الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء بالملوثات الكيميائية
2007 في الثقافة والتنوير البيئي
الدكتور ضياءالدين محمد مطاوع
KFAS
الملوثات الكيميائية البيئة علوم الأرض والجيولوجيا
تصنف الأضرار الناتجة عن تلوث الهواء بالملوثات الكيميائية إلى: أضرار تلحق بالإنسان مباشرة، أو بالحيوان، أو بالنبات، أو بالبيئة.
وتننعكس محصلة تلك الأضرار على المجتمع، حيث تعرقل مسيرة تنميته، نظرا لاستنفادها جهوده في علاج الأضرار الناجمة عن تلك الملوثات.
أولا: أضرار تلحق بالإنسان
يشير العديد من الدراسات التي أجريت في أماكن مختلفة من العالم إلى وجود علاقة ارتباطية بين كمية ملوثات الجو ونسبة المرض والوفيات.
ويمكن تصنيف تلك الملوثات الكيميائية للهواء تبعا لتاثيرها على الإنسان إلى:
1- ملوثات مهيجة: تتسبب في حدوث التهابات بالأسطح المخاطية الرطبة ومن أمثلتها الأوزون. ويسبب بعضها الالتهاب الرئوي والربو الحاد وانتفاخ الرئة مثل غاز ثاني اكسيد الكبريت.
2- ملوثات سامة (خانقة): تتسبب في إعاقة الدم عن استخلاص الأكسجين من الهواء ومن أمثلتها غاز أول اكسيد الكربون الذي يتحد مع الهيموجلوبين مكونا كربوكسي هيموجلوبين وبذلك يفقد الهيموجلوبين قدرته على الاتحاد بالأكسجين، فتتناقص نسبة الأكسجين بالجسم تدريجياً حتى تحدث الوفاة.
وينصح بضرورة تجنب الإنسان لتنفس هواء به نسبة عالية من أول أكسيد الكربون إذا زادت نسبته عن (9) أجزاء في المليون، حيث ثبت أن تعرض الإنسان لتركيزات من أول أكسيد الكربون في الهواء الجوي تتراوح نسبتها بين (15-30) جزءا في المليون لمدة (8) ساعات يوميا يؤدي إلى إعاقة النشاط الذهني.
كما ثبت أن الإنسان يتعرض للموت مباشرة إذا زادت نسبة غاز أكسيد الكربون في الهواء عن (750) جزءا في المليون.
3- ملوثات قاتلة: من أمثلتها غاز الفوسجين المحظور استعماله دوليا في الحروب، وكذلك الأشعة المؤينة العالية الطاقة.
كما توجد بعض الغازات الأخرى الملوثة للهواء كالسيانيد والدايوكسين التي تتسرب عن طريق الجلد لتكوّن فقاعات غازية داخل الأوعية الدموية.
وتتسبب جميعها في حدوث تلف فوري للأوعية الدموية الرئوية. فعندما يتنفسها الإنسان، تتسرب السوائل داخل حويصلاته الهوائية، فيموت على الفور.
4- ملوثات مسرطنة: من امثلتها البنزوبيرين الناتج من احتراق الوقود والزيوت البترولية، المسبب لسرطان الرئة.
وقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على الفئران أن غاز كلوريد الفينيل المستخدم كدافع للرشاشات بعلب المبيدات الحشرية وغيرها من العلب المعبأة تحت ضغط يعد من أكثر ملوثات الهواء الكيميائية المسببة للسرطان.
5- ملوثات مخدرة: تتسبب في خفض ضغط الدم، وتثبت نشاط الجهاز العصبي فيشعر الفرد بالخمول.
ومن امثلتها: بعض المركبات الهيدروكربونية كالكحول، وبعض المركبات الكيميائية كالكلوروفورم، والغازات الناتجة من احتراق الحشيش والماريجوانا. وكذلك بعض المبيدات الحشرية وبعض مشتقات البترول.
6- ملوثات مزعجة: تتسبب في مضايقات مختلفة للإنسان، فبعضها يسبب الحساسية، ومن أمثلة ذلك غاز كبريتيد الهيدروجين (كريه الرائحة) جراثيم الفطريات وحبوب لقاح النباتات النجيلية والأتربة والضباب.
وتشمل الملوثات المزعجة ايضاً تلك الأصوات العالية التي تزداد شدتها عن (80) ديسيبل وتؤثر في الإنسان والحيوان.
ثانياً: اضرار تلحق بالحيوان
تتسبب ملوثات الهواء الكيميائية في حدوث أضرار مختلفة للحيوانات مما يترتب عليها زيادة إصابة الحيوانات بالامراض ونقص في إنتاجها، حيث اظهرت نتائج البحوث والتجارب في هذا المجال أن هناك بعض المبيدات الشديدة السمية كالديلدرين والــ د.د.ت تتركز في أنسجة الحيوان، مما يترتب على ذلك خسائر اقتصادية فادحة.
كما وجد أن ترسب مركبات الفلور على النباتات التي تتغذى عليها الابقار قد أدى إلى إصابة تلك الأبقار بهزال شديد، وانخفاض ملحوظ في نسبة إدرار اللبن عن المعدلات الطبيعية.
ثالثاً: أضرار تلحق بالنبات
تتسبب ملوثات الهواء الكيميائية في تثبيط نمو النبات وهو ما يترتب عليه نقص في إنتاجها. ويمكن ملاحظة ذلك على النباتات المزروعة بجوار الطرق السريعة عندما تقارن بمثيلاتها من النباتات المزروعة في مناطق اقل عرضة لملوثات الهواء الكيميائية.
كما تجدر الإشارة إلى أن نتائج بعض الدراسات في هذا المجال تظهر أن زيادة نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء عن حدود معينة يكون له الأثر المنشط لنمو النباتات، حيث تزداد سرعة عملية البناء الضوئي، ويقل توصيل الثغور، مما يؤدي إلى زيادة نسبة المواد الكربوهيدراتية وتحسن ملحوظ بالوضع المائي يصاحبهما زيادة نمو النباتات.
ولكن استمرار الزيادة في نسبة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الهواء المحيط بانلباتات ألحق العديد من الأضرار بالنباتات. وقد لوحظ أن الحد الحرج لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الهواء يختلف باختلاف نوع النبات وظروف البيئة المحيطة به.
[KSAGRelatedArticles] [ASPDRelatedArticles]