أهمية الإدارة في مبادرات الاستئصال
2013 استئصال الأمراض في القرن الواحد والعشرين
والتر ر.دودل ستيفن ل.كوشي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
العلوم الإنسانية والإجتماعية الطب
مبادرات الاستئصال هي منظومات تخترق المنظمات (أقصد المشاركات والأحلاف والائتلافات) التي تمكّن وتعتمد على قرارات وتصرفات المنظمات المساهمة، مع احتفاظ كل منها بهويتها وأهدافها.
فالمنظومات التي تخترق المنظمات هي متعددة الثقافات وهيكلياتها ليس لها تسلسل هرمي، وتخدم أوسع التجمعات السكانية في مسعى منها جماعي للصالح العام.
وتتطلب نماذج الإدارة لهذه المنظومات التي تخترق المنظمات مستويات أرفع من التنسيق والتعاون والمساندة أكثر مما تحتاجه المنظمات التقليدية بسبب الاستقلالية والتنوع وعدد القائمين بالمهام والأطر الزمنية التي تنطوي عليها.
وبتطبيق علم الإدارة وأفضل الممارسات تتحدد خمسة عوامل نجاح حاسمة لتحقيق الإدارة الجيدة: المسح الجغرافي للمؤسسات، والقيادة ومهاراتها، والطرق غير التقليدية في اتخاذ القرارات، وثقافة المنظمات، وتعبئة واصطفاف المصادر المالية.
وينطبق هذا المنظور في مبادرات الاستئصال ويستخدم في إحداث تعبئة المصادر المالية ومساندة أطرها.
مـقدمـة
تعذب أو نظم – هاري أ. فاغان
بالتعريف الواسع للمنظمات، هي أجهزة للعمل المتناسق بين أفراد ذوي مصالح وأفضليات ومعارف مختلفة (March and Simon 1958).
وفي نطاق المنظمة أو شبكة منظمات، كما في مبادرة الاستئصال، فإن الإدارة يقصد بها الوسائل التي تستخدمها المنظمات للتأثير على مساهمة الفرد في هدف ما. وغالباً ما تستجدي مفاهيم القوة، والسلطة والطرق الرسمية في الإعلام.
على كل حال، فإن الإدارة الفعالة تحتاج إلى القادة الماهرين ليحرضوا، ويقنعوا، ويلهموا [الآخرين من أجل المساهمة] (Kotter 2001). كما يستلزم الأمر الإبداع والمرونة للتحفيز وتنسيق العمل الجماعي في شبكة مركزية وحتى مستقلة تضم مجموعات من الناس.
فالأسلوب الذي يتخصص به الناس ومهمات العمل وانقساماتهم وتوزيع السلطات تعود كلها إلى الهيكلية (Brandach 1996). فالمنظمات هي هيكليات من العلاقات الانسانية المصممة لتحقيق الأهداف من خلال العمل (Roberts 2004).
فالمنظومة التي تخترق المنظمات هي "منظمة لمنظمات قادرة على اتخاذ قرارات وأداء مهام لصالح المنظمات التي تتمتع بالعضوية، في الوقت الذي تحافظ فيه هذه المنظمات على هوياتها المنفصلة وأهدافها الخاصة بها" (Roberts 2004).
فالمنظومة التي تخترق المنظمات تكون جسراً بين هويات تخصصية وبين مساءلات منظمات تتمتع بالعضوية لإنتاج قاعدة جديدة من المعارف. والمواصفات التالية تعتبر نموذجاً للمنظومة التي تخترق المنظمات (Cummings and Worley 1996):
– تميل إلى كونها ضعيفة التنظيم.
– الترابط في العلاقات بين منظماتها مهلهل وسائب.
– القيادة والسلطة فيها متفرقة بين منظمات ذات استقلال ذاتي، ولا تتبع تسلسل هرمي مركزي.
– الالتزام والعضوية غير محددة المعالم لأن المنظمات التي تتمتع بالعضوية تحاول الحفاظ على استقلالها الذاتي في نفس الوقت الذي تشترك مع غيرها في الأداء.
– إدارة المعارف هي في صميم عملها.
ومع أن مفهوم المنظومة التي تخترق المنظمات قد استخدم على نطاق واسع في المبادرات الصحية في العالم، فإن الأعم الأغلب هو تسميتها بالمشاركات والتحالفات والائتلافات.
إن مفهوم الجماعة السكانية الضخمة هو وسيلة قيمة في مبادرات الاستئصال. ويعرف على أنه " الوسيلة التي تلتحم فيها المنظمات والناس مع بعضهم بقصد العمل المشترك حول موضوع ملزم وذي أهمية متبادلة بينهم، باتباع مجموعة ممارسات ومبادئ تسهل عليهم تحقيق النتائج " (Gerencser et al. 2008)، فمن المفيد أن نفكر فيها من خلال الهيكلية والإدارة والحاجات الناشئة لدى مبادرة الاستئصال.
ويتطلب إنشاء الجماعة السكانية الضخمة (الشكل 12 – 1) تحولاً جذرياً في التفكير لأنه يجب تنظيم العمل عبر حدود متعددة من القطاعات والقوميات.
تتطلب مبادرات الاستئصال مستويات رفيعة من التنسيق والتعاون والمساندة.
وبسبب تنوع وعدد الفاعلين في المنظومة والمدد اللازمة للتوصل إلى الهدف (عدة عقود من السنوات)، والبيئة المتقلبة في العالم التي تعمل المنظومة ضمنها، فإن مبادرات الاستئصال تستدعي تطوير طرق تصنيع وتدعم استراتيجية العمل المشترك. وبالإضافة إلى ذلك، ولأن المساءلة بين منظمات مستقلة هي منتشرة ومسهبة فإنها تتطلب المراقبة النشطة والإدارة الحازمة.
ويمكن تعلم الكثير من القطاع الخاص. فنسبة الفشل في تحالفات القطاع الخاص قد قدرت على أنها تبلغ 70 %، وعزي معظم هذا الفشل إلى التأكيد الزائد على تحديد الخطة والإقلال من التناقض والتضارب (Hughes and Weiss 2007).
فتفهم وتحديد كيفية عمل المنظمات مع بعضها، واتخاذ القرارات، وتخصيص المصادر المالية وتحقيق الثقة المتبادلة يجب تبيانها في مراحل تكوين المبادرة ومراجعتها على أقل تقدير سنوياً.
وللتوصل إلى علاقات جيدة في العمل ضمن التحالف يحدد هيوغ (Hughes) ووايس (Weiss) (2007) أربع نواحي رئيسية يمكن تطبيقها في مبادرات الاستئصال:
1- ضع مقاييس للتقدم: ضف مقاييس "النهايات" مع مقاييس "الواسطة" لتقدير العوامل التي تؤثر في أداء التحالف (مثل، المشاركة في المعلومات وإنشاء أفكار جديدة).
2- فعّل الفروق: المبدأ الأساسي في تنظيم مختلف الفاعلين حول مشكلة معقدة هو في إيجاد قيمة لدى التحالف، على كل حال فقد تؤدي تلك الخلافات إلى نزاع. وعوضاً عن كبت النزاع وإرغام الجميع على الوصول لاتفاق في الرأي، فعّل تلك الخلافات واجعلها تبتدع وتجدد.
3- شجع على التعاون: عندما تظهر مشكلة، استبدل الاتهام بتحليل كيفية مساهمة جميع الفرقاء بها، واستمد حلولاً خلاقة لحلها.
4- تدبر المستثمرين الداخليين: تعتمد التحالفات على التعاون والمساندة بين مدراء تلك المنظمات وموظفيها ومشاركيها. والكل يرغب بأن يكون عنده استيعاب للأهداف ودور منظماتهم في تحقيق النجاح.
إن الترتيبات القائمة في المنظمات وهياكلها تساعد في ايجاد تفهم مشترك حول الخيارات في الإدارة بهدف إقامة وتدبير الأعمال. وفي النهاية، فإن الترتيبات الهيكلية تتطلب التخفيف من البيروقراطية وتسهيل العمل لتحقيق الهدف المشترك (Nohria et al. 2003).
إن عملية اتخاذ القرارات الكائنة في صلب المنظومة التي تخترق المنظمات تقوم على مختلف أنواع المعلومات التي تتدفق على المنظومة. وتمكن التقنية المعاصرة الاتصالات السريعة بين أعداد ضخمة من الناس بطريقة رائعة بعيدة عن الرسمية والمركزية.
ولها تأثيرها على طريقة تعاون الأفراد وتصريفهم للأعمال، ويعود إليها الفضل بإيجاد "جماعات من البشر تعمل عبر المجتمعات، والذين دون أن يروا بعضهم البعض بأنفسهم، يتحدون ويعملون سوية عن طريق الاتصالات" (Drucker 2001).
يمكن للعلوم الاجتماعية والبحوث الإدارية أن تكون مبادرات الاستئصال، لأنها تسعى إلى تحالف وإدارة مختلف الفاعلين العاملين بها وتعبئة الموارد الشحيحة. ولتفحص الخيارات في عالم المنظمات، نستعرض خمس نواحي في نظرية الإدارة: المسح الجغرافي للمؤسسات، والقيادة ومهاراتها، والطرق غير التقليدية في اتخاذ القرارات، وثقافة المنظمات، وتعبئة واصطفاف المصادر المالية.
وينطبق هذا المنظور في مبادرات الاستئصال ويستخدم في إحداث تعبئة المصادر المالية ومساندة أطرها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]