التاريخ

الأدلة التي تثبت نظريات “وليم هارفي”

1997 قطوف من سير العلماء الجزء الأول

صبري الدمرداش

KFAS

نظريات وليم هارفي التاريخ المخطوطات والكتب النادرة

وقدَّم هارفي في كتابه الأدلَّة المفحمة التي تثبت كل نظرية من نظرياته الثلاث…

النظرية الأولى: قام هارفي ببحوث كمية لتحديد حجم الدم الذي يضخه القلب ليثبت صحة هذه النظرية.

وكان عليه، حتى يقوم بحساباته، أن يقيس كمية الدم المتدفقة في كل نبضة، كما كان عليه أن يحدد معدل النبض.

والواقع أن هذه العملية في غاية الصعوبة، وما زالت هناك خلافات حتى اليوم في تحديد هذه الكمية عندما تستخدم وسائل مختلفة. ولقد حصل هارفي على رقم لا يتعدى جزءاً من ثمانية عشر جزءاً من التقدير المعترف به اليوم. ومع ذلك فقد أثبت عالمنا فكرته الأساسية بالرغم من عدم دقة حساباته!.

إن القلب يضخ في نصف ساعة فقط كمية من الدم تفوق كثيراً كمية الدم الموجودة فعلاً في الجسم، فما بالنا بيوم مثلاً ؟! حسبها. إن القلب يدق بمعدل 72 دقة في الدقيقة.

فإذا كانت كمية الدم التي يضخها في كل دقة تزن نحو أوقيتين، فمعنى هذا أن القلب يدفع أكثر من جالون من الدم (545 رطل) في الدقيقة الواحدة أو – وهذا ما يستحيل تصديقه – أكثر من نحو 1500 جالون (817500 رطل) في اليوم!!.

ما الحل إذن؟

وفي حله لهذه المسألة تساءل: كيف يمكن أن يكون ذلك ممكناً؟ ثم سرعان ما أجاب: لا يمكن أن يكون ممكناً إلا إذا كان الدم يتحرك في دائرة. يبدأ فيها من القلب، ثم يندفع إلى الجسم، ثم يعود إلى القلب ثانية. إنها إذن دورة دموية كبرى.

وكان في هذا الحسم ضربة نجلاء لأفكار جالينوس، إذ من الواضح أن غذاء الإنسان لا يمكن أن يؤدي إلى إنتاج الدم بشكل مستمر وبمثل تلك الكميات.

 

النظرية الثانية: ولإثبات هذه النظرية لم يلجأ هارفي إلى القياس وإنما لجأ إلى الاستنتاج. ووصف التجربة التي أوصلته إلى استنتاجاته: إذا استخدمنا رباطاً يمنع مرور الدم في الأوردة ولكنه لايعوق طريقه في الشرايين، فإن الأوردة هي التي ستنتفخ لا الشرايين.

فإذا زاد المرء من ضغط الرباط بحيث يمنع مرور الدم في الشرايين ذاتها، فإن الأوردة لن تنتفخ في هذه الحالة.

ومن هذه الملاحظات استنتج هارفي استنتاجاً سلمياً هو أن الدم يدخل الأطراف عن طريق الشرايين ثم ينتقل بطريقةٍ ما إلى الأوردة، وإن فشل في العثور على تلك (الطريقة).

 

النظرية الثالثة: قام هارفي بتجربة رائعة لإثباتها، وهي النظرية القائلة بأن الدم يسري في الأوردة نحو القلب، لا بعيدا عنه كما تنادي تعاليم جالينوس.

لقد بيَّن هارفي أنه إذا ضغط المرء بإصبعه فوق وريدٍ من الأوردة، ثم حرَّك إصبعه وهو ضاغط من صمامٍ إلى الصمام الذي يعلوه، فإن الدم الذي طرد من هذا الجزء من الوريد لن يعود ثانية لأن الصمامات لا تسمح بمرور الدم إلَّا في اتجاه واحد.

إن الجهاز الوريدي لا يسمح بمرور الدم في كل من الاتجاهين، ولكن في اتجاه واحد فقط، نحو القلب.

[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى