الآثار المترتبة على تفجير آبار البترول الكويتية من قبل جيش الاحتلال العراقي
1996 العوامل البشرية
مهدي حسن العجمي
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
آبار البترول الكويتية آبار البترول جيش الاحتلال العراقي البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تعرض الغلاف الجوي في الكويت وبعض الدول المجاورة لأخطر حادثة تلوث هوائي يشهدها العالم، نتيجة قيام جيش الاحتلال العراقي بتلغيم وتفجير آبار البترول الكويتية، وإشعال النار فيها كوسيلة لوقف زحف قوات الحلفاء البرية لتحرير الكويت.
فالكويت رغم صغر مساحتها 18,850 كم2 تقريباً، تضم احتياطاً ضخما من البترول يقدر بنحو (12960) مليون طن، موزعة على 15 حقلاً تضم 1555 بئراً، وتتوزع هذه الحقول جغرافياً بين مجموعتين أساسيتينن، وهما كما يتضح من جدول رقم (6).
أ- مجموعة الحقول الشمالية: وهي المجموعة الأصغر، وتضم أربعة حقول هي:
1- حقل الروضتين.
2– حقل بحرة (وهو أقدم الحقول الكويتية).
3- حقل الصابرية.
4- حقل الرتقة، الذي يقع في أقصى الشماؤل على الحدود الكويتية- العراقية. وتضم هذه الحقول 287 بئراً بنسبة 18,4% من مجموع الآبار الكويتية موزعة على الحقول الأربعة كالتالي: "183 بئراً في حقل الروضتين، 19 بئرا في حقل بحرة، 71 بئراً في حقل الصابرية، 114 بئراً في حقل الرتقة".
وقد تم ترتيب إشعال النيران في 108 بئراًن وتدفق البترول من تسعة آبار متفجرة دون أن تشتعل وتدمير 14 بئراً بالكامل، ولم يتبق سوى 16 بئراً سليماً صالحة للاستخدام.
ب- مجموعة الحقول الجنوبية: وهي تمثل المجموعة الأكبر، تقع على بعد 20 كم فقط جنوب مدينة الكويت، وتمتد لمسافة تبلغ 90 كم غرب الشريط العمراني الساحلي على الحدود الجنوبية مع المملكة العربية السعودية، وتتضمن هذه المجموعة أحد عشر حقلاً.
تشمل كلاً من حقل "برقان" (الذي يعد من اكبر الحقول الكويتية) وثاني أكبر الحقول في العالم بعد حقل الغوار في المملكة العربية السعودية، وحقل "المقوع"، وهو أقرب الحقول لمدينة الكويت، وحقل الأحمدي، وام قدير، وحقل مناقيشن وحقل ظريف، وحقل العبدلية، وحقل خشمان، وحقل جنوب ام قدير، وحقل الوفرة، وحقل جنوب فوارس، الذي يقع في أقصى الجنوب على الحدود الكويتية السعودية.
وتضم هذه الحقول 1268 بئراً بنسبة 81,6% من مجموع الآبار الكويتية، موزعة كالتالي: 423 بئراً في حقل برقان، 147 بئراً في حقل المقوع، 89 بئراً في حقل الأحمدي، 44 بئراً في حقل ام قدير، 40 بئراً في حقل مناقيش، 4 آبار في حقل ظريف، 5 آبار في حقل العبدلية، 7 آبار في حقل خمشان، 482 بئراً في حقل الوفرة، 9 آبار في حقل جنوب الفوارس.
وقد تعرضت هذه الآبار بدورها للتفجير الذي ترتب عليه إشعال النيران في 510 منها. وتدفق البترول من بعض الآبار التي لم تشتعل وتبلغ 68 بئراً، وتدمير 448 بئراً بالكامل، ونجت 140 بئراً سليمة صالحة للاستخدام (جدول 6)، شكل (14) صورة (1) وصورة (2).
ومن ثم بلغت جملة الآبار المشتعلة 618 بئراً بنسبة 39,7%، أما الآبار التي تدفق منها النفط ولم تشتعل بلغت 76 بئراً بنسبة 5%، والآبار الي دمرت تماماً 462 بئراً بنسبة 29,7%، والآبار السليمة الصالحة للاستخدام 156 بئراً بنسبة 10% وهكذا تكون نسبة التدمير والتخريب للآبار التي كانت تنتج حوالي 90% من المجموع الكلي.
ومما يجدر ذكره أن التقارير أشات إلى ان الأقمار الصناعية قد رصدت بداية إشعال النيران في آبار النفط في 24 يناير 1991، وزاد عدد الآبار المشتعلة بصورة خاصة بعد 7 فبراير، ووصلت ذروة الحرائق خلال الفترة من 22-24 فبراير "وزارة النفط 1991".
وقد تباينت التقديرات بالنسبة لكمية النفط المحترق يومياً، حيث تراوحت بين 6,5 و6 مليون برميل، مقارنة بالإنتاج قبل الغزو وكان يتراوح بين 1,5 إلى 1,8 مليون برميل / يومياً، وبالطاقة الإنتاجية القصوى التي تبلغ 2,5 مليون برميل /يومياً.
ونظراً لخطورة الدخات المنبعث من آبار النفط المشتعلة، فقد قامت عدة جهات دولية برصد وتحليل مكونات هذا الدخان، ومن بينها الطائرات البريطانية، وأظهرت بعض القياسات وجود تركيزات عالية من ثاني أكسيد الكبريت يصل في بعض الأحيان إلى جزء واحد من المليون، وتركيز اكاسيد النيتروجين 50 جزءاً في المليون.
ووصل تركيز الأتربة المعلقة (أقل من 10 مكرون) 30 مللجرام/م3 على بعد 100 كيلو متر وعلى ارتفاع 2000م من مكان الحرائق.
وتشير التقديرات الخاصة بحجم الملوثات الناجمة عن حرائق النفط إلى ان كمية النفط المحترقة يومياً إذا أخذنا بالتقدير الدنى (2,5 مليون برميل/ يومياً).
تغطي حوالي ما بين 20- 40 ألف طن من الدخان الأسود، 20 ألف طن من ثاني أكسيد الكبريت، 1500 طن من الجسيمات التي تحتوي على الكربوهيدرات وبعض المعادن السامة، 250 طن أول أكسيد الكربون، 500 طن من اكاسيد النتروجين.
وقد نجم عن الآبار المتفجرة، والتي لم تشتعل، تدفق كميات كبيرة من النفط مكونة مجموعة من البحيرات او البرك النفطية من حول هذه الآبار.
كما ان بعض الآبار المشتعلة قد تكونت حول رؤوسها كتل من الفحم (مواد كربونية)، حيث أخذ يتسرب النفط عبر مساميها مكوناً بركاً نفطية حول هذه الآبار المشتعلة.
وتشير التقدير الأولية إلى ان كميات النفط المتجمع في هذه البحيرات يبلغ حوالي 22 مليون برميل (تقرير غير منشور عن حالة التلوث، ص3).
وتأتي خطورة التلوث الهوائي الناجم عن البحيرات النفطية في انها تمثل مصدراً خطراً للغازات الهيدروكربونية السامة من الميثان وغيره، مثل: البيوتان والبرومان، والنبتان التي تتبخر نتيجة تعرض النفط للتسخين الناجم عن الإشعاع الشمسي. وتطاير مثل هذه الغازات الطيارة.
ومما يزيد من خطورة التلوث الهوائي الناجم عن هذه البحيرات صورة رقم (5)، ان الملوثات لا يتاح لها فرصة الصعود السريع لطبقات الجو العليا.
ومن ثم تكون في متناول الرياح السطحية التي تحملها معها إلى المناطق السكنية، وهي الغازات التي تصل آثارها بشكل كبير في مدينة الكويت عندنا كانت تهب الرياح الجنوبية الغربية، والجنوبية الشرقية، حتى بعد إطفاء حرائق الآبار
ولم تقتصر عملية التفجير على الآبار بل امتدت إلى خزانات النفط في مراكز التجميع والمصافي وغيرها من المنشآت النفطية، وتقدر الكمية المخزونة في ذلك الوقت بنحو 22 مليون برميل، احرق منها 9 مليون برميل، ونهب الباقي او ضخ في مياه الخليج.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]