أهمية استيعاب انتشار المرض و R0
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
لقد أدت قلة المعرفة بانتشار الأمراض، وما هو المطلوب لوقف الانتشار إلى خيبة الأمل في برامج كثيرة (الجدول 1.6).
ومن أجل إيقاف انتشار الأمراض والتخلص منها، يعتبر استيعاب الانتشار مطلباً مسبقاً أساسياً. فبالنسبة لكثير من البرامج الحالية نرى أن التفهم والاستيعاب غير كافيين، وهذا يشكل إحدى التحديات الكبرى لكثير من المبادرات القائمة الآن.
فالجذام هو من أقدم المخاوف التي تنتاب الجنس البشري، ومع ذلك فهو أيضاً من أسوئها فهماً. وبالرغم من كل تقدمنا التقني فإن انتشار الجذام يبقى سراً. وبالرغم من تناقص معدلات انتشاره – وبعضها يلبي الأهداف < 1 حالة لكل 10,000 من السكان – فإن وقوع حالاته لم يتناقص في مناطق كثيرة من العالم.
كما أننا لا نفهم كيف ولماذا لم تتمكن المعالجة بالأدوية العديدة من وقف انتشاره. وهذه الحقيقة البسيطة لم يستوعبها البرنامج ونتيجة لذلك فقد توافرت مناقشات محدودة وبحث علمي غير كاف لتعديل وتوسيع برنامجه أكثر من مقاربته الحالية (Broekmans et al. 2002; Lockwood and Suneetha 2005; Vashishtha 2009). وهذا قصور رئيسي ويشكل تهديداً لنجاح البرنامج.
وفي كل من LF وداء كلابية الذنب فإن استيعابR0هو نقطة بارزة للنقاش، وتتضمن تضافراً معقداً للعوامل (Gambhir et al. 2010) يتعلق بـ
– مستوى العدوى في الجماعة السكانية قبل بدء برنامج السيطرة وإعطاء الأدوية الجماعي.
– فعالية نواقل المرض، وكثافتها، ومعدل قرصها السنوي.
– سنوات التغطية عالية المستوى.
– معدلات عدم الاستجابة المتكرر.
إن المطابقة مع الأصول مفيدة، ولكن المعلومات الجديدة تبين أن نماذج المطابقة يجب تعديلها من أجل ملاءمة الأوضاع المحلية، وغالباً ما تستخدم متحولات لا يمكن قياسها بسهولة في الميدان. وبالنسبة لداء كلابية الذنب نستطيع فقط أن نحدد R0بعد إزالته الناجحة في الأميركيتين، وبمجرد إجراء جمع المعلومات حول نواقله ومؤشرات العدوى لدى البشر بعد نجاح البرامج وملاحظة عدم عودتها.
وحتى عند احتمال معرفة R0 بالنسبة للأميركيتين، فإن الاستفادة من هذه المعلومات في أفريقيا تبقى موضع تساؤل، بسبب اختلاف نواقل المرض وآلية الانتشار (WHO/APOC 2009).
وفي النهاية فإن هذا الرقم المضلل هو الذي نريد أن نعرفه ونقيسه لنثبت أننا أنجزنا العمل. ويستمر العمل في برنامج كل من LF وداء كلابية الذنب لتحديد وتشذيب معايير الإزالة والنجاح مع توفر معلومات جديدة.
وفي داء شاغاسChagas Disease تحددت مخاطر انتشار جديدة مع سريان العمل في المشروع، مما يسبب إجراء تعديلات في جهود الإزالة المستمرة. ويأتي انتشار داء شاغاس من قرص الفسفس المخموج، وأولها احتشار الفسفس. إذ تعيش هذه الحشرات في جدران الأكواخ ذات النوعية الرديئة التي يسكنها الفقراء.
وقد اعتمدت مقاربة هذا المرض على تحسين نوعية السكن، لأن العلاج لم يكن صحيحاً خاصة في المراحل المزمنة منه، وعدم توفر المبيدات الجيدة لنواقل المرض. ولقد أحرز تقدم في السيطرة على النواقل، إلا أن العلاج لا زال متخلفاً، ولذلك فإن تركيز البرنامج يبقى على تحسين السكن. وبسبب انتشاره فإن توزع حالاته هو في الغالب على المناطق الريفية الفقيرة في الأميركيتين.
وعلى كل حال، فقد أدى اكتشاف حالات في المراكز المدنية إلى اكتشاف آلية جديدة لانتشاره: وإحداها تتصل بنقل الدم. وقد دفع التقدم في السيطرة على وجود الدم الذي أحدثته HIV إلى الاستفادة منه في تحسين عزل المريض، في البيئات التي يستوطن فيها داء شاغاس.
وأخيراً، وبعد النجاح في برامج هذه المقاربات، فإن نمط الانتشار المتبقي والذي يسود الآن هو العدوى بالولادة. ولحسن الحظ فلم يجرى سوى القليل لمقاومة هذه العدوى، وتشتمل الاستراتيجية الحالية على الانتظار حتى تنتهي النساء المصابات من سنوات حملهن بالأطفال (Dias 2009; Schmunis et al. 1996).
وعلى كل حال، يجب أن توجه العناية إلى الكشف المبكر عن الرضع المصابين لتسهيل علاجهم. هذا بالإضافة إلى أن التحقيق في حالات حديثة الوقوع قد تضمنت الانتشار عن طريق الفم في بعض البيئات. وبذلك فإن على البرنامج أن يعمل ليستوعب انعكاس هذه الحالات على خطط الانتهاء منها.
والدرس الهام هو أننا نحتاج إلى إتباع نمط الحالات للكشف عن أشكال انتشارها ومع مضي برنامج الإزالة فإن الآليات غير العامة في انتشار المرض تكتسب أهميتها.
فالبحث العلمي في طريقة الانتشار وكيفية مقاربتها في وقت مبكر ستساعد البرنامج على مقاومة فترات عنق الزجاجة فيما بعد.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]