الكيمياء

استخدامات متعددة لـ”الإنزيمات” في مجالات مختلفة

2002 في رحاب الكيمياء

الدكتور نزار رباح الريس , الدكتورة فايزة محمد الخرافي

KFAS

الإنزيمات الكيمياء

استخدم الإنسان الإنزيمات منذ عهد بعيد ، وكان ذلك على شكل بعض الخضراوات الغنية بالإنزيمات أو باستخدام كائنات حية دقيقة لأغراض مختلفة .

ومثال ذلك عمليات تخمير العجين لإعداد الخبز وتخمير الشعير لصناعة البيرة وإنتاج الكحول .  ولقد عرف استخدام الإنزيمات في صناعة الجبن ، منذ عصر اليونان والرومان ، ويستدل على ذلك من بعض القصائد التي وردت في الإلياذة والأوديسة اليونانيتين منذ حوالي 700 قبل الميلاد ، والتي تدل على استخدام معدة الخراف والعجول لإنتاج الجبن . 

واستخدمت كذلك عصارة سيقان وأغصان التين التي تحتوي على الإنزيم الذي يحلل البروتينات والذي يطلق عليه اسم "فيسين" للأغراض السابقة نفسها .

 

لكن تاريخ تقانة الإنزيمات بدأ عام 1874 ، حينما أنتج الكيميائي الهولندي كريستيان هانسن (C. Hanson) أول عينة من إنزيم الرنين باستخلاص معدات البقر المجففة بمحلول الملح ، ويبدو أن هذه الحادثة كانت أول تحضير صناعي لإنزيم نقي .

وعلى الرغم من معرفة الإنسان بالإنزيمات واستخدامه لها ، إلا أن معرفته بخصائصها وبعملية التخمر كانت موضوع أبحاث عديدة خلال القرن التاسع عشر . 

وكان من أهم الأحداث في هذا المجال فصل معقد إنزيمي من الشعير عام 1833 . وفي العقود التي تلت ذلك التاريخ أضاف علماء كثيرون معارف جديدة في مجال الإنزيمات .

 

وكان العالم الالماني وليم كون ً(W. Kuhn) أول من استخدم مصطلح الإنزيم عام 1876 للتعبير عن ظاهرة تعرف بالخميرة الكيميائية أو غير الحية ، وكلمة إنزيم نفسها معناها "في الخميرة"، (وهي مشتقة من اللغة اليونانية = en في و = zyme خميرة) .

وقد عرف الناس في الشرق الاقصى تقليداً قديماً حيث استخدموا فطراً يسمى "كوجي" في إنتاج بعض الأغذية وبعض المواد التي تضاف للطعام والتي كانت تحضر من بروتينات الصويا والمشروبات المخمرة.

وكان الناس هناك يحضرون الكوجي من الأرز المعامل ببخار الماء الذي أضيف إليه خليط من فطر العفن ، وكانت الأجيال تتوارث تركيب هذا الخليط جيلاً بعد جيل … ولقد كان هذا أساساً للعملية الصناعية التي طورها عالم ياباني لتحضير إنزيم أميليز الفطري . 

 

وقد وجدت الإنزيمات منذ قبيل الحرب العالمية الأولى العديد من الاستخدامات الصناعية في مجالات النسيج والجلود .  ويذكر في هذا المجال أن الدباغين كانوا يتسخدمون منذ القدم روث الحمام والكلاب في عمليات الدباغة وذلك لاحتوائها على بعض الإنزيمات الهاضمة .

وقد حققت صناعة الإنزيمات واستخداماتها قفزات كبيرة بعد الحرب العالمية الثانية حيث تم تحضير العديد من الإنزيمات بنقاوة عالية ، وجرى استخدامها في العديد من المجالات .

وخلال العقود الثلاثة الماضية تم استخدام الإنزيمات في صناعات المنظفات وإنتاج السكر من النشا إضافة إلى الصناعات الدوائية وإنتاج الخبز والبيرة والألبان وعصير الفاكهة وإنتاج البروتين ومعالجة القهوة وبعض أنواع الورق واستخلاص الزيوت النباتية والزيوت الاساسية والمواد العطرية وغير ذلك.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى