إصابة الدكتور “مينو” بمرض البول السكري
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
الدكتور مينو مرض البول السكري التاريخ المخطوطات والكتب النادرة
الطبيب… المريض
تقلَّد عالمنا وظائف عديدة، وعمل في أماكن كثيرة فضلاً عن عيادته الخاصة ولكنه في كل ذلك لم يكن ليغفل الاهتمام بالأنيميا الخبيثة.
وكان عام 1921 أخطر الأعوام في حياته، أحس مينو بضعفٍ عام في قوته، وبنهمٍ غير مألوف في غذائه، وبهمة تفوق همته المعتادة في الإنجاز، وكان لا بد من مواجهة الحقيقة.
ذات مساء وقف بوجهه الشاحب أمام المرآة في عيادته وأخذ في أنبوب قليلاً من بوله، وأضاف إليه الكواشف الكيميائية اللازمة، وأمسك به فوق لهب الموقد، وهنا كاد أن يغمي عليه- الحقيقة أنه مصاب بداء البول السكري.
الرجل في الرابعة والثلاثين من عمره، ومن يصاب في مثل هذه السن بذلك المرض كان في حكم المقضي عليه. ما العمل؟ عهد إلى أحد زملائه المختصين بمعالجته، فوصف له نظاماً غذائياً معينا، فالتزم به مينو وتحمل قسوته، يزن كل كسرة خبر ويدقق في كل قطعة طعام، ولِمَ لا وهو قد بدأ ينحدر على سلم الحياة المؤدي إلى النهاية، ولكن ذلك كله لم يصده عن مواصلة البحث بهمة فيها مسحة من إيمان القديسين.
ولم يطل المطال حتى فرَّج بانتنج عن كربه عندما كشف عن الإنسولين لعلاج البول السكري، وعندما أخذ مينو الإنسولين نجا من موت محقق وعاد إليه نشاطه وصفاء ذهنه، ولكن عنايته الفائقة بغذائه قبل الإنسولين كانت قد حملته على العناية بتوجيه الإسئلة الكثيرة المدققة إلى مرضاه عن غذائهم ما يحبون منه وما يكرهون، حتى كان صغار الأطباء في المستشفى يقولون هازئين: إن الدكتور مينو قد اكتشف اليوم أن السيدة الفلانية لم تأكل السبانخ قبل أن تبلغ العاشرة من عمرها، ثم يقلبون شفاههم إشفاقاً منهم على عقل رئيسهم.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]