الاماكن والمدن والدول

إقليم آسيا الوسطى

2013 دليل الصحارى

السير باتريك مور

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

الاماكن والمدن والدول علوم الأرض والجيولوجيا

تغطي آسيا الوسطى خمس جمهوريات آسيوية تابعة للاتحاد السوفياتي السابق، وتحتل مساحة تعادل ثلثي مساحة أوروبا.

ويحد المنطقة من الشمال الاتحاد الروسي ومن الغرب بحر قزوين و«كوبت – داغ» من ايران وأفغانستان من الجنوب، وجبال «تين شان» بامير والتاي من الجنوب والشرق.

ويتكون معظم ذلك الأقليم من منخفض (Depression) يشتمل على بحرَيْ آرال وقزوين، وسلسلة من التلال والسهول المنحدرة باتجاه بحر قزوين الذي تضم شواطئه عدداً من البحيرات الملحية أبرزها هي غارابوغازكول أيلاغي (Garabogazköl Aylagy)، اضافة الى منطقتين رئيسيتين اخريين من مناطق المياه في الأقليم: بحر آرال وبحيرة بلكاش. وبخلاف ذلك فان المنطقة بصورة أساسية صحراء شبه جافة وشبه استوائية.

الصحراوان الرئيسيتان هما كيزيل كوم (الرمل الأحمر) في اوزبكستان وغراغم (الرمل الأسود) في تركمنستان.

ويوجد أيضاً صحراء موينغم في جنوب كازاخستان وصحراء بورسيك الى الشمال من بحر آرال.

ويعتبر الجزء الشمالي من صحراء كيزيل كوم منطقة سهول وهي ذات وفرة سنوية من نباتات الربيع التي تلفحها حرارة الصيف. والجزء الجنوبي هضبة شبه صحراوية.

 

أموداريا وسيرداريا

النهران الرئيسيان في المنطقة هما أموداريا وسيرداريا ويقعان في الجبال الى الجنوب الشرقي من المنطقة ويتدفقان بصورة عامة نحو الشمال الى بحر آرال.

وقد نتج عن عمليات الري الواسعة التي توفرت من خلال هذين النهرين تنمية أرض خصبة في وادي فيرغانا الى الشرق من اوزبكستان –جنوبي كازاخستان- والأطراف الشمالية من قرغيزستان نزولاً الى سهول كازاخستان.

وعلى أي حال فإن عدم انتظام هطول الأمطار أفضى الى تعدي الصحراء على واحة خورازم في خيفا في اوزبكستان كما ظل العديد من مجاري المياه جافا طوال قرون.

وتم انشاء خزانات من أجل ضمان التوسع في عمليات الري. واقيمت بحيرة بطول خمسة كيلومترات (3 أميال) في بختارم في المناطق العليا من «لرتيش» في كازاخستان، فيما شكلت سدود أموداريا عند خوجاند بحيرة اخرى– «بحر طاجيك».

ويتمثل أحد المعالم الاصطناعية الاخرى في قناة كراكم بطول يصل الى 1350 كيلومتراً (850 ميلاً) على امتداد الحدود الجنوبية لتركمنستان.

 

وتقع هذه المنطقة في أكبر قارة عند خط العرض الشمالي نسبياً ولا توجد حدود بينها وبين المنطقة القطبية الشمالية مما يفضي الى شتاء بارد وصيف شديد الحرارة.

وتغذي ثلوج الأطراف الجبلية مصادر المياه من خلال مياهها الجارية في فصلي الربيع والصيف. كما أن الريح الشديدة التي يرافقها جفاف بحر آرال تسببت في حدوث عواصف ملحية خطيرة في المنطقة.

ولا تتمكن سوى أشد النباتات من البقاء في المناطق الصحراوية، مثل «الطرفاء» (شجرة نحيلة الأغصان) و«كوك ساغيا» التي تنتج عصارة الشجر و«سوليانكا» وهي شجيرة كثيفة ذات ورود حمراء لامعة.

وقد نجم عن جفاف بحر آرال زيادة في الملوحة وتسبب ذلك في نفوق 24 نوعاً من أسماك البحر. واضافة الى ذلك فإن الخنازير والغزلان وطيور البلشون (ابن الماء) التي كان بحر أرال يدعمها في الماضي قد اختفت أيضاً.

وفي المناطق الخصبة تكون المحاصيل التجارية –وخاصة القطن- هي الرئيسية مع أعداد كبيرة من أشجار الفواكه في وادي فيرغانا وزراعة البطيخ على طول الوديان الرئيسية للنهر.

 

– الشعوب والمشاكل

آسيا الوسطى منطقة ذات أكثرية اسلامية يتألف سكانها بشكل رئيس من الطاجيك والتوركو-منغول. ويوجد أيضاً عدد ضئيل من شعب «يوغور» المسلم الذي فر من الاضطهاد في شمال غربي الصين.

ويوجد كذلك مجموعات كبيرة من الألمان العرقيين من اقليم الفولغا اضافة الى القوقازيين والأوكرانيين والروس الذين استقروا مجدداً في آسيا الوسطى وخاصة إبان حكم ستالين وشكلوا مجموعات سكانية مختلطة جداً.

 

– الصناعة والزراعة

النشاط الاقتصادي مزيج من الزراعة والتعدين ومعالجة طائفة من المعادن وصناعة انتاج الطاقة. والمنطقة غنية بالموارد المعدنية، ويتوافر الفحم في اقليم كاراغندي من كازاخستان، والرصاص والزنك في ايرهتاي شان (جبال التاي) والحديد والنحاس حول بحيرة بلخاش والميلك (Almalyk) والحديد الخام مع الانتاج المرافق للصلب في طشقند.

اقامة السدود على سيرداريا وأموداريا وتشييد العديد من البحيرات الاصطناعية أفضى الى انتاج كبير من الطاقة الهيدروكهربية في الجبال، على الرغم من أن هذا المورد لا يزال غير متطور.

وتم اكتشاف احتياطيات من النفط والغاز الطبيعي في كل أنحاء المنطقة وخاصة في مناطق قزوين وبُخارى في اوزبكستان وتركمنستان ولم تستثمر بطاقتها التامة.

يتمثل الانتاج الرئيس في القطن –الذهب الأبيض– الذي حقق للمنطقة الشهرة وجفف بيئتها. بدأت هذه الصناعة في القرن التاسع عشر عندما أوقفت الحرب الأهلية الأميركية صادرات القطن من أميركا الشمالية وأفضت الى طلب أوروبي على القطن من مصادر اخرى.

وبدأت مشاريع الري الجديدة في عام 1918 وبحلول الوقت الذي وصل فيه الاتحاد السوفياتي الى نهايته كانت صناعة القطن تنتج ثلثي القطن السوفياتي. ومع تطور الصناعة اعتمدت بصورة متزايدة على الري الكثيف والمساعدات الكبيرة من الصناديق المركزية بغية المحافظة على الانتاج.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى