اكتشاف “البنسلين” بواسطة العالم ألكسندر فلمنج
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
اكتشاف البنسلين العالم ألكسندر فلمنج البيولوجيا وعلوم الحياة
حصل فلمنج على درجة زميل في كلية الجراحين الملكية، إلَّا أنه سرعان ما أعرض عن الجراحة والتحق بالمعمل مساعداً للدكتور رايت أستاذ البكتريولوجيا العالمي.
ولما قامت قيامة الحرب العالمية الأولى، كان مكان عالمنا في الخطوط الخلفية يُنقذ الجرحى ويجري العمليات للمصابين من الجنود، إلَّا أنه وقف عاجزاً أمام الأخطبوط الأسود الذي التهم الأطراف الجريحة إنه الموت البشع… إنها (الغنغرينا) التي حصدت أرواح الجرحى حصداً.
ولما انتهت الحرب عاد فلمنج يواصل العمل من جديد. وفي سبتمبر عام 1928 زرع المكوَّرات العنقودية، وهو نوعٌ من البكتريا المسؤولة عن التقيح الميكروبي، في أطباق وعندما كان يختبرها من حين لآخر كانت الأطباق تتعرض للهواء فأدَّى ذلك إلى نمو نوع من الفطر حمله تيار الهواء إلى هذه الأطباق .
فلاحظ أن هذا الفطر قد أذاب جزءاً من المستعمرة الميكروبية المحيطة به. وكان من الممكن ألَّا يرى كثيرٌ من علماء البكتريا في هذه الظاهرة ما يستحق الاهتمام بصفة خاصة؛ لأنه عُرف منذ وقت بعيد أن بعض أنواع البكتريا تعيق نمو بعض الأنواع الأُخر. إلَّا أن فلمنج أدرك برهافة حس ما يمكن أن تتمخض عنه هذه الملاحظة.
وفي عام 1929 اكتشف فلمنج أن العفن المسمى (بنسليوم نوتاتم) ينتج أثناء نموه مادة تمنع تكاثر البكتريا وتوقف مفعولها أسماها البنسلين، أي العقار المستخلص من فطر البنسيليوم، إلا أن البنسلين الذي اكتشفه فلمنج في معمله الصغير لم يكن نقياً، ولم يخرج إلى ميدان العلاج.
ويبين شكل رقم (113) السير ألكسندر فلمنج مكتشف البنسلين في معمله، وكذلك عفن البنسلين كما يُرى بالمجهر.
وفي عام 1940 تمكنت مجموعة من الباحثين الإنجليز في أكسفورد، على رأسها هاوارد فلوري وإرنست تشين، من فصل البنسلين وإنتاجه نقياً وبكمياتٍ كبيرة.
وبذلك وضعوا في أيدي الجراحين والأطباء مطهِّراً فريداً من نوعه. فبينما هو عديم الضرر بالمريض، فإن له تأثيراً فعالاً قوياً في وقف عمل وتكاثر الأحياء الدقيقة المسؤولة عن إحداث الصديد والغنغرينا التي كانت تسبب في الماضي كثيراً من الوفيات، كما أنهم وجدوا أن البنسلين يمكن استعماله في علاج الدفتريا والتيتانوس والجمرة وغيرها.
وقد تمكن الكيميائيون من معرفة التركيب الكيميائي للبنسلين ومن ثم نجحوا في تحضيره صناعياً، كما أمكنهم اكتشاف وتحضير مركبات عديدة تؤثر على أنواع مختلفة من الميكروبات، حتى إذا ما تعوَّد الميكروب على أحد هذه المركبَّات كان من الممكن استبدال هذا المركب بغيره.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]