التاريخ

اتصاف العالم ماكسويل بالإنسانية

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

العالم ماكسويل الإنسانية التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

كان ماكسويل محباً للحياة مقبلاً عليها راغباً فيها وبعدما أتم بحثه العظيم عن نظريته الخالدة وهو على (المعاش) في جلينامير لم يكن متفرغاً تماماً، وإنما كان (يعيش) وقته بكل معني للكلمة، فقد كان يقوم بدراسات فيزيقية ورياضية ومراسلة أصدقائه علمياً واجتماعياً.

كما درس اللاهوت، وألَّف موشحاتٍ من شعر غير جيد، ووسَّع منزله على الرغم من أنه لم يكن يضم غيره وزوجته.

وكان يركب الخيل، ويخرج للتنزه تصحبه كلابه، ويزور جيرانه ويلاعب أطفالهم ويداعبهم، ويذهب إلى كيمبردج للمشاركة في وضع امتحاناتها وتحكيم مسابقاتها الرياضية.

ولعل من أفضل سماته كإنسان هي عطفه وحنانه ولطفه حتي في محاضراته العامة. ففي محاضرة له عن التليفون كانت مليئةً بالجوانب المرحة المسلية.

فعندما تحدَّث عن اختراع الأستاذ بل، علَّق على التناسق العجيب بين أجزاء الجهاز: فالسلك في الوسط والسمَّاعتان في نهايتيه والثرثاران كل منهما في طرف.

وكانت علاقته بأقربائه تقوم على تفانيه وإخلاصه وإنكاره لذاته، فعندما جاء صهره إلى لندن لإجراء عملية جراحية، ترك ماكسويل الطابق الأول من منزله له ولممرِّضته، وسكن هو في حجرة كانت من الصغر بحيث كان يتناول إفطاره فيها وهو راكع؛ لأنها لم تكن تتسع لكرسى بجوار المائدة!.

وعندما مرضت زوجته، وكان مرضها خطيراً وطويلاً، أصرَّ هو على تمريضها ويقال إنه في  فترةٍ ما لم ينم في سرير ثلاثة أسابيع! ومع ذلك استمر في عمله كالمعتاد مرحاً كما لو كان يستعذب المحنَّ!.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى