اكتشاف العالم “جنر” طريقة التطعيم ضد مرض الجدري
1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول
صبري الدمرداش
KFAS
العالم جنر التطعيم مرض الجدري البيولوجيا وعلوم الحياة
هل من … ضحية؟!
كان جُدري البقر نادراً في محال بيع الألبان مما أقام صعوبة في وجه جِنر، فلم يستطع الحصول على مادة لبحثه، ولهذا انقضت سنوات قبل أن يعيد دراسته من جديد.
ولما أعاد الدِّراسة تأكد له ما سبق أن توصل إليه، وهنا كتب مقالاً بعنوان (بحث في موضوع التطعيم ضد الجدري وآثاره). ولكنه صمَّم قبل نشر المقال أن يذهب إلى لندن ليستشير الأطباء هناك، ولكي يجري بعض التجارب إن أمكن.
وفي لندن قضى شهوراً ثلاثة يبحث وينقب – عمَّن؟! عن متطوع أو إن شئت ضحية يقبل أن يلقَّح بذلك المرض الكريه.
ولما استيأس من ذلك، قفل عائداً إلى قريته غضبان أسفاً. ولكن هنري كلاين، جرَّاح مستشفى سانت توماس الذي كان جِنَر قد أعطاه بعض لقاح جُدري البقر، كان قد طعَّم به طفلاً يقاسي من سل مفصل الفخذ ظناً منه أن التهيج المضاد قد يفيده. وكانت النتيجة أن الطفل اكتسب مناعة ضد الجدري.
وعندئذ غدا كلاين مُعضِّداً لجِنَر. ولكن بينما فضَّل الأطباء التريث انتظاراً لمزيدٍ من الأدلة، فإن كثيرين منهم عارضوا التطعيم بشدة.
ولكن لما كان الفزع من الجدري عاماً فقد أقبل الكثيرون على المجازفة بالتطعيم ضده، ليقوا أنفسهم ويلات بلاءٍ مخيف.
وقد ألحق اللقاح الذي حضَّره جِنَر بعض الضرر بمن طُعِّم به، ولكن هذا – كما تبين جِنَر فيما بعد – كان نتيجة تلوث اللقاح نفسه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]