استخدام الجراحة لمعالجة الألم
2013 أنت والسكري
نهيد علي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
قد تحتل آلام الظهر موقعاً بارزاً في لائحة الأعراض التي يعاني منها السكريون، في وقت ما من حياتهم، وعندها قد ينصح الأطباء بالمعالجة الجراحية بدلاً من أساليب المعالجة بالأدوية وبالاسترخاء، فهل المعالجة الجراحية الهجومية ضرورية أم أنها مفيدة؟
إن آلام الظهر لها مكان راسخ وموثق في تاريخ الطب، ويبقى السؤال مطروحاً حول كون آلام الظهر مجرد عرض لإصابة بمرض آخر أم أنه حالة مستقلة بذاتها، ولا يزال هذا السؤال يطرح الكثير من الأسرار
ففي التسعينات من القرن الماضي، كانت آلام الظهر تعتبر مرضاً ينجم عن "تهيج النخاع الشوكي"، أو عن الرضوض الذي تصيبه، وعندما أدخلت نظم التأمين الاجتماعي لأول مرة أطلق على آلام الظهر اسم العرض الذي ينتج عن الظروف السيئة للعمل
ولهذا كان سبباً في حصول العمال على التعويضات، ثم تحول التركيز في الموقف تجاه آلام أسفل الظهر بعد ذلك من مجرد تقديم الأدوية إلى معالجته باعتباره "مرضاً مستقلاً".
وفي عام 1934 اكتشف الأطباء أن انفتاق القرص بين الفقرات هو سبب من أسباب آلام أسفل الظهر، فأدخلوا في ذلك الاكتشاف إمكانية المعالجة الجراحية.
فإذا كنت سكرياً وتشكو من آلام في الظهر فقد تأخذ في اعتبارك أن تختار الجراحة في المعالجة، ولاسيما إذا أثبتت الصور الشعاعية أو الدراسة بالتصوير بالرنين المغناطيسي أن هناك انفتاقاً في الأقراص بين الفقرات، أو تبدلات في المفاصل.
ومن وجهة النظر المادية فإن بإمكان الجراحة أن تصحح التلف الناتج عن القرص المنفتق أو ما يصاب النخاع الشوكي به من تغييرات، إلى جانب أن الجراحة تخفف الألم إذا ما استنفد الأطباء ما في جعبتهم من معالجات أخرى.
ومن العمليات الجراحية النموذجية التي تستهدف معالجة آلام الظهر استئصال الصفيحة الفقرية، واستئصال القرص بين الفقرات، ودمج الفقرات، ويعمل الجراحون في جميع هذه العمليات على التركيز على تصحيح بنية القرص والفقرات ما أمكنهم ذلك.
ووفقاً لما تتطلبه حالة كل مريض على حدة، فإن الجراحين قد يجرون نموذجاً واحداً أو أكثر من هذه النماذج.
وفي استئصال الصفيحة الفقرية يزيل الجراح صفيحة عظمية تقع على جانب الفقرة ليخفف الضغط عن النخاع الشوكي، ويقتصر الاستئصال على إزالة صفيحة فقرية واحدة، وقد تشتمل الجراحة بعد ذلك على الدمج بين الفقرتين اللتين تقعان أعلى وأسفل الصفيحة الفقرية المستأصلة، ويهدف الدمج بين تلكما الفقرتين إلى تفادي حدوث الحركات غير السوية التي قد تطرأ على النخاع الشوكي
وللدمج بين الفقرتين يستخدم الجراحون عادة طعماً عظمياً يأخذونه من مكان آخر من الجسم، كما أن الجراحين قد يجرون عمليات مستقلة للدمج بين الفقرات لمعالجة ما قد يصيب العمود الفقري النخاعي من تقلقل ونقص في الثبات بسبب الرضوض.
أما في استئصال القرص بين الفقرات فإن الجراحين يزيلون القرص المنفتق بين الفقرات، ويقصد بانفتاق القرص أن القسم المركزي منه، وله قوام هلامي، قد انضغط وتسرب خارج القسم المحيطي الأكثر قسوة والذي تتمثل وظيفته بالمحافظة على القسم الهلامي بعيداً عن الأعصاب، لأن ملامسة القسم الهلامي للعظام وللأعصاب يؤدي إلى تخريشها وإصابتها بالالتهاب
ويعمل الجراحون لدى استئصال القرص بين الفقرات على تنظيف التسرب الذي حصل في المادة الهلامية المركزية من القرص بين الفقرات، ولكن القرص المنفتق قد يتماثل للشفاء والزوال من تلقاء نفسه، بدون أي تدخل جراحي أو علاجي، وهذا ما ينطبق على آلام الظهر بشكل عام، فقد تزول من تلقاء نفسها أو بمجرد تناول الأدوية أو باتباع الطرق المعروفة بأثرها المخفف للألم.
والمشكلة التي تواجه السكريين في الأساليب الجراحية لمعالجة آلام الظهر عندهم أن تلك الاساليب قد لا تضمن لهم تخليصهم من الالم، بل إن الجراحة قد تؤدي في واقع الأمر في بعض الحالات إلى المزيد من الرضوض وإلى تفاقم الأعراض والآلام التي كانت موجودة قبل الجراحة، وإضافة المزيد من الآلام المزمنة إليها.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]