الآثار المباشرة للغزو العراقي على طبيعة الشواطئ والسواحل الكويتية
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
الغزو العراقي الشواطئ الكويتية السواحل الكويتية الكويت البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
ذكر سابقاً ان الشواطئ حساسة جداً، والعدو العراقي أسهم في الإخلال بالتوازن الطبيعي لخصائص السواحل والشواطئ.
وأن حركة الآليات الثقيلة وعمل الخنادق وتقليب رسوبيات البيئة الساحلية كان له الأثر الكبير في القضاء على ذلك الاتزان الطبيعي والعلاقة المنتظمة ما بين رسوبيات الساحل بشكل عام وحركة التيارات البحرية وتلاطم الأمواج.
وتشكل الأسلاك الشائكة في مناطق المد العلى للسواحل العديد من المشاكل البيئية، والتي من أهمها حصر كميات هائلة من الرسوبيات الساحلية، حيث تعيق حركتها ، مما يقلل من فرص انتشارها ووصولها إلى المتناطق المتضررة من حركة الأمواج والتيارات البحرية.
كما ان مقدار الحجم الهائل لتراكم الرسوبيات عند مدخل السفن للأحواض البحرية لتجميع القوارب بحاجة إلى نقل وإعادة تعميق، وهذا بحد ذاته قد يسبب بعض الإشكالات البيئية، حيث إنه من المتوقع وجود بعض الملوثات مع تلك الركامات الرسوبية.
وفي حالة تقليبها أو نقلها قد تساعد في حركة تلك الملوثات من جديد في العمود المائي والذي سيشكل خطورة فيما بعد على الثروة السمكية.
القطاع الطولي للساحل الكويتي بعد الغزو العراقي: أثرت حركة الجنود وأعمالهم وتركيزهم على منطقة السواحل كخطوط دفاعية من خلال غرس مئات الآلاف من الألغام والخنادق والحفر.
بالإضافة لحركة الآلات العسكرية والمجنزرات وغيرها، وقد ظهرت التغيرات التي أحدثتها هذه العمليات كما تظهر صورة رقم (25) كما يلي:
أ- حقل ألغام بعرض 50 متر تقريباً.
وهي منطقة تتأثر مباشرة بحرك ة الأمواج والرسوبيات، مما يشكل خطورة مستمرة على السباحين وهواة الصيد.
ب- منطقة الخوازيق: وهي أعمدىة حديدية مغروسة في الأرض في ارتفاع متر ونصف، ولها رؤوس مدببة وضعت بصورة متفرقة لتعيق الإنزال البحري من السفن سريعة الحركة والطائرات العمودية.
وقد أثرت هذه المنشآت على سير العمليات الساحلية من خلال تراكم الرمال وإعاقة تحركها على طول الساحل.
ج-شباك حديدية ملتوية بارتفاع متر واحد وبعرض 50 سنتيمتر، ويعد هذا الخط الشبكي خط الدفاع الثالث لقوات العد باتجاه اليابسة.
د-حقل ألغام آخر بعد الخط الحديدي الشبكي، وهذه الألغام دفنت حالياً بواسطة الرسوبيات البحرية المتحركة بفعل حركتي المد والجزر والتيارات البحرية المحاذية للساحل. صورة (26).
هـ-خندق بعمق 1-2 متر وبعرض متر واحد مملوء بالذخيرة الحية، ويطوق هذا الخندق معظم أجزاء الساحل الكويتي، وقد تم ملؤه بالزيت الخام في بعض المواقع وأحياناً بالأسلاك الشائكة.
هذا بالإضافة إلى أن حركة المجنزرات والآلات العسكرية الثابتة منها والمتحركة أدت إلى آثار سلبية يمكن حصرها فيما يلي:
1- تقليب الرسوبيرات حول الشوراطئ وتكسير قوى الشد الكمي بين الرسوبيات.
2- عمل قنوات أرضية من أثر العجلات "كما سبق ذكره بالفصل الرابع".
3- شق طرق بين الكثبان الساحلية مما يؤدي إلى تحطيمها ووصول مياه البحر إلى مناطق داخلية حول الشواطئ في منطقة الشاطئ الأمامي والشاطئ الخلفي انعكس في حدوث تغلغل مائي وظهور بقع مائية في شكل برك ضحلة في المناطق المنخفضة من السهل الساحلي.
4- تدمير النباتات والحشائش الساحلية.
5- تحطيم النظام الايكولوجي للحياء البحرية التي تعيش حول الساحل.
ومن خلال ما سبق يتضح بأن الساحل الكويتي قد حدث به اختلال واضح في النظم البيئية الطبيعية لحركة الرسوبيات والأمواج والتيارات البحرية.
إلى جانب بعض المظاهر السلبية الأخرى، مثل تأثر الحشائش البحرية بالمواد الهيدروكربونية السامة، وتلوث الطبقات الرسوبية؛ لأن النفط ينفذ من خلال المسام المائية ويمكن أن يؤدي إلى موت النباتات الورقية والحشائش.
ونضيف كذلك، ما تعرضت له الطحالب التي تغطي المسطحات الوحلية الشاسعة في مياه الكويت الساحلية الشمالية وحول جزيرة بوبيان بالذات، وهذه الطحالب هي العنصر الأساسي للسلسة الغذائية للعديد من انواع الطيور.
وقد أدى وصول النفط إلى هذه المسطحات إلى خنق الطحالب السطحية، وتسبب في قتل الكائنات الحية من القشريات والديدان التي تتغذى عليها الأسمك والطيور.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]