أهم أعمال “لافوازييه” في مجال الكيمياء
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
اعمال لافوزييه لافوزييه ومجال الكهرباء الكيمياء
كان ظهور لافوازييه ضرورياً لوضع حد فاصل بين ما هو علم وما هو دونه .
يتجرأ بطريقته التجريبية الحاسمة على مهاجمة الأفكار العتيقة والمفاهيم البالية الخاطئة، فيجلِّي سُخفها ويبيِّن عقمها لتنتقل إلى سلة مهملات التاريخ واضعاً بذلك الأساس المتين لبناءٍ حديث .
ألم يوجد عالمنا طعنة نجلاء لنظرية تحويل الماء إلى تراب والتراب إلى حديد والحديد إلى ذهب؟ ألم يهدم بفكره الثاقب وتجاربه المتقنة نظرية سادت الفكر الكيميائي وتسلِّطت عليه وكانت السبب في وقف نموه وعرقلة مسيرته قروناً وقروناً – نظرية الفلوجستون؟! . نعم لقد نفخ لافوازييه في الكيمياء "روحاً" جديدة ، وكانت بصماته جليَّة لكل ذي بصر .
ومن بصماته التي لا تخفى أنه حدَّد، ولأول مرة ، معنى كلمة عنصر من الناحية الكيميائية. وقد أسماه "أساساً" عرَّفه بأنه تلك المادة التي لا يمكن لمحلِّلٍ كيميائي أن يُحلَّلها إلى مواد أبسط منها . وهو بهذا يضع حجر الأساس لكل بناء الكيمياء الحديثة .
وعندما شرع يبني فوق ذلك الأساس ، فإنه لم يكتشف نظرية كيميائية جديدة فحسب ، وإنما صنَّف كذلك قاموساً كيميائياً جديداً ، وقد أصبح كثير من مصطلحاته التي ابتكرها بمثابة "المُعجم الدولي للكيميائيين" حتى الآن ! . وكانت الخطوة الكبرى …
إنها الخطوة النهائية في عمله العظيم، وتتمثَّل في كتابه "رسالة أوليَّة في علم الكيمياء" الذي نشره عام 1789 .
وفي هذا الكتاب – من بدايته إلى نهايته _ تمسّك لافوازييه بمنهجه العلمي وخطه الفكري : ألا يتقدّم نحو المجهول إلا إذا كان المعلوم معلومٌ حقاً ، وألا يستنتج نتيجة إلا إذا كان لها ما يُبررها ويقيم الدليل الملموس على صحتها . وفي ذلك يقول : "لا أحب أن أتكلم إلاّ عن حقائق، الحقائق فقط" .
وكان نشر "الرسالة" بحق فاتحة عصرٍ جديدٍ في الكيمياء الحديثة ، تماماً كما كان نشر "مبادئ نيوتن" بحق فاتحة عصرٍ جديد في الميكانيكا الحديثة .
وقد سخر قليلون من أتباع الكيمياء القديمة من "أفكاره الجرئية" هذه ومن تلك "القائمة السخيفة التي تحوي ثلاثة وثلاثين عنصراً مستقلا!" .
ومع ذلك فقد سارع غالبية العلماء المعاصرين له إلى الموافقة بأن لافوازييه قد فتح لهم باباً في الكيمياء جديداً .
وكتب عالمنا في عام 1791 – أي بعد ظهور الرسالة بعامين – يقول : "إن من دواعي غبطتي أن أرى أفكاري الجديدة قد اجتاحت، كالثورة، جميع دوائر العالم العلمية".
وكان لافوازييه أول من قال بعدم فناء المادة . وأول من أنتج "الغاز المائي" وأول من اخترع "المغيار" Gasometer وهو جهاز لقياس كميات الغاز المختلفة التي يُراد قياسها في المختبرات.
وقد اكتشف وجود الأكسيجين في كل من الماء والهواء ووجود الهيدروجين أيضاً في الماء. وفي عام 1785 قام هو وكيميائي آخر بإجراء تجربة عملية من أروع التجارب وأعظمها، جمعا فيها الهيدروجين الناتج عن التفاعل في قنَّينة ثم أشعلاه بشرارةٍ كهربائية وبرهنا على أن السَّائل الناتج هو الماء.
وكان أهم ما يتميّز به عالمنا أن تجاربه كانت من النوع الكمي بالدرجة الأولى. كما أنه – فضلا عن اكتشافاته واستنتجاته الخاصة – قد قام بتفسير الكثير من نتائج غيره من العلماء واختتامه لأعمالهم التي بدؤوها من مثل كافندش وبلانك وبريستلي وخاصة الأخير .
وكان أول من أطلق على ذلك "المائع الحيوي" الصالح للتنفس اسم أكسيجين. ويبين الشكلان رقم ( 223 ) ورقم ( 224 ) جهازان من الأجهزة التي استخدمها لافوازييه في تجاربه .
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]