إكتشاف العالم فرانكلين سر قارورة ليدن “المكثف الكهربائي”
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني
صبري الدمرداش
KFAS
المكثف الكهربائي قارورة ليدن إكتشاف العالم فرانكلين الفيزياء
سر … القارورة !
أكسبت دراسات عالمنا وتجاربه واختراعاته سمعة عالمية ذائعة ، بيد أن معاصريه من العلماء كانوا أشد إعجاباً به لشيء محدَّد : تحليله للمكثف الكهربائي .
وفي عام 1740 اخترع "بيتر فان موسشنبريك" قارورة عجيبة عرفت ب "قارورة ليدن".
وهي بمثابة مكثَّف كهربائي، صفته الرئيسة أنه عبارة عن عازل، كالهواء أو الزجاج أو الشمع أو الورق، بين سطحين موصِّلين متصلين اتصالاً وثيقاً بالعازل .
وكثيراً ما أصابت التجارب على القارورة العلماء بصدماتٍ كهربائية شديدة كتلك التي تلقاها موسشنبريك نفسه في إحدى تجاربه عليها : "لقد أُصبت بشدة لدرجة أن جسمي قد اهتز كما لو كان قد صُعق واعتقدت أنني انتهيت ..
ولن أتلقى أبداً مثل هذه الصدمة حتى لو نلت في سبيل ذلك مُلك فرنسا!" . هكذا قال موسشنبريك ، مما جعل بريستلي ينتقده علنا ناعتاً إياه " الأستاذ الجبان " ، ومذكِّره بـ "بوز ذلك الشجاع الذي كان على استعداد لأن يموت بالصعقة الكهربائية طالما كان للعلم شهيداً! .
كما أشار بريستلي إلى شخص يدعى "ريتشمان" كان قد مات في تجربة فرانكلين عند كشك للحراسة، ومعلقا على ذلك بقوله : " ليس من نصيب كل كهربائي أن يموت ميتة ريتشمان التي يُحسد عليها !! "
كانت القارورة ، أو المكثف، جهازاً رائعاً ، كان من الممكن الحصول منه على صدمات كهربائية أقوى وأشد. ومن الجلي أن الكهرباء كانت تتراكم فيه بشكل أو بآخر .
وكان من الممكن لسبب غير معروف ونتيجة لتركيب القارورة الخاص ، أن تتراكم منها كمية من الكهرباء تفوق تلك التي يمكن أن تتراكم في أي شيء آخر يماثلها في الحجم (شكل رقم 155).
جميع علماء الكهرباء في أوروبا يعجبون من أمر قارورة ليدن وعن سرها يتساءلون؛ ولم لا ؟ …
لقد أرضت القارورة شغف البلاط الفرنسي بالعلم وحبه للمظاهر، وجعل مائة وثمانين جنديا من جنود الحرس يقفزون في الهواء بدقة فاقت دقة جنود الحرس في القيام بأية مناورة !
وأمسك سبعمائة من رهبان باريس أيدي بعضهم البعض ثم أُفرغت شحنة القارورة فيهم فقفزوا في الهواء جميعا بتوقيت دقيق فاق دقة أحسن راقصى الباليه . وتكونت فرق للعروض الكهربائية جالت في الديار تجمع الأموال.
يا له من سر غريب !
كان فرانكلين أستاذا فذا في فن إجراء التجارب . فقد أثبت أن شحنة الموصِّل الداخلي تكون دائما عكس شحنة الموصل الخارجي.
وأن الشحنتين متساويتان في الكمية ، أي أنه عند شحن القارورة يكتسب أحد الموصلين نفس كمية المادة الكهربائية التي يفقدها الآخر.
وأوضح عالمنا أن أهم شيء هو أن قوة القارورة وقدرتها على إعطاء الصدمة الكهربائية تكمن في الزجاج نفسه.
كما أوضح أن الصدمة الكهربائية التي تعطيها القارورة ذات العازل الرفيع تكون أكبر من تلك التي تعطيها مثيلتها ذات العازل السميك.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]