الطب

استخدام آلة لاسلكية لمعالجة مرضى الشلل الجنوبي العام

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

آلة لاسلكية مرضى الشلل الجنوبي العام الطب

وهوتني يتسلَّم المشعال

ومَن هوتني؟.

ألق نظرة على أحد معامل البحث في شركة الكهرباء العامة في نيويورك تَرَى فيه أنابيب الراديو تتألق وتظلم، ولكنك لا تسمع محادثة دائرة بين قارتين، بل تشهد طائفة من الأطباء مساعديهم وقد ارتدوا ملابسهم البيض.

وهم يحاولون اختبار آلة جديدة يريدون استعمالها في علاج بعض الأمراض. ذلك أن موجات اللاسلكي القصير التي تنقل الأصوات بين البلدان النائية تؤثر كذلك تأثيراً غريبا في جسم الإنسان والحيوان إذا جمعت ووجهت إليه حيث ترتفع حرارته عند اختراقها له وتصيبه بحمَّى عالية.

ألا يمكن استعمال هذه الطريقة في معالجة الشلل الجنوني العام بدلاً من المخاطرة بالإصابة المتعمدة بالملاريا؟

إن الطبيب ليس معصوماً من الخطأ، والملاريا أصناف، والخبيث منها مميت، والحميد قد يستعصي أحياناً، يظهر آناً ويكمن آخر، وإصابات الملاريا المتعاقبة تنهك الجسم وتفقر الدم. أفلا يستطيع الأطباء أن يستعملوا هذه الحمى التي تحدثها موجات اللاسلكي لما استعملت له حمى الملاريا وتكون خاضعة في الوقت نفسه لسيطرتهم كل الخضوع؟

 

جاءت الإشارة إلى إمكانية تحقيق ذلك الحلم من الدكتور ولس هوتني Wels Howtnie مدير قسم البحوث في شركة الكهرباء العامة في نيويورك. ذلك أنه وجد أن العمال المشتغلين. بآلات الإذاعة اللاسلكية التي تستعمل موجات قصار يصابون بِحُمَّى لم يعرف لها سبب طبي.

فوجَّه طائفة من الباحثين إلى البحث عن وسيلة تمكنهم من ضبط هذه الموجات، وتمحيص أثرها في الجسم، ومعرفة تفصيلات فعلها في إحداث الحمى، لعل الأطباء يمهدون السبيل لاستعمالها في علاج بعض الأمراض.

وها هما الدكتوران تشارلس كاربنتر Charles Carpenter وألبرت بايج Albert Peiege يصنعان آلة متقنة لذات الغرض الذي ارتآه هوتني، وأفلحا بواسطتها في رفع حرارة الجسم البشري إلى درجة تفيد في معالجة بعض الامراض من غير أن يصاب الشخص المعالج بضيقٍ ما.

والآلة أشبه ما تكون بآلة لا سلكية عادية، ولكن بدلاً من أن يكون لها سلك هوائي تنبعث منه الأشعة القصيرة في الفضاء، لها لوحان من الألومنيوم يسميان (لوحا المكثف)، فتجمع بهما الطاقة الكهربائية داخل الآلة وتستعمل في رفع حرارة الجسم، وللآلة صندوق تحفظ فيه.

ومتى بلغت حرارة الجسم الدرجة المطلوبة احتُفظ بها إما بتخفيض قوة التيار، أو بإبعاد لوحي المكثف، أو باستعمال منفاخ يحرك الهواء الذي يحيط بالجسم، ثم تأخذ الحرارة في العودة إلى حالتها الطبيعية تدريجياً إذا ترك المعالَج في الصندوق متدثرا بغطاءٍ من الصوف.

 

موكب الرحماء

فرتزشودن الألماني وبورديه البلجيكي وفاسرمن الألماني، كشفوا عن ميكروب شلل الحلَق وأعدوا الكواشف لتبينه في ثنايا جسم الإنسان.

ثم جاء إيرليش فأخرج قنابله الدقيقة في محلولية أو حقنتيه (606) و (914) لإطلاقهما على ميكروبات ذلك المرض. ث

م جاء يورج ومن بعده كيرل ومن بعده هوتني وصحبه ليكملوا المسيرة كلٌّ بطريقته وبأسلوبه وبإسهاماته وإنجازاته. ومع عدم نكران دور أيٍّ من هؤلاء، يقف عالمنا شامخاً بينهم ومتميزا.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى