اسهامات ابن سينا في علم النبات
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
علم النبات اسهامات ابن سينا النباتات والزراعة الزراعة
النبات، مثله مثل الكيمياء، سادنٌ لكلً من الطب والصيدلة وخادم.
لذا بحث ابن سينا في علم النبات بوجهٍ عام، ولكنه وجَّه اهتماماً خاصاً إلى النباتات الطبية، أي التي تُستخرج منها الأدوية.
وقد وصف النباتات وصفاً علمياً دقيقاً يدل على سعة اطلاعه وطول باعه، مستنداً في ذلك إلى بحوث علماء الإغريق من ديسقوريدس وجالينوس وغيرهما. وقد أودع كل خبراته النباتية كتابين: الأول أسماه (الكتاب الثاني في الأدوية المفردة من كتاب القانون).
وفيه – على نحو ما يشير إليه عبدالحليم منتصر في كتابه (تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تطوره) – استقصى ابن سينا نسبة كبيرة من النباتات المعروفة آنئذ، وأورد مزاجاً مختلفاً من النباتات الشجرية والعشبية والزهرية والفطرية والطحلبية.
ذاكراً الأجناس المختلفة من النبات، والأنواع المختلفة من الجنس الواحد، وتكلَّم عن المتشابه وغير المتشابه. كما يذكر موطن النبات والتربة التي ينمو فيها مِلحةً أو غير ملحة أو إن كان ينمو على الماء.
وافتنَّ في ذكر ألوان الأزهار والثمار جافها وطريِّها والأوراق العريضة والضيِّقة كاملة الحافة أو مشرفتها، مورداً الأسماء المختلفة لبعض النباتات من إغريقية ومحلية.
كما فرَّق بين البستاني أو المنزرع والبري، وتكلَّم عن ظاهرة (المسانهة) في الأشجار، وذلك بأن تحمل الشجرة سنة حملاً ثقيلاً وأخرى حملاً خفيفاً أو تحمل سنة وتعقُم أخرى. وسبق (كارل متز) الذي قال بأهمية التشخيص بواسطة العصارة في عام 1934.
وقد اعتمد في وصفه للنبات على طريقتين: الأولى الطبيعية. فيصف النبات غضاً طرياً. طوله وغلظه وورقه وشوكه وزهره وثمره مما يتفق وعلم الشكل الحديث.
والثانية ما يباع جافاً عند العطَّارين من أخشابٍ وقشور وثمارٍ وأزهارٍ مما يتفق وعلم النبات الصيدلي.
والكتاب الثاني (الشِّفاء)، وفيه أورد ابن سينا كثيرا من النظريات والآراء حول تولد النبات وَذَكَرِه وأنثاه. وتكلَّم عن الثمار والأشواك والنبات السيفي أو الساحلي والسنجي والرملي والمائي والجبلي.
كما تحدَّث عن التطعيم بمختلف وسائله وعن النباتات مستديمة الخضرة، وتلك التي تسقط أوراقها في مواسم معينة. وأوضح أن تصرف النبات في حصوله على الغذاء يدل على الحياة ولا يدل على إرادةٍ أو إدراك.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]