أدوات

الآلات الرَّصْدية

1995 العلوم والمعارف الهندسية

جلال شوقي

KFAS

الآلات الرَّصْدية أدوات الهندسة

عن علم الآلات الرصدية يقول حاجي خليفة:

"ذكره ]المولى أبو الخير[ من فروع الهيئة،

وقال: هو علم يتعرف منه كيفية تحصيل الآلات الرصدية قبل الشروع في الرصد، فإن الرصد لا يتم إلا بآلات كثيرة،

وكتاب الآلات العجيبة للخازني يشتمل على ذلك، انتهى".

ويستطرد حاجي خليفة قائلاً:

"قال العلامة تقي الدين الراصد في "سدرة منتهى الأفكار" :

والغرض من وضع تلك الآلات تشبيه سطح منها بسطح دائرة فلكية ليمكن بها ضبط حركتها، ولن يستقيم ذلك ما دام لنصف قطر الأرض قدر محسوس عند نصف قطر تلك الدائرة الفلكية إلا بتعديله بعد الإحاطة باختلافه الكلي.

وحيث أحسسنا بحركات دورية مختلفة وجب علينا ضبطها بآلات رصدية تشبهها في وضعها لما يمكن له التشبيه، ولما لم يكن له ذلك يضبط اختلاف، ثم فرض كرات تطابق اختلافاتها المقيسة إلى مركز العالم تلك الاختلافات المحسوس بها إذا كانت متحركة حركة بسيطة حول مراكزها، فبمقتضى تلك الأغراض تعددت الآلات.

 

والذي أنشأناه بدار الرصد الجديد هذه الآلات منها:

اللبنة..

ومنها الحلقة الاعتدالية..

ومنها ذات الأوتار..

ومنها ذات الحلق..

ومنها ذات السمت والارتفاع.. وهذه الآلة من مخترعات الرصاد الإسلاميين .

ومنها ذات الشعبتين ..

ومنها ذات الجيب…

ومنها المشبهة بالمناطق، قال وهي من مخترعاتنا، كثيرة الفوائد في معرفة ما بين الكوكبين من البعد .. ومنها الربع المسطري،

وذات الثقبين،

والبنكام الرصدي، وغير ذلك .

 

وللعلامة غياث الدين جمشيد رسالة فارسية في وصف تلك الآلات سوى ما اخترعه تقي الدين. واعلم أن الآلات الفلكية كثيرة، منه الآلات المذكورة، ومنها السدس الذي ذكره جشميد، ومنها ذات المثلث، ومنها أنواع الاسطرلابات:

كالتام، والمسطح، والطوماري، والهلالي، والزورقي، والعقربي، والاسى، والقوسين والجنوبي، والشمالي، والكبرى، والسمطح، والمسرطق، وحق القمر، والمغني، والجامعة، وعصا موسى.

ومنها أنواع الأرباع :

كالتام، والمُجيَّب، والمٌقنطرات، والأفاقي، والشَّكازي، ودائرة المُعدل، وذات الكرسي، والزرقالة، وربع الزرقالة، وطبق المناطق.

 

ويستطرد حاجي خليفة قائلاً:

"وذكر ابن الشاطر(1) في النفع العام أنه أمعن النظر في الآلات الفلكية فوجد – مع كثرتها – أنها ليس فيها ما يفي بجميع الأعمال الفلكية في كل عرض، وقال ولا بد أن يداخلها الخلل في غالب الأعمال، إما إما من جهة تعسر تحقيق الوضع كالمبطَّحات، أو من جهة تحرك بعضها على بعض.

وكثرة تفاوت ما بين خطوطها وتزاحمها كالاسطرلاب، والشكازية، والزرقالة وغالب الآلات، أو من جهة تحرك بعضها على بعض، وكثرة تفاوت ما بين خطوطها وتزاحمها كالاسطرلاب، والشكازي، والزرقالة وغالب الآلات، أو من جهة الخيط وتحريك المري، وتزاحم الخطوط كالأرباع المقنطرات والمجيبة. 

وإن بعضها يعسر بها غالب المطالب الفلكية، وبعضها لا يفي إلا بالقليل، وبعضها مختص بعرض واحد، وبعضها بعروض مختصة، وبعهضا تكون أعمالها ظنية غي ربرهانية، وبعضها يأتي ببعض الأعمال بطريق مطولة خارجة عن الحد، وبعضها يعسر حملها ويقبح شكلها، كالآلة الشاملة، فوضع آلة يخرج بها جميع الأعمال في جميع الآفاق بسهولة مقصد، ووضوح برهان، فسماها الربع التام".

وعن الاصطرلابات يقول الكاتب الخوارزمي (2) في كتابه "مفاتيح العلوم"(3):

"أنواع الاصطرلابات كثيرة، وأساميها مشتقة من صورها، كالهلالي من الهلال، والكري من الكرة، والزورقي، والصدفي، والمسرطن، والمبطح، وأشابه ذلك.." (4).

 

ولعله من المفيد أن نبين هنا بإيجاز الأنواع الثلاثة الرئيسية للاسطرلاب، وهي مقسمة بحسب ما إذا كانت:

1- تمثل مسقط الكرة السماوية على سطح مستو.

أو 2- تمثل مسقط هذا المسقط على خط مستقيم.

أو 3- تمثل الكرة بذاتها دون أي إسقاط.

 

ومن ثم فالأنواع الثلاثة :

1- الاسطرلاب المسطح أو السطحي، ويعرف أيضاً "بذات الصفائح"، ويتركب من الأم، والأقراص السمتديرة، والعنكبوت أو الشبكة، والعضادة أو المسطرة.

2- الاسطرلاب الخطي، ويسمى أيضاً "عصا الطوسي" نسبة إلى مخترعه المظفر من المظفر الطوسي (المتوفى سنة 610 هـــ = 3/1214م)

3- الاسطرلاب الكرى أو الأكرى، ويمثل الحركة اليومية للكرة بالنسبة لأفق مكان معلوم دون استخدام لأية مساقط، ويتركب هذا النوع من كرة معدنية، والعنكبوت أو الشبكة التي تتخذ هيئة نصف كرة معدنية ملامسة تمام الملامسة للكرة، وصفيحة معدنية ضيقة، وعقرب متعامد على هذه الصفيحة، وأخيراً محور يخترق كلاً من الكرة والشبكة والصفيحة المعدنية الضيقة، وذلك في اتجاه القطبين الاستوائيين.

 

صحيح أن العرب والمسلمين ورثوا صنعة الاسطرلاب عن الإغريق إلا أنهم أدخلوا عليها إضافات هامة، وتحسينات جمة، كما يتضح مما أوردنا في صدر هذا الباب.

إن ابتكار آلة الاصطرلاب يعزى للعالم الإغريقي هيباركوس (Hipparchus) الذي عاش في القرن الثاني قبل الميلاد، كما ينسب وضع المبادئ العلمية الأساسية لهذه الآلة إلى بطلميوس القلوذي (Ptolemy Claudius) صاحب كتاب "المجسطي" Almagest الذي نقله إلى العربية حنين بن اسحق (188 – 260 هـــ) = (809-873م).

وكنتيجة طبيعية للابتكارات التي ساهم بها العرب والمسلمون أمكن إجراء قياسات كونية دقيقة، منها قياس محيط الأرض كما سبق أن بينا، كذا قياس طول السنة الشمسية (المدارية) كما هو وارد بالجدول (20).

من هذا الجدول يتضح أن قياسات الخيامي تحمل خطأً يقل عن 0,001 %، ومن ثم كان "التقويم الجلالي" المنسوب لعمر الخيامي أدق من التقويم الجريجوري (أو الغريغوري)، فبينما يؤدي هذا التقويم الأخير إلى خطأ يبلغ يوماً واحداً في كل 3330 سنة، فإن الخطأ الناجم عن "التقويم الجلالي" لا يتعدى يوماً واحداً في كل 5000 سنة.

 

هذا ويعرض شكلا (114) أ، ب اصطرلابين يرجع تاريخ صنعهما إلى القرنين السادس والسابع الهجريين (12، 13م)، ولا شك أن هذه الآلة الرصدية كانت تستخدم في القيام بعمليات الرصد، وحل مسائل الفلك، وتعيين الاتجاهات، وتحديد المواقيت.

 

 

هذا ويبين شكلا (115) أ، ب آلات لحساب التقويم من تصميم ابي الريحان البيروني (362 – 443هــ) = (973-1051م).

 

مما تقدم يبين لنا أن من الاصطرلابات ما يتم فيه تمثيل الكرة السماوية بسطح مستوى، وذلك بطريق الإسقاط المجسم الذي يحافظ على القيمة الحقيقية للزاوية الواقعة بين خطين مرسومين على الكرة، ويُبقي على استدارة خط الأفق وخط الاستواء والمدارين.

 

مراجع أجنبية في الاسطرلابات

  1. R.T. Gunter:

“Astrolabes of the world”,

Oxford, 1932.

  1. H.M. Holloway:

“Check-List of the Samuel Verplanck

Hoffman Collection of Astrolabes”,

New York, 1946.

  1. H. Michel:

“Traite de L’Astrolabe,”

Paris, 1947.

  1. M. Aga-Oglu:

“Two Astrolabes of the late Safavid Period”,

Bulletin of the Museum of Fine Arts, Boston, 1947.

  1. L.A. mayer:

“Islamic Astrolabes and their Works,”

Geneva, 1957.

  1. D.S. Price, S.L. Gibbs and J.A. Henderson:

“A Computerized Check-List of Astrolabes”,

Yale University, 1973.

  1. J.d. North:

“The Astrolabe”,

Scidnetific American, Jan. 1974, Vol. 230, No. 1, p. 98.

  1. S.L. Gibbs and G.Saliba:

“Planispheric Astrolabes from the National Museum of American History, Washington D.C.”, 1984.

  1. Owen Gingerich:

“Islamic Astronomy”,

Scientific American, April. 1986, Vol. 254, No. 4, p. 74-83.

 

نقطة الأوج

وتعرف بأنها نقطة المسافة العظمى لبعد الشمس عن الأرض.

وقد وجد علماء المسلمين في القرن 6 هــ = 12م أن هذه النقطة تتغير كل سنة بمقدار 12 , 9 ثانية، وهو رقم عالي الدقة، إذ أنه يختلف اختلافاً ضئيلاً عما توصل إليه علم الفلك الحديث، حيث يبلغ هذا المقدار 11 و 6 ثانية سنوياً.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى