقي. وقيمته لا تبعد عن قيمة الأكهب. وأقل أنواع الياقوت قيمة ما ابيض لونه. وانعدمت خاصية الشفافية فيه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]