إعادة توجيه بحوث الدفاع في أفريقيا

1998 تقرير1996 عن العلم في العالم

KFAS

بحوث الدفاع في أفريقيا العلوم الإنسانية والإجتماعية المخطوطات والكتب النادرة

في الوقت الذي يبدو فيه العالم منشغلاً بتحويل المؤسسات العسكرية من حيث البحث والتطوير الخاصين بالدفاع، ومن حيث الإنتاج التصنيعي العسكري إلى بحث وتطوير مدني وإلى إنتاج صناعي، فإن القارة الأفريقية منشغلة بالمشكلات الكبيرة الخاصة بإخضاع مجتمعاتها إلى الإدارة المدنية بدلاً من العسكرية، وبتسريح جيوش حقبة الحروب الأهلية وذلك فيما يقارب أربعين في المئة من الدول الأفريقية.

وتعد مصر وجنوب أفريقيا الدولتين الوحيدتين اللتين تخصصان ميزانية مهمة لبحوث وتطوير الدفاع (حيث يكرس الإنفاق العسكري في جنوب أفريقيا لدعم النظام العنصري السيء السمعة والآخذ بالاضمحلال).

وقبل ثلاث سنوات من اعتماد جنوب أفريقيا النظام الديمقراطي في عام 1994، فإنها تخلت عن مخزونها الصغير من الأسلحة النووية وعن برامج البحث والتطوير لهذه الأسلحة، وذلك مباشرة قبل توقيعها اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية عام 1991 (Collina, 1995).

ومع هذا، تجدر الإشارة إلى أن شركة التسلح التي تمتلكها الدولة والتي تعرف باسم دينل Denel تبحث في العالم كله عن شركاء لتدعيم مهاراتها في تصميم منتجات عسكرية تصديرية، وفي تطوير وتصنيع هذه المنتجات وذلك في نطاق الطيران والصواريخ، وعلى الخصوص في تحديث الطائرات العمودية الهجومية وأسلحة أخرى مماثلة.

ولقد صرح مسؤولو جمهورية جنوب أفريقيا بأنهم يبذلون جهداً استثنائيا عبر مؤسسة أرمسكور Armscor لمضاعفة تصدير كميات أسلحتها ثلاث مرات (Cock, 1994).

لهذا السبب، فهي تسعى لرفع الحصار الذي فرضته الأمم المتحدة على تجارتها من الأسلحة. ولكي تصبح عضوا في هيئة مراقبة تقانة الصواريخ Missile Technology Control Regime.

الاستنتاج

إن أقوى انطباع يمكن أن يخرج به المرء من نظرة شمولية للعلم والتقانة في أفريقيا يتلخص في أنه على الرغم من حالة الاضطراب السائدة مدنياً، والأزمات الاقتصادية التي تأخذ حالياً بخناق أفريقيا، فإن القارة تسعى عبر مبادرات عدة لتمسك بقوة حبل الأمل المتمثل في العلم والتقانة، متجنبة بذلك حالة اليأس المتآتية عن فقدان التنمية.

وسيكون من المهم جداً أن نشهد الموقع الذي ستحتل من خلال هذا المسعى حيث نقترب أكثر فأكثر من بداية القرن الحادي والعشرين.