العلوم الإنسانية والإجتماعية

أهمية ارتباط العلم في التقانة والتقانة في العلم

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

ارتباط العلم في التقانة التقانة في العلم العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

يسهل أحياناً فصل الجوانب العلمية البحتة عن الجوانب التقانية للقضايا، غير أن مثل هذا الفصل يكون في الغالب غير مجدٍ.

فالمشروعات العلمية تنشأ في كثير من الحالات عن احتياجات اجتماعية تكون قد عُرِّفَت بأنها مشكلات تقانية ومن ثم فهي مشكلات علمية – سواء أكانت هذه الطريقة أم لم تكن أفضل الطرق للتفكير فيها.

فمثلاً، غالباً ما يعزى الفقر في كل من البلدان النامية والمتقدمة إلى الزيادة في عدد السكان. لذا يُظَن أن تخفيف حدة الفقر يستدعي استراتيجيات مثل التعقيم واستخدام وسائل أفضل لمنع الحمل، وكلاهما يحتاج في البداية إلى بحوث علمية.

هناك، طبعاً، تفسيرات معقولة أخرى كثيرة لأسباب الفقر تؤدي إلى حلول ربما تحتاج أو لا تحتاج إلى بحوث علمية. فمثلاً، كما اعترف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالسكان والتنمية المعقود في عام 1994، في تقريره، يبدو الآن من المحتمل أن يكون الفقر هو الذي يسبب زيادة عدد السكان، وليس العكس، لأن الأسر الفقيرة تعتبر الأطفال، في الأغلب مورداً اقتصادياً محتملاً لزيادة دخل الأسرة وإعالة الوالدين في حالات المرض والشيخوخة. إضافة إلى ذلك فإن زيادة تعليم المرأة هي، فيما يبدو، أنجع طريقة لتخفيض معدلات المواليد.

ومما يذكر أن التغيرات العلمية غالبًا ما تتطلب و/ أو تتبع تغيرات تقانية متميزة لجميع بيانات عن الطبيعة.

 

والعلم الحديث، باعتماده على التأثير في الطبيعة من خلال الأسلوب التجريبي، هو تقاني من أساسه. يضاف إلى ذلك أن توافر المعرفة العلمية يؤدي تلقائيًا إلى تغيرات تقانية تكون هي الغرض من البحوث العلمية في المقام الأول.

وهذه بالطبع هي الحال في العلوم الطبية والبيئية على سبيل المثال. ويمكن القول بصورة أعم إن البحوث الأساسية لا يخصص لها إلا جزء يسير من الأموال التي تنفق على البحث والتطوير العلمي.

وحتى الجزء الذي يخُتار من الطبيعة لاستكشافه بالبحوث الأساسية لا يتم اختياره في معزل عن التقاليد الثقافية أو المصالح الاجتماعية المعاصرة. وقد يؤدي اختلاف الثقافات في كثير من الأحيان إلى اختلاف الخيارات.

ولذلك يكون من الأفيد تصوُّر العلم والتقانة بأنهما يتضمنان ثقافاتهما وممارساتهما. ولا يمكننا أن نفهم طبيعة العلم والتقانة ولا تاريخهما وممارساتهما الراهنة ما لم نعيِّن الممارسات التاريخية والثقافات التي طورتها المجتمعات المختلفة لكي تكتسب المزيد من المعرفة بأجزاء الطبيعة التي تهمها.

 

فالاستعمالات المجازية والنماذج الميكانيكية للطبيعة-التي كانت ذات قيمة بالغة لباكورة العلماء المعاصرين في أوروبا، مثلاً، حملت لهم ولثقافتهم في طياتها معاني الطبقية والجنسانية.

وساعدت هذه المعاني على تشكيل أنماط التوسع الأوروبي الذي أسهمت فيه هذه العلوم الحديثة. وبقدر ما تصل هذه الاستعمالات والنماذج ثقافيًا بين المُثُل المحلية "للحضارة" وللرجولة وبين النجاح في السيطرة على الطبيعة (و"طبائع" الناس) تظل اليوم عقبة أمام وضع سياسات أكثر حكمة لعلم البيئة وإدارتها (Lloyd, 1984; Shiva, 1988; Seager, 1993; Merchant, 1980).

والطبيعة في الواقع تشبه الآلة من عدة وجوه، ولا تشبهها أبدًا من وجوه أخرى. والآن نستطيع أن نسأل، وفي سؤالنا فائدة، ما قوانين الطبيعة التي أصبحت غير منظورة أو غُمَّت علينا بسبب اعتمادنا لزمن طويل على هذا النموذج الوحيد للطبيعة؟

إن مظاهر الفهم الأبعد مدىً للجنسانية والعلم في المجتمع تمكننا من معرفة الأبعاد الجنسانية في العلم والتقانة معرفة أدق وأشمل.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى