التاريخ

إسهامات العالم “الشيرازي” في مجال الفيزيقا

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

الشيرازي واسهاماته في مجال الفيزيقيا التاريخ الفيزياء

للشيرازي جهود كبيرة في الفيزيقا خاصة والطبيعيات عامة. ومن إسهاماته في الفيزيقا أنه كان أول من نادى بحدوث قوس قزح كنتيجة لانعطاف ضوء الشمس في قطيرات الماء مصحوباً بانعكاس داخلي.

ومن أسفٍ أن "دي ملش" العالم الإيطالي عندما أراد أن يتكلم عن نظرية الشيرازي في قوس قزححكمت عليه الكنيسة بالسجن حتى الموت! إذ بيَّن أن هذا القوس ليس مرسلاً من عند الله لعقاب الناس، وإنما هو ظاهرة طبيعية لها تفسيرها العلمي. وبعد موته حكم على جثته وكتبه بالحرق!! .

وقد أودع الشيرازي نظريته تلك في كتابه الهام "نهاية الإدراك في دراية الأفلاك". وهو كتاب في الفلك يقع في مقالات أربع هي : فيما يحتاج إلى تقديم قبل الشروع في المقاصد، في هيئة الأجرام العلوية، في هيئة الأرض وقسمت إلى عامر وغامر، في معرفة الأبعاد والأجرام.

 

كما ضمن الشيرازي كتابه هذا بعض معارفه وآرائه في علم الضوء، ومن ذلك ما جاء في نهاية الباب الثالث من المقالة الأولى ويتعلق بكيفية الإبصار متبعا فيه رأي استاذه الطوسي، وكان من أصحاب الشعاع، أي القائلين بخروج الشعاع من العين خلافا لما نادى به ابن الهيثم مخالفا به نظرية الإغريق القدامى في هذا الشأن.

وكان الشيرازي يعتمد في دراساته الفيزيقية والفلكية اعتماداً كبيراً على ما خلّفه كل من ابن الهيثم والخازن والطوسي. ولكنه كان يؤمن بعدم تكرار ما عمله من سبقنا .

 

بل يجب أن ندرس هذا العمل ونعلق عليه ونشرح الغامض منه ثم نستمر في التطوير. وهو النهج الذي سار عليه وتلاميذه طوال حياته.

وفيما يتعلق بطريقته هو فكان يعتمد في بحوثه على التجربة والاستقراء والاستنباط . كما كان يعتمد على المشاهدة الحسية في التدليل بالبرهان الرياضي على المسائل الفيزيقية والفلكية، لذا لم يمكن ممن يركن إلى المحاكاة المنطقية كما كان يفعل علماء اليونان.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى