علوم الأرض والجيولوجيا

الآثـــار البيئيــة

2013 دليل المحيطات

جون بيرنيتا

مؤسسة الكويت للتقدم العلمي

علوم الأرض والجيولوجيا

إن من المساوئ الاضافية لحزم السياحة على البلد المضيف هو الضرر البيئي الناتج عن تجمع عدد كبير من الناس في منطقة ضيقة. إن البيئات الطبيعية الساحلية حساسة بشكل خاص للاضطرابات، فيما تكون الآثار المرتبطة بانشاء المنتجعات كبيرة. وينتج عن بناء فنادق المنتجعات السياحية وتنسيق الأرض تزايد الرواسب التي تقطع التنفس عن الشعاب المرجانية، بالاضافة إلى تدخلها في المد والجزر والتيــارات الأخـــــرى، مسببة بذلك تعريــة تلك الشواطئ الجاذبة للسياح في المقام الأول. وينتج كميات كبيرة من النفايات بما في ذلك الصرف الصحي والفضلات العضوية، مما يترتب عليه تخثث (مغذيات زائدة عن الحد) للمياه الساحلية ونمو الطحالب. أما النفايات الصلبة مثل مواد التغليف والعلب المعدنية والزجاجات الفارغة إذا لم يتم اتلافها بالشكل الصحيح فإن ذلك من شأنه تغطية وتخريب المنظر الجمالي للشواطئ الرملية الشعابية.

هذا ويمثل بناء فنادق المنتجعات السياحة استثمارا ماليا كبيرا، حيث يتم بناء تلك الفنادق بالقرب من الساحل بهدف توفير إمكانية الوصول المباشر للسياح إلى الشاطئ والبحر المتاخم. كما إن انشاء الأرصفة لتسهيل وصول السياح إلى القوارب والمراكب من شأنه تغيير أنماط التيارات المحلية والذي يؤدي لسوء الحظ إلى تعرية الساحل، والذي يحث متعهد المنتجع على بناء مصدات للأمواج بهدف إبقاء الرمال على الشاطئ، الى جانب إنشاء الجدران البحرية للحيلولة دون تعرية المباني الساحلية. وبارتفاع الاستثمار في المناطق الساحلية، فقد ازدادت الحاجة إلى حماية ذلك الاستثمار ضد الفيضانات وأمواج العواصف والتسونامي، إلى جانب القوى النحتية العامة للرياح والأمواج، حيث تكون الخطوط الساحلية مدعمة، والجدران البحرية مبنية، ومصدات الأمواج ممتدة باتجاه البحر مع افتقار الشاطئ إلى الرمال. ومنذ بداية انشائها، فإن دورة الحماية والخسارة تستمر حتى أصبحت بعض الجزر الداعمة للمنتجع السياحي في المالديف الآن – على سبيل المثال- محاطة بالكامل بالجدران البحرية كما أدى إلى فقدان الرمال بكميات كبيرة عن الشاطئ.

آخذين بعين الاعتبار أن الضرر البيئي يشكل تهديدا كبيرا على الاستدامة طويلة الأمد للقطاع السياحي، فقد عملت العديد من الحكومات في الدول النامية على فرض قوانين مواصفات البناء والأنظمة في المنتجعات السياحية، والمصممة للحد من الآثار الضارة لتلك المنتجعات على البيئة. وقد عملت برامج تطوير السياحة البيئية الحديثة على توعية السياح أنفسهم بالآثار البيئية الناجمة عن زياراتهم، ما من شأنه أن يؤدي إلى سلوك أكثر مسؤولية من قبلهم، حيث أن عددا قليلاً من السياح يقومون بشراء الصدف والشعاب المرجانية في حين أن معظم السياح يتصرفون بمسؤولية عند رمي نفاياتهم. إلا أن المشاكل تستمر مع ازدياد أعداد السياح البيئيين. وتحاول معظم الوجهات السياحية الآن اجتذاب السياح الأفراد من خلال إتاحة فرص أكبر للترف والتجارب المتنوعة التي تستغل الثقافة الفريدة، إلى جانب الفرص البيئية والاطعمة المقدمة في بلدانهم. وفي الوقت الحاضر، أصبح من الشائع أن يأخذ الشباب عطلة لمدة عام كامل، يقومون خلاله بالسفر إلى جميع أنحاء العالم وزيارة الأماكن المثيرة والنائية بحثا عن الشواطئ الطبيعية البكر، إلى جانب السعي إلى الحصول على خبرات جديدة، فيما يبقى إغراء وجذب البحر والرمال متاحا للجميع فيما عدا بعض السياح.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى