أهمية استخدام “التخدير” في الطب
1994 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الخامس
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
التخدير هو استخدام أدوية تقضي على الإحساس بالألم، سواء أكان الشخوص المخدر واعيا أم فاقدا لوعيه، وسواء أكان التخدير عاما أم موضعيا.
والتخدير العام يلغي الإحساس بالألم من جميع أجزاء الجسم، أما التخدير الموضعي فإنه يلغي الإحساس بالألم من بعض أجزاء الجسم دون باقي الأجزاء. وبعض الأدوية المستخدمة للتخدير تصل إلى جسم المريض عن طريق الحقن.
بينما يصل بعضها الآخر عن طريق التنفس. وقد يكون التخدير الموضعي عن طريق دلك المخدر على الجلد، وهذا يستخدم في حياتنا اليومية، فبعض الدهانات التي تستخدم لالتهابات الجلد أو للحروق يحتوي على مخدر موضعي، لمنع الإحساس بالألم أو تخفيفه.
وأهم تطبيقات التخدير هو الاستعانة به في الجراحة، لحماية المريض من الإحساس بالألم، مما يتيح للجراح أن يعمل بهدوء وسهولة، مهما طالت مدة إجراء الجراحة.
وبذلك تطورت عمليات التجميل لإصلاح التشوهات، وتمكن الجراح من الوصول إلى أماكن داخل جسم الإنسان كانت تعتبر من قبل مناطق لا يمكن الوصول إليها، مثل القلب والأوعية الدموية والمخ والأعصاب، بل قد اصبح الآن ممكنا استبدال الأعضاء التالفة بأخرى سليمة.
وإذا تخيلنا مريضا قبل استخدام أدوية التخدير، وكان هذا المريض في حاجة للجراحة، فسوف نرى من يعانون الجراح وهم يقيدون المريض بالحبال، ويضعون قماشا في فمه بين أسنانه، حتى لا يؤذي نفسه، ولمنعه من الصراخ الشديد.
ثم يقوم هؤلاء المعاونون بتثبيته على منضدة العمليات، ثم يأتي الجراح ليجري الجراحة، والمريض يرى ويسمع ويحس، فيعاني من الخوف والألم الشديد ما قد يتسبب في موته.
أما الجراح فكان عليه أن ينتهي من عمله بسرعة، ولذلك غالبا ما كانت الجراحات غير متقنة، فتؤدي إلى تشوهات في جسم المريض أو إلى موته.
ويستخدم التخدير أيضا في الطب النفسي، حيث أن بعض أدوية التخدير تزيل التوتر من المريض، وتعينه على تذكر الأحداث التي لا يريد أن يتذكرها عندما يكون واعيا، وبذلك تمكن الأطباء النفسيون من علاج حالات مستعصية باستخدام التحليل النفسي.
كذلك يمكن السيطرة على التشنجات، سواء أكانت عصبية أم كانت نتيجة للتسمم ببعض المواد الكيميائية مثل مبيدات الحشرات، أو نتيجة للسموم التي تفرزها بعض أنواع البكتيريا مثل الكزاز،، وذلك باستخدام التخدير العمومي.
ومن الاستخدامات الشائعة للتخدير الموضعي، استخدامه في علاج أمراض الأسنان، حيث يقوم طبيب الفم والأسنان بحقن مادة مخدرة في الموضع الذي يعالجه، وبذلك لا يتألم المريض أثناء علاج تسوس الأسنان، أو عند استخراج الأسنان التالفة من الفك.
ويجب علينا عدم الخلط بين كلمة تخدير، وكلمة مخدرات، فالمخدرات التي يتناولها البعض، هي سموم تذهب بعقل وصحة من يستخدمها، وتسبب في إهدار طاقات الشباب في المجتمع، وتضعف قدرته على العمل، مع إضاعة المال في الحصول عليها، وقد تنتهي به إلى السجن أو القبر.
ولا يقتصر التخدير على الإنسان فقط، فالتخدير يستخدم للحيوان أيضا.
والعلماء يخدرون الحيوان لأسباب كثيرة، منها إجراء التجارب عليه، ومنها التشريح لدراسة أجزاء جسمه الداخلية. والطبيب البيطري يخدر الحيوان حتى يسهل عليه فحصه أو لعلاجه أو لإجراء جراحات له.
ويستخدم التخدير أيضا مع الحيوانات البرية في الغابات، وهناك طريقة خاصة لتخدير هذه الحيوانات، فالدواء المخدر يوضع في مقذوف يشبه المحقنة، ويطلق هذا المقذوف من بندقية خاصة.
وعندما يصطدم المقذوف بجسم الحيوان، يحقن مكبس الحاقنة الدواء المخدر داخل الجسم، فيفقد الحيوان قدرته على الحركة والإحساس معا.
وبذلك يتمكن العلماء من التعامل مع الحيوان دون أن يتعرضوا للخطر.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]