الأسباب المؤدية إلى إصابة الإنسان بظاهرة الأَرَق
1997 موسوعة الكويت العلمية للأطفال الجزء الثاني
مؤسسة الكويت للتقدم العلمي
ظاهرة الأرق أسباب الإصابة بالأرق الطب
يحتاجُ الإنسانُ إلى النومِ إحتياجَهُ إلى الماءِ والغذاءِ، وفي أَثناءِ النومِ لا يُحِسُّ الإنسانُ بمَا حَوْلَهُ فيهدأُ وترتخي عضلاتُه. فإذا ما أخذَ الإنسانُ كفايتَه من النومِ، صَحَا وقد تَجَدَّدَ نشاطُه، ليستقبلَ يوماً جديداً حافلاً بالبَهْجَةِ والعَمَلِ والنَّشَاطِ.
ولكنْ يحدثُ أحياناً أن يكونَ الإنسانُ محتاجاً إلى النومِ وعندَه رغبةٌ شديدة فيه، ولكنه لا يستطيع أن يَنَامَ.
أو قد يَحْدُثُ أحياناً أن يَصْحُوَ النائمُ مرَّاتٍ كثيرةً في الليلِ، أو يستيقظُ قبل أن يأخذَ كفايتَه من النومِ، وهذا كلُّه هو ما نُسَمِّيه "الأَرَقَ".
وإذا أُصيبَ الإنسانُ بالأَرقِ حُرِمَ من فوائدِ النَّومِ، فيتركُ فِرَاشَه مُتْعَباً، عَصَبِياًّ، غيرَ قادرٍ على التركيزِ، ويجدُ صعوبةً في تَذَكُّر الأشياءِ.
ولكنَّ هذا يَتَوَقَّفُ على مَدَى حرمانِه من النوم. فإذا أَرقَ الإنسانُ مرّةً، تذهبُ آثارُ الأرقِ السَّيِّئَةِ بعدَ نَوْمَةٍ هادئةٍ كافيةٍ. أمَّا إذا تكرَّرَ الأرقُ كثيراً فإن آثارَه السيّئة سوف تشتدُّ وتزداد.
وقد يصابُ الإنسانُ بالأَرَقِ لأَسْبَابٍ مختلفةٍ، ولذلك يجب علينا أن نعرفَ سَبَبَه في كُلِّ حالةٍ، حتى نستطيعَ أن نتغلَّبَ عليهِ.
وقد يكون السببُ هو أن الظروفَ التي حولَنا لا تساعدُ على الهدوءِ والنومِ، كالضوءِ القَوِيِّ، أو الأصواتِ العالِيَةِ، أو الحَرِّ أو البَرْدِ الشديديْن، أو فراشٍ غيرِ مُرِيحٍ، أو حشـراتٍ مُؤذية، ونحوِ ذلك.
قد يكونُ سببُ الأرقِ ناشئاً مِنْ داخِل الإنسانِ نفسِه، كشعورِه بالجوعِ الشديدِ أو عُسـرِ الهضمِ بعد أَكْلَةٍ ثَقيلةٍ قَبْلَ النومِ، أو ضِيقِ التنفسِ لأسبابٍ مختلفة، أو الصُّداعِ أو أَلَمٍ في أَيَّ مَكَانٍ بالجِسم، أو الحُزن والقلقِ والخوفِ.
والتفكيرِ المستمرُّ في موضوعٍ مُهِمٍ قد يبعثُ على الأرقِ، ولذلك يقولُ الناسُ: "إن هذا الموضوعَ يُؤَرِّقُنِي"، للتعبيرِ عن اهتمامِهم الشديدِ به. وقد يَجْلِبُ بعضُ النَاس لنفسِه الأرقَ إذا شَرِبَ شَاياً أو قَهْوَةً في المَسَاء، أو أخطأَ فتناولَ بعضَ الأدويةِ المُنَبِّهَةِ دُوْنَ إستشارةِ طبيبٍ. وزوالُ هذه الأسباب. أو علاجُها يساعدُ الإنسانَ على النوم الطبيعي.
ومن العاداتِ الحسنةِ أن تعتادَ الذهابَ إلى النومِ في وقتٍ ثابتٍ، بعد أن تُؤدِّيَ صلاةَ الَّليلِ وتنتهي من القيامِ بدراستِك وواجباتِك، فتَأوي إلى فراشِكَ هادئَ النفسِ مرتاحِ البالِ.
وإذا خَشـِيَ الإنسانُ أن يتعرَّضَ للأرقِ قد يساعدُه على النومِ حمَّامٌ ودافئٌ وكوبٌ من الَّلبَنِ. ولا ننسـى أن العملَ الجادَّ والرياضَة في النهارِ يساعدان على النومِ في الَّليلِ.
وبعضُ الأدويةِ تدفعُ الإنسانَ إلى النَوْمِ، ولذلك تُسَمَّى المُنَوِّمَات، والنوم الذي تجلبُه هذه الأدويةُ ليسَ كالنومِ الطبيعي.
ولا يلجأُ الطبيبُ إلى إعطاءِ مَرِيضِهِ دواءً مُنَوِّماً إلا في أحوالٍ خاصة، كالألمِ الشديدِ. وإذا أسْرَفَ المريضُ في تناوُلِ هذه الأدوية، تعوَّدَها ولم يَسْتَطِعْ النومَ دونَها، أي أنَّهُ يصبُح "مُدْمِناً" عليها.
ثم يَضعُفُ أثرُ هذه الأدويةِ لِتَعَوُّدِ الجسمِ عليها. فَيُضْطَرُّ المريضُ إلى زيادةِ الكمِّيةِ التي يأخذُها منها، فتزدادُ حالتُه سوءاً، ولذلك يُنْصَحُ كُلُّ إنسان يُصاب بالأرقِ كثيراً، ولا يعرفُ كيفَ يزيلُ أسبابَه أن يستشيرَ الطبيبَ ولا يتناولَ دواءً إلا بإذنِه.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]