شخصيّات

إنجازات السيدة “آدا” في علم الرياضيات

1995 نساء مخترعات

الأستاذ فرج موسى

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علم الرياضيات السيدة آدا إنجازات السيدة آدا في الرياضيات شخصيّات الهندسة

وقد قابلت ((آدا)) ((بابج)) لأول مرة في عام 1833، عندما كان يحاول بناء ((آلة حساب الفرق)).

وعلى الرغم من أنها كانت في الثامنة عشرة، إلا أنها كانت مغرمة ومنبهرة بأعمال عالم الرياضيات ((بابج)).

ومنذ ذلك الوقت، تابعت ((آدا)) تطور ((آلة التحليل)) الجديدة، عاما بعد عام، ومرحلة بعد مرحلة.

 

وكان عام 1843 هو الموعد. ففي ذلك العام ، قامت ((آدا)) بنشر بعض الصفحات المدهشة الأكثر تفصيلا ودقة حول موضوع ((آلة بابج التحليلية)).

فكانت البداية هي ترجمة من الفرنسية إلى الإنجليزية لمقالة طويلة ومهمة، كتبها الإيطالي L.F. Menabrea تتناول الآلة الشهيرة.

ولكن هذه الوثيقة قد برزت أهميتها نتيجة لما أضافته ((آدا)) من شرح وتعليقات في مبادرتها الأولى لتناول الموضوع والتي فاقت ما كتبه Menabrea في مقالته من صفحات. وقد كتبت ((آدا)) تعليقاتها بأسلوب غاية في الوضوح.

 

ونقتبس هنا بعض ما قالته : ((إن آلة التحليل لا تتطلب منك أي مجهود حيث يمكننا أن نحصل منها على ما نريد بإصدار الأمر لها بالتنفيذ.

ويمكنها متابعة التحليل دون الحاجة إلى أي علاقات أو حقائق تحليلية. ..)) ولم يظهر اسم السيدة ((أوغستا آدا لفلاس)) على صفحة العنوان لمقالة Menebrea وكان الذكر الوحيد لها ولعملها الخارق مجرد تعليق بسيط : ((مع تعليق من المترجم))…

كما لم يذكر اسم كاتب هذه التعليقات في صدر كل فصل، كما هي العادة في الكتابات العلمية ؛ وكان الدليل الوحيد لوجود ((آدا)) هو الحروف الأولى من اسمها – Augusta Ada Lovelace – (A.A.L) في نهاية التعليق.

 

وفي أيامنا هذه قد يكون إخفاء الكاتب لشخصيته نوعا من الحذر، أما في تلك الأيام، فقد كان ذلك إشارة تتسم بالجرأة، فما كان بوسع فتاة من عائلة أرستقراطية انجليزية أن توقع على عملها مهما كان الثمن، . ..

فهذا أمر غير جائز، إنه عيب. ودعنا نقول بأن ((آدا)) لم تكن لتتخطى هذه القواعد وتوقع بأحرف اسمها الأولى، لولا تشجيع زوجها المحب على أن تفعل ذلك.

لقد حصلت على هذه المعلومات من خطاب أرسلته ((آدا)) إلى ((بابج)) بتاريخ 4 يوليو 1843، اكتشفته خلال زيارتي للمكتبة البريطانية في لندن.

 

وفي سيرته الذاتية، كتب ((تشارلز بابج)) مادحا الذكاء البارز لـ ((آدا)) قائلا: ((لقد تطرقت ((آدا)) تماما إلى أصعب الأسئلة وأكثرها تجريدا فيما يتعلق بهذا الموضوع.

فهذان الموضوعان، (مقالة Menabrea وتعليقات ((آدا)) عليها) قد مهدا الطريق لمن يستطيع الفهم، وقدما درسا توضيحيا كاملا، لدرجة أنه أصبح بالإمكان الآن تنفيذ التطورات الكاملة وعمليات التحليل بواسطة الآلة)).

فلم تكن ملحوظات ((آدا)) وتعليقاتها مجرد وصف لوظائف وبرمجة آلة التحليل، بل تعدت ذلك إلى أكثر من كونها وصفا أو تحليلا بسيطا.

 

فلم يكن عملها إلا عملا أصيلا وإبداعا علميا جديدا تماما، ولكن كما هي الحال دائما فإن أفكارها كانت سابقة للأوان، ولم يلحظ أحد أن هذه الملحوظات الموقعة باسمها الغامض (A.A.L) كانت تخفي بين طياتها معادلة رياضية بالغة الأهمية، حيث يطلق على هذه المعادلات في أيامنا هذه ((برامج كمبيوتر)).

فالمعادلات التي وصفتها ((آدا))، والتي صممت خصيصا من أجل ((آلة بابج التحليلية)) جعلت من الممكن تنفيذ العمليات الحسابية المتقدمة للغاية بطريقة آلية، حيث أمكن للخبراء المحدثين ترجمة تلك المعادلات إلى مصطلحات حديثة بدون أدنى صعوبة.

وبالطبع، فإن هذه المعادلات لم يتم استخدامها على الإطلاق، لأن السبب ببساطة، أنه لم يتم صنع الآلة نفسها. ومع ذلك، فإنها ما زالت موجودة (أي المعادلات)، كدليل لا يقبل الجدل على عبقرية هذه السيدة البالغة من العمر 30 عاما، والتي لا تحمل أي درجة علمية في الرياضيات. وزد على ذلك، أنها كانت مريضة بدرجة خطيرة.

 

وبالإضافة إلى ما تقدم، فإن ((آدا)) لم تقم بتطوير برامج من أجل أول حاسبة رقمية في التاريخ فحسب، لكنها قامت أيضا بتصور حاسبات أوتوماتيكية من نوع آخر للكمبيوتر وبرامجه.

فالموسيقيون في الوقت الحالي، لا بد أن يتذكروا هذه السيدة التي كانت أول من تخيل نظم الألحان بواسطة الكمبيوتر.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى