اتفاقية تطبيق الإجراءات الصحية والصحة النباتية

2014 البذور والعلم والصراع

أبي ج . كينشي

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

النباتات والزراعة البيولوجيا وعلوم الحياة

ولعل من أهم السياسات الدولية المتعلقة بتقييم المحاصيل المهندسة وراثياً تتجسّد في اتفاقية منظمة التجارة العالمية لتطبيق الإجراءات الصحية [الخاصة بالبشر] وإجراءات الصحة النباتية (Application of Sanitary and Phytosanitary Measures: PSP).

فقد أُطلقت هذه الاتفاقية خلال الاجتماعات الدورية للمفاوضات الخاصة بالاتفاق العام بشأن الرسوم الجمركية والتجارة(General Agreement on Tariffs and Trade: GATT) المعقودة في الأورغواي للفترة من 1984-1994، وهي نفس المفاوضات الدورية التي أدّت إلى تشكيل منظمة التجارة العالمية، ولعلها كانت هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها القضايا المتعلقة بالزراعة في مفاوضات التجارة العالمية.

فاتفاقية تطبيق الإجراءات الصحية والصحة النباتية (SPS Agreement) لا تتعامل مع المحاصيل المهندسة وراثياً تحديداً، لكنها تتعامل بدلاً من ذلك مع الأغذية بشكل عام. إذ تهدف هذه الاتفاقية إلى تمكين البلدان من حماية الصحة وصيانة حياة المستهلكين والحيوانات والنباتات من الآفات والأمراض والتهديدات الصحية الأخرى، كما تمنع استخدام اللوائح التنظيمية بأسلوب تعسفي أو تمييزي غير مبرّر.

فهو اتفاق يسمح للدول بحظر استيراد المنتجات الغذائية التي تشكل خطراً على الصحة، لكن هذا الحظر لا يتم بصورة انتقائية بحيث يتم حظره على بعض الدول بينما لا يحظر على دول أخرى، ولتحقيق هذا الغرض فإن اتفاقية تطبيق إجراءات الصحة والصحة النباتية تطلب من الدول أن تكون إجراءاتها المتخذة بخصوص ذلك، مبنية إما على تقييم العلم للمخاطر أو الامتثال لإحدى معايير المنظمات الدولية الثلاثة الموجودة، والتي أيضاً تستند معاييرها إلى العلم في تقييم المخاطر⁽²⁾ (Winickoff et al. 2005; Winickoff and Bushey 2010; Gruszczynski 2006).

فإذا ما اعتقدت أية حكومة أن هناك بلداً ما قد انتهك اتفاقية تطبيق إجراءات الصحة والصحة النباتية فيمكنها الادعاء على ذلك البلد أمام منظمة التجارة العالمية.

فعلى سبيل المثال، كسبت مؤخراً كل من كندا والولايات المتحدة الأميركية معركة طويلة واجهتا فيها الاتحاد الأوروبي باتهامه بإعاقة تجارة الاغذية المهندسة وراثياً من دون الاستناد إلى حجج علمية صلبة بدعمه [أي الاتحاد الأوروبي] المناهضين للتكنولوجيا الحيوية (European Stance on GMOs 2006).