اكتشاف فكرة المولَّد الكهربائي بواسطة العالم “فاراداي”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الثاني

صبري الدمرداش

KFAS

المولَّد الكهربائي اكتشافات فارادي الفيزياء

بعد أن حصل فاراداي على الكهرباء من المغناطيسية، لم يكن راضياً تماماً، فقد كان يتوقع أن يسبب التيار في الملف الابتدائي تياراً مستمراً في الملف الثانوي.

ولكن بدلاً من ذلك نتجت فقط تأثيرات مؤقتة في لحظة إغلاق الدائرة في الملف الابتدائي وفتحها . ومع ذلك فقد كان لديه إحساس بأنه قاب قوسين أو أدنى من النجاح .

كتب إلى أحد أصدقائه قائلا: "إني مشغول في الوقت الحاضر بالكهرومغناطيسية ، وأعتقد أنني قد أمسكت بشيءٍ ذي قيمةٍ وإن كنت لا أستطيع تحديده . ولعلي بعد كل هذا الجهد قد أمسكت بقطعة من العشب بدلاً من السمكة التي أبحث عنها" . واستمر في إجراء التجارب …

وفي 17 اكتوبر عام 1831 كانت التجربة التي أمسك بها السمكة، وكانت سمكة كبيرة، بل جد كبيرة ! .

في هذه التجربة التاريخية ، وهي أبسط تجاربه وأشهرها: لف ملفاً حول أسطوانة مجوَّفة من الورق، وأوصل طرفي الملف بجلفانومتر. وعندما دفع قضيباً مغناطيسياً بسرعة داخلالملف، انحرفت إبرة الجلفانومتر.

وعندما سحب القضيب انحرفت الإبرة مرة أخرى ولكن في الاتجاه المضاد . والواقع أنه لم يكن هناك ثمة اختلاف سواء حرَّك المغناطيس أو الملف، ففي الحالين كان هناك تيارٌ بالحث في السلك ..

وما تسبَبَّ في حدوث التيار، ولا شك ، هي حركة الموصِّل أو المجال المغناطيسي لكل منهما بالنسبة للآخر، (شكل رقم 170). كما يبين شكل رقم (171) المولد الكهربائي لفاراداي.

هكذا كشف عالمنا المبدأ الأساسي للمولد الكهربائي. ولقد مهدَّت هذه التجربة لإنتاج تيار كهربائي بالحث المستمر، وقد استطاع فاراداي ذلك بعد أحد عشر يوماً فقط منها.

وقد أجرى فاراداي تجارب كثيرةً أُخر عن الحث الكهرومغناطيسي. ولكن هذه التجارب لم تكن، في الغالب، سوى مجرد تعديلات لتجاربه الأساسية.

وكانت تجربته الأولى عن الحلقة الحديدية هي التي منحت العالم أول محوِّل كهربائي. والتجربة الأخرى على أسطوانة الورق المجوفة هي التي نتج عنها أول مولِّد كهربائي.