أهرام الغذاء والطاقة لـ”السلاسل الغذائية”
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
السلاسل الغذائية أهرام الغذاء والطاقة البيئة البيولوجيا وعلوم الحياة
من الشكل (7) يمكن تمثيل هرم غذائي بري، توجد عند قاعدته نباتات برية منتجة، يتلوها فئران (مستهلكة أولية)، ثم طيور جارحة (مستهلكة ثانية)، أو نباتات المحاصيل التي يتلوها أرانب أو أبقار.
يتغذى عليها الإنسان فيكون كل من الطيور الجارحة والإنسان متربعا على قمة هذين الهرمين، وقد يأكل الإنسان النبات مباشرة فيقصر الهرم الغذائي، ويقل فاقد الطاقة.
كما يمكن تمثيل هرم غذائي في البحر، توجد عند قاعدته الطحالب البحرية، التي تصنع غذائها بنفسها من الطاقة الشمسية وماء البحر وأملاحه.
ويعلو الطحالب قشريات صغيرة، يليها أسماك السردين، وفوقها أسماك التونة، ثم أسماك القرش أو الحوت.
وقد يتغذى الإنسان على أي من أسماك السردين أو التونة أو القرش، ولكنه إذا استخدم السردين في غذائه فيكون قد استغل كثيرا من الطاقة التي كانت تهدر في غذاء سمك التونة ثم القرش.
ولذا يلجأ المهتمون بالثروة السمكية إلى مقاومة أعداد سمك القرش وصيده أولا بأول، حتى يكثر السردين، ويصبح مصدرا كافيا للغذاء.
وقد تبين أن الكتلة الحية للبروتوبلازم تنخفض إلى العُشر تقريبا من مستوى لآخر في الهواء الغذائي، أي أن حوالي 10% تقريبا منالطاقة الكلية للكائن الحي هي التي تنتقل، في جسم الكائن التالي في هرم الطاقة، والباقي يفقد أثناء قيام الكائنات الحية بمناشط حياتها وتنفسها.
ويمكن توضيح مثال لتدفق الكتلة والطاقة خلال هرم غذائي لسلسلة غذائية برية كما يلي:
إذا أكلت ديدان القز كمية من أوراق الأشجار تبلغ كتلتها (14500) جرام، فإن محصلة الزيادة في الكتلة الوزنية لديدان القز تقدر بنحو (1500) جرام تقريبا.
وعندما تتغذى الطيور على الكتلة الوزنية البالغة (1500) جرام من الديدان، فإن الطيور تزداد كتلتها الوزنية بمقدار (200) جرام تقريباً. ويمكن توضيح ذلك في الشكل (8).
إن طن اللحم في الأرانب ينتج من نفس كمية العلف المنتجة لطن واحد من لحم الأبقار، حيث يستغرق إنتاج طن من لحوم الأرانب ربع الوقت المستغرق لإنتاج طن من لحوم الأبقار، لأن الأرانب تنمو وتتكاثر بسرعة أكبر مما عند الأبقار. لذلك فإنها تعد بديلا جيداً لتعويض نقص مصادر البروتين الحيواني.
وفي ضوء ما سبق، فإن لكي يزيد وزن الإنسان كيلوجراما واحدا تقريبا، عليه أكل (10) كيلو جرامات تقريبا من لحوم الماشية، بعد أن تكون قد أكلت (100) كيلو جرام من الأعشاب، أما إذا أراد هذا الشخص أن يحقق نفس الزيادة في الوزن بأكل طعام بحري (مثل سمك القرش).
فعليه أن يأكل (10) كيلو جرامات من ذلك السمك، التي نتجت من (100) كيلو جرام من سمك التونة، التي نتجت من (1000) كيلو جرام من السردين، التي نتجت نم (10,000) كيلو جرام من الحيوانات القشرية (مثل الجمبري)، التي أكلت (100,000) كيلو جرام من الهائمات النباتية، وهذه الأخيرة تمثل قاعدة الهرم الغذائي في البحار.
وهكذا يتضح أن سلاسل الغذاء على اليابسة تكون أقصر كثيرا منها في البحار، وبالتالي تكون أكثر اقتصادا للطاقة.
ومن الأمثلة التاريخية لسلاسل الغذاء وتشابك العلاقات البيئية، ما جاء في كتاب أصل الأنواع للعالم البريطاني "دارون" في القرن التاسع عشر، فقد اكتشف "دارون" أن النحل الطنان، هو الحشرة الوحيدة التي تستطيع أن تقوم بدور فعال في تلقيح زهور البرسيم الأحمر بفضل لسانها الرفيع.
وقد ربط "دارون" بين ذلك ووجود أعشاش ذلك النحل قرب المدينة وبعيدا عنالحقول، خوفا من فأر الحقل الذي يندر بالمدينة لوجود القطط بها. وهكذا كان الفضل إلى القطط ووفرة البرسيم الأحمر الذي هو عماد الغذاء لماشية اللحوم هناك، والتي هي أساس الغذاء لجنود الأطول البريطاني.
وقد عزا "دارون" نجاح الأسطول البريطاني "توماس هكسلي" حلقة أخرى في تلك العلاقات البيئية، عندما قال إن الفضل الأول في سيادة الأسطول البريطاني يرجع إلى البنات العوانس اللائي يرعين تلك القطط في البيوت التي تقوم بحماية النحل من الفئران، وعندئذ يزدهر البرسيم، وبالتالي يتوفر لحم الأبقار.
وتبين هذه القصة (على الرغم من مغالاتها) مدى ترابط العلاقات البيئية وتشابكها بين كثير من الأحياء.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]